من أنا

صورتي
ابراهيم فاروق عبدالحميد هيكل المؤهـــل وتـاريخه / ليسانس آداب وتربية شعبة (فلسفة واجتماع ) بتقدير جيد جدا 1982 المؤهـــل الاضــافى/ دبلوم خاصة في التربية تخصص(إدارة تعليمية وصحة نفسية)1978 مدير مرحلة تعليمية - ادارة ميت غمر التعليمية

أرشيف المدونة الإلكترونية

من شعائر الحج

من شعائر الحج
الوقوق بعرفة

من شعائر الحج

من شعائر الحج
السعى بين الصفا والمروة

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

سلسلـة ( الفاروق ) فى علم الاجتماع 2014 .. الصف الثانى الثانوى



تخطيط انسيابي: معالجة متعاقبة: الوحدة  الأولى 


الموضوع الأول : علم الاجتماع ( تعريفه – نشأته )
ƒ تعريفـه : هو العلم الذي يدرس المجتمع دراسة علمية بهدف الوصول إلى القوانين التى تحكمه وتحل مشكلاته.
  للوجود الذي نعيشه ثلاث مكونات هى :
1- الوجود المادي مثل : الأرض والطقس والمياه ، ويدرسه علم الجيولوجيا.
2- الوجود العضوي مثل : النباتات والحيوانات والكائنات ، ويدرسه علم الأحياء
3- الوجود الاجتماعي مثل : البشر وما يصدر عنهم من أفعال وعلاقات اجتماعية ، ويدرسه العلوم الاجتماعية مثل : علم الاقتصاد – علم النفس .
  ** من هذا التعريف نستخلص :
1- أن علم الاجتماع مثل العلوم الطبيعية فى استخدم المنهج العلمي.
2- الهدف:هو الوصول إلى القوانين الحاكمة للمجتمع ، ويمكن تصنيف هذه القوانين إلى ثلاث :
   أ- قوانين الثبات : وهى التي ترتبط بالعوامل التي تجعل المجتمع أكثر دواما
                       واستقراراً.
   ب- قوانين الحركة : وهى التي ترتبط بالعوامل التي تجعل المجتمع ينتقل من      
                              حال إلى حال.
  ج- قوانين ترتبط بالمشكلات الاجتماعية:- والتي تساعد فى تقديم حلول لهذه     
              المشكلات أوالوقاية منها.
  ** ملحوظة : القوانين الاجتماعية نسبية تختلف من مجتمع إلى أخر  لأن المجتمع دائم التغير ، أما قوانين الظاهرة الطبيعية تتميز بالاستقرار والثبات ، وذلك لاختلاف طبيعة مادة كل منها مثال تطبيقي علي الأسرة :                                           
  * قوانين الثبات : فالأسرة سواء كانت نووية ( صغيرة ) (أو ممتدة) تتكون من   زوج  وزوجة وأبناء لكل فرد فيها دور ، وهذه الأدوار متكاملة ، وتؤدى وظائف ثابتة
  * قوانين الحركة : فالأسرة قديماً تقوم بوظائف الإنتاج والتعليم ، وكانت الأدوار تقوم على سيطرة الأب وتغيرت ظروف الحياة مما أدى إلى تغير الأسرة الممتدة إلى أسرة نووية وأصبحت الأدوار تمارس بطريقة ديمقراطية واختفت شخصية( س السيد).
  * قوانين المشكلات الاجتماعية : مثل انحراف أحد أفرادها أو التفكك الأسرى نتيجة الطلاق.
  ** ويمكن لعالم الاجتماع أن يضع يده على قوانين الثبات والتغير عن طريق :
1- النظرة الكلية:- بالتوصل إلى القوانين التي تحكم مسار المجتمع ككل.
2- النظرة الجزئية:- للتوصل إلى القوانين التي تحكم مسار كل وحدة.مثل التعليم
3- القيام بدراسات عديدة ومتنوعة :-عن طريق باحثين مختلفين وجمع نتائج هذه الدراسات واستخلاص القوانين منها.

ƒ نشأة علم الاجتماع
عبد الرحمن بن خلدون ( 1332 ـ 1406 م )
**ظروف نشأته :  مؤسس علم الاجتماع ( العمران البشرى).        
1- قضى فترة طويلة من حياته بالقرب من الحكام وانشغل بالسياسة وشئون الحكم ، وألف كتاب " مقدمة ابن خلدون " وأطلق عليه " كتاب العبر فى ديوان المبتدأ والخبر " فى تاريخ العرب والبربر  ومن جاورهم من ذوى السلطان الكبر فى شمال أفريقيا .- استعرض كتب المؤرخين السابقة فوجدها مليئة بالأخطاء ولابد من تصويبها.
   ** العوامل التي دفعت ابن خلدون إلى تأسيس علم العمران البشرى :
1- رغبته فى تصويب أخطاء الماضي أو التاريخ على أساس النقد  والتحليل.
2- أزمة الثقة فى كتابات المؤرخين خاصة التي تفتقد إلى النزاهة والدقة والموضوعية.
  ** أهم أفكــاره :
1- موضوع علم الاجتماع:- هو الاجتماع الإنساني وما يطرأ عليه من تحولات     
                وهدفه الوصول إلى القوانين والكشف عن طبيعة العلاقات المتبادلة
               بين أجزاء المجتمع.ولايمكن فهم حقائق الحاضر إلا فى ضوء فهم
                  حقائق الماضي
2- الاجتماع الإنساني:- الحاجة والجهد أساس و ضرورة للاجتماع الانسانى.                   
3- التغير والتحول الاجتماعي حقيقة ، فالمجتمعات لا تدوم على وتيرة واحدة ، وقد ميز بين نوعين من التغير:-
 أ- التغير التدريجي:- الذي يحدث ببطء وعلى فترة طويلة ،
ب- التغير الجذري :- الذي يحدث مرة واحدة بطريقة شاملة.
4- المجتمعات تبدأ بسيطة ثم تتعقد مثل الإنسان ( ككائن حي ) يبدأ طفلاً ثم شاباً ثم كهلاً ثم شيخاً ثم يفنى ويموت.فالمجتمعات أعمارها كأعمار البشر. ومثل تغير الصنائع والحرف وطبيعة البشر .
5- قواعد البحث فى علم الاجتماع :- أرسى العديد من أسس وهى :- 
      1- التأني وعدم التسرع فى البحث .
      2- عدم التأثر بآراء المفكرين السابقين.
      3- المقارنة بين ماضي وحاضر الظاهرة.
      4 - التوصل إلى قوانين تحكم الحياة داخل المجتمع .
1- ساهمت أفكار ابن خلدون فى إمكانية قيام علم العمران البشرى كعلم مستقل ، له منهج يعتمد على الحقائق العلمية بعيداً عن الظن والخيال.

2- لم تؤسس هذه الأفكار علماً عربيا مستقلا لدراسة المجتمع للأسباب الآتية : أ- انهيار الدولة نتيجة الصراعات الداخلية .
      ب– غزو التتار والمغول للدولة الإسلامية  .
      ج– سقوط دولة العرب فى الأندلس .   وقد طبق ابن خلدون نظريته على نشأة الدولة العربية :- التي  انتقلت من البداوة إلى الحضارة والمدنية وأكد إن أساس قيام لدولة العصبية وان الدعة والاستهلاك والخمول سبب انهيارها.
 رابعاً : الحضارة الأوربية :-  وظهور علم الاجتماع  كعلم حديث:
3- ظل الوضع كما هو منذ كتابات ابن خلدون إلى أن جاءت الثورة الصناعية والنهضة الأوربية ، وقيام الثورة الفرنسية وظهر مفهوم الدولة التي تقوم على المواطنة واختفت السلطة الدينية. ** من سمات هذه المرحلة ( فى أوربا ) :
أ - حدث تقدم فى العلوم الطبيعية وفى مجال الصناعة والفلك والفلسفة
        والكيمياء والرياضيات وغيرها .
ب- ظهور الحاجة إلى علم جديد يهتم بدراسة التغيرات فى الحياة الاجتماعية ، وسمى هذا العلم بعلم الاجتماع الذي دعا إليه
      " أوجست كونـت " .
  ** إسهامات " أوجست كونت " : مؤسس علم الاجتماع الحديث (1797-1857)
1- أطلق كونت على علم الاجتماع اسم " الفيزياء الاجتماعية " يرى أن علم الاجتماع أشبه بعلم الطبيعة يدرس المجتمع على نفس الأسس التي يستخدمها علم الطبيعة وهى الملاحظة والمشاهدة والتجربة (الاستقراء) ، ثم غير اسمه بعد ذلك إلى علم الاجتماع.
3-هدف علم الاجتماع :-  فهم مشكلات المجتمع والتنبؤ بها والتحكم فيها من اجل إسعاد البشرية وحل مشكلاتها بالقوانين الاجتماعية .
2- القوانين فى الحياة الاجتماعية :- توصل كونت إلى:
أ‌-       قوانين الثبات أو النظام ( الإستاتيكا الاجتماعية ).
ب‌-   قوانين الحركة أو التغير ( الديناميكا الاجتماعية ).
3- المجتمعات تمر بثلاث مراحل من قوانين الحركة  : المرحلة الدينية – المرحلة الفلسفية – المرحلة الوضعية " مرحلة العلم " ،(فلسفة التاريخ)
* النقد:- خلط العلم بالفلسفة والتاريخ ، ولهذا جاء دور كايم وقدم إسهامات حولت علم الاجتماع إلى علم مستقل فى ذاته.
** إسهامات " دور كايم " :
1-  موضوع علم الاجتماع :- هو دراسة الحقائق والوقائع الاجتماعية مثل الدين   
             والأسرة والدولة والثقافة .
2- المنهج العلمي :- أكد على أهمية استخدام المنهج العلمي  فى دراسة         
                الظواهر والوقائع الاجتماعية مثل دراسة الظواهر الطبيعة   
                 كوقائع خارجة عن دواتنا. فالمجتمع أكبر من مجموع الأفراد
4- الطابع القهري للوقائع الاجتماعية:-  أكد على أهمية الطابع القهري فهي تشكل
              الإطار الخارجي الملزم للفرد وتضع القواعد التى ينصاع الفرد لها
              مقهورا أحيانا فى المجتمع القديم وطواعية فى المجتمع الحديث.
4- المشكلات الاجتماعية:-  درس العديد من المشكلات  مثل مشكلة الانتحار أو  
                              تقسيم العمل الاجتماعي. 

الموضوع الثاني : ميادين الدراسة فى علم الاجتماع
أولاً : البنــاء الاجتماعي
  تعريفه : هو كل مترابط من الجماعات الاجتماعية والنظم الأساسية والأدوار التي يزاولها الأفراد والعلاقات المتبادلة بينهم.
ƒ  يتكون البناء الاجتماعي من :
[1] الجماعات الاجتماعية .. مثل : جماعة الأسرة ـ المصنع أو المدرسة .
[2] النظم الاجتماعية .. مثل : النظام السياسي أو الأسرى أو التربوي .
[3] العلاقات الاجتماعية : التي تربط بين الأفراد أو الجماعات .
[4] الأدوار الاجتماعية : التي يقوم بتا الأفراد ( الوظائف ) مثل دور المدرس.
ƒ  أنماط الأبنية الاجتماعية : تختلف المجتمعات فى البناء والنظم والثقافة مثل : المجتمع السعودي والمصري , ومع هذا الاختلاف فهناك خصائص مشتركة توحد بين المجتمعات مثل : المجتمع العربي الذي يشترك فى اللغة والدين والتاريخ ، والمجتمع الغربي الذي يشترك فى مجموعة من الخصائص : المادية – الفردية – سيطرة الآلة- الأنانية .

ƒ  تصنيف المجتمعات : يمكن تصنيف المجتمعات بطرق متعددة حسب طبيعة البناء الاجتماعي السائد فيهاأوعلى أساس المدخل الذي ندخل به إلى دارسة البناء:
[1] على أساس اقتصادي : يمكن أن نميز بين المجتمع الإقطاعي أو الرأسمالي ، أو بين الزراعي والصناعي.
[2] على أساس ثقافي : يمكن أن نميز بين مجتمع تقليدي وحديث.
[3] على أساس طبيعة العمران : يمكن أن نميز بين مجتمع ريفي وحضري.
[4] على  أساس سياسي : يمكن أن نميز بين مجتمع جمهوري ومجتمع ملكي.

ƒ مكونات البناء الاجتماعي :
[1]  الجماعة الاجتماعيــة
   اختلف العلماء حول تعريف الجماعة الاجتماعية  لأن الجماعة الاجتماعية تتعدد بتعدد وظائفها وأهدافها وأشكالها مثل : الأسرة أو المصنع أو المدرسة.
ƒ  أسس قيام الجماعة الاجتماعية : اتفق العلماء على الأسس الآتية :
1- وجود شكل أو هيكل أو بناء للجماعة.
2- وجود درجة من التفاعل بين أفرادها أو أعضائها
3- الإحساس بالانتماء للجماعة والعضوية فيها.
4- الاتفاق حول معايير وقيم مشتركة.
5 - الاتفاق حول مصالح وأهداف مشتركة.
   - مثال : الأسرة لها شكل أو بناء ولدى أعضائها شعور بالانتماء والتفاعل بين أفرادها وتجمعهم قيم واحدة ومصالح مشتركة.
ƒ أهمية الجماعة الاجتماعية :
 1- تكسب الفرد ذاتيته أو هويته الاجتماعية.
 2- حلقة وصل بين الفرد والمجتمع
3- تساعد على فهم البناء الاجتماعي.
4- تساعد على فهم السلوك الاجتماعي للفرد.

ƒ  أنماط الجماعات الاجتماعية : تختلف أنماط الجماعات الاجتماعية من حيث الحجم أو شكل التنظيم الداخلي أو الهدف الذي تسعى إليه ، وسوف نقتصر فى الحديث عن :

ƒ  الجماعة الأولية والجماعة الثانوية :

الجماعــة الأولية
الجماعـة الثانوية
1- العلاقات المباشرة وجهاً لوجه.
2- محورها شخص معين مثل: الأب
3- حديث الجماعة يتكلم عن الخبرات الشخصية مثل : حديث الزوج والزوجة
4- الاندماج قوى يقوم على الترابط الشخصي مثل : الحارة أو الزقاق أو الأسرة.  
ـ العلاقات غير مباشرة مثل : التليفون
ـ محورها هدف معين .. مثل : التفوق فى التعليم
ـ حديث الجماعة يتكلم عن النشرات أو اللوائح أو التعليمات أو الخطابات أو القوانين
ـ الاندماج ضعيف وفاتر  مثل : المصنع أو النادي أو المدرسة.
[3]  المكانة والدور الاجتماعي

ƒ  تعريف المكانة الاجتماعية : هي مجموعة الامتيازات والواجبات الاجتماعية التي يفرضها نشاط معين على الأفراد ( أو تفرضها وظيفة معينة ).
ƒ  تعريف الدور : هو الأعباء أو الأنشطة التي تتطلبها الامتيازات والواجبات الاجتماعية مثال : طالب نهائي الطب تناديه ( يا دكتور ) فذلك رمز للمكانة , وبعد تخرجه وممارسته للمهنة تقول : يا دكتور لأنه يمارس دور الطبيب.
ƒ  المكانة الاجتماعية نوعان :
1- مكانة اجتماعية مورثة : بحكم الميراث أو نتيجة الانتماء لطبقة مثل الأمراء.
2- مكانة اجتماعية مكتسبة : نتيجة الخبرات والقدرات أو الجهد مثل : المعلم أو الطبيب أو المحامى.
  ** المكانة الاجتماعية تختلف من مجتمع إلى آخر , فهناك مجتمعات تعلى من مكانة أو سلطة الأب , ومجتمعات أخرى تعلى من مكانة أو سلطة الأم            ( ينسب الابن للأب أو الأم ) ، وتختلف المكانة الاجتماعية داخل الجماعة الواحدة لأن مكانة الأب تختلف عنه مكانة الأم أو الأخ الأكبر أو الأصغر فى الأسرة الواحدة.
  * يعرف الفرد أحيانا بمكانته الاجتماعية مثل : الطفل لا ينادى أبيه باسمه بل يقول له ( يا بابا ) , والطالب لا ينادى المعلم باسمه , بل يقول له : يا أستاذ والمريض لا ينادى الطبيب باسمه بل يقول له يا دكتور . 

[4]  النظـم الاجتماعيـــة
ƒ   تعريف النظم : هي مجموعة المعايير أو القواعد  المتفاعلة المنظمة التي أجمع عليها الناس لتنظيم سلوكهم وتحديد علاقاتهم مثل : النظام الاقتصادي .
ƒ   نماذج للنظم الاجتماعية :
   أولاً : النظام الاقتصادي :
   ** تعريفه : وهو مجموعة القواعد التي تحدد و تنظم القيم و الأنشطة  والادوارالمرتبطة بالزراعة و التجارة والصناعة ، وهو عصب الحياة .
** علاقته بالنظام السياسي :
   1  - يساعد النظام الاقتصادي على تحقيق الأهداف التي يقرها النظام السياسي
   2-   النظام السياسي يحدد البرامج والخطط الاقتصادية
 ** علاقته بالنظام الأسرى . مثل : ربة المنزل تشترى السلع والخدمات مما
            يؤدى إلى رواج وتنشيط السوق وتزيد من عائد الاستثمار أو الإنتاج  
             وأجور العمال فى المصانع .
   ** علاقة النمو الاقتصادي بالتغير الاجتماعي  :-
1- النمو الاقتصادي يؤدى إلى التغير فى سياسة المجتمع ونظام التعليم.
2- النمو الاقتصادي يؤدى إلى وضع تشريعات جديدة فى المجتمع  .,
3- التغير الاقتصادي يصاحبه تغيرات اجتماعية أو تعليمية أو سياسية تتفق مع التغيرات الاجتماعية المصاحبة لـه.
 مثل : التغير الاقتصادي فى دول الخليج أدى إلى تغيرات الاجتماعية عديد .
     ثانياً : النظام السياسي :-
   ** تعريفه : هو قواعد تحدد نوع وشكل السلطة ووظيفة الدولة وحقوق الأفراد وواجباتهم.
   ** عوامل ظهور النظام السياسي :
1- الحد من التكالب على الثروة.     2- توزيع الثروة بشكل عادل.
3- اتساع رقعة انتشار السكان وتعقيد المجتمعات.
4- ظهور عديد من الهيئات والمنظمات السياسية  مثل : الأحزاب.
   ** تختلف فلسفة النظام السياسي من مجتمع إلى آخر : فهناك مجتمعات تعلى من سلطة الأفراد وأخرى تعلى من سلطة الدولة مثل : ماسولينى فى إيطاليا , هتلر فى ألمانيا اعلي من سلطة الدولة سلطة مطلقة ومجتمعات أخرى تأخذ بالديمقراطية وتعدد الأحزاب .. مثل : جمهورية مصر العربية.
  ** علاقة النظام السياسي بالنظم الأخرى : يرتبط بغيره من النظم داخل المجتمع والتي من شأنها تحقيق الاستقرار ونشر مناخ الحرية بين المواطنين.
        ثالثاً : النظام التربوي :-
   ** تعريفه : هو أحد النظم الاجتماعية التي تهتم بالتربية والتنشئة وتطبيع الفرد وإكسابه القيم والمعايير التي ارتضاها المجتمع وجعلها أساسا للسلوك.
   ** تختلف التربية باختلاف المجتمعات : فهناك مجتمعات بسيطة            وأخرى معقدة.
   ** التربية فى المجتمعات البسيطة ( أهدافها ) :
1- تحقيق التكيف والتوافق.                 2- إشباع الحاجات الأساسية.
3- حل المشكلات أو التغلب عليها
   ** وسائل التربية فى المجتمعات البسيطة : مثل القبيلة والقرية :
1- التقليد.   2- المحاكاة.   3- الممارسة.     4- التدريب.
   ** التربية فى المجتمعات المتقدمة ( المعاصرة ) : لم تعد التربية قاصرة على الأسرة وحدها , بل امتدت إلى عديد من المؤسسات .. مثل : المسجد أو المدرسة أو الجامعة ، وأصبحت لها نظام له قوانينه وأجهزته المتخصصة.
   ** أهداف التربية المعاصـرة :
1- المحافظة على التراث ونقله.     2- تنمية القدرات والمهارات المختلفة.
    3- إكساب الطلاب الايجابية والواقعية والشخصية الاجتماعية.
    4- ربط الطلاب بمصادر المعرفة المتنوعة مثل المكتبة أو المتاحف أو ألنت.
    5- مد المجتمع بالمتخصصين فى مختلف العلوم.(العلماء)
    6- تنمية الأصالة والمعاصرة والتحديث عند الأفراد.
    7- تخريج الطاقات البشرية المؤهلة اللازمة للمجتمع مثل المعلمين والأطباء.

                                [5]  الثقافـــــة
ƒ تعريفها : هي مجموعة من القيم التي يسير عليها أفراد المجتمع وتحكم سلوكهم ومنتجاتهم المادية والرموز التي يتعرفون عليها..
ƒ  مكونات الثقافـة :
1- القيم : وهى المثل العليا كالإخلاص التراحم الأسرى والتعاون .
2- المعايير : وهى المبادئ التي تحكم السلوك وتظهر فى التعاملات اليومية بين الأفراد والتي تتعلق بما يجب أن نفعله فى موقف معين.
3- المنتجات المادية : وهى كل ما يضيفه الإنسان لطعامه وشرابه وملبسه ومسكنه وفنونه وأدوات إنتاجه وانتقاله.
4- الرموز : وهى إشارات وعلامات يتفق عليها المجتمع وتحقق وظائف فى عملية الاتصال الاجتماعي مثل اللغة كأداة للتخاطب ، وثمة رموز أخرى مثل السلام والتحية .
   ** تمثل الثقافة الإطار العام الذي يغلف كل مكونات البناء الاجتماعي ، فالفرد يؤدى دور ويشغل وضعً اجتماعيً معين  وينتمي إلى تنظيم اجتماعي ويحمل فى داخله ثقافة تعينه على أداء ذلك كله .
   ** وتتميز ثقافة المجتمع بالتنوع رغم أن أفراد المجتمع يشتركون فى
                       عموميات ثقافية واحدة مثل اللغة والقيم والمعايير إلا أن أساليب تعبيرهم عن هذه الثقافة  تختلف باختلاف البيئة أهل الحضر عن أهل الريف  ، ولا يولد الفرد حاملاً لثقافة مجتمعه بل يتعلمها ويكتسبها من خلال التنشئة يؤدى إلى من الأسرة أو المدرسة أو النادي أو المسجد ...
   ** ويمكن التمييز بين الثقافة العامة للمجتمع والثقافة الفرعية مثل ثقافة الريف والحضر والبادية.

ثانياً : التغير الاجتماعي

ƒ مفهوم التغير : هو مجموعة صور التباينات والتحولات التي تطرأ على
                            المجتمع فى فترة زمنية محددة . مثال : المجتمع المصري قبل وبعد ثورة يوليو 1952 : تحول المجتمع من الملكية إلى الجمهورية ، ومن الإقطاع إلى توزيع الثورة ، ومن الحكومة الفردية إلى تعدد الأحزاب ، ومن المجتمع الزراعي المغلق إلى المجتمع الصناعي المفتوح.
ƒ أهمية دراسة التغير الاجتماعي :
1- التعرف على المراحل التاريخية التي يمر بتا المجتمع.(مصرا لقديمة-الحديثة)
2- التعرف على مدى تقدم المجتمع بالمقارنة بالماضي.(تطور – تخلف)
3- التعرف على الآثار المترتبة على التغير ومعالجتها.(سلبية – كماليات ...)
4- التعرف على مدى كفاءة الوسائل المستخدمة فى التغير.(توجيه- ترشيد-دعم.
5-  التنبؤ بما سوف يكون عليه المجتمع فى المستقبل وما يطرأ عليه من تغير.
ƒ عوامل التغـير :
[1] الأفراد أو الزعماء أو القادة أو العباقرة أو المفكرين : سبب تغير مجتمعاتهم أمثال : عبد الناصر فى مصر , غاندي فى الهند , نابليون فى فرنسا ، وثورة مارتن لوثر كمج فى أمريكا ... الخ بإرادتهم الحرة وأفكارهم الجريئة.
[2] التقدم المادي والعلمي : ظهور الاكتشافات والاختراعات والتي سهلت حياة الناس مثل : الانترنت والفاكس والمحمول وغيره من الأجهزة. 
[3] التخطيط العلمي : ساعد التخطيط  بكل أجهزته المجتمع فى مختلف المجالات على التقدم مثل ( التخطيط العمراني ـ التخطيط التعليمي- الاقتصادي   ....  مثل:-   الخطة الخمسية والعشرية للتنمية الشاملة فى مصر.
[4] التنظيم الديمقراطي : فالإدارة الديمقراطية وإتاحة فرص التعبير عن الرأي  و المشاركة تؤدى إلى التغير الاجتماعي بدءاً من المنزل حتى المدرسة والعمل.
ƒ أنماط التغير الاجتماعي :فى ضوء الأسباب للتغير الاجتماعي نمطان أساسيان 
1- التغير النابع من الداخل : يحدث نتيجة القيام بثورة .. مثل : ثورة 1952 فى مصر أو اى تغير اقتصادي مثل : الخصخصة فى الاقتصاد المصري.
2- التغير النابع من الخارج : يحدث نتيجة قرار دولية أو غزو خارجي     مثال : ما حدث فى العراق بعد غزو الكويت أو أمثلة الاختراعات والابتكارات الجديدة أو الدخول فى أحلاف.
ويمكن التمييز بين أنماط التغير من زوايا عديدة :-
1- فى ضوء سرعته:- يمكن أن نميز بين التغير البطء والتغير السريع .
2- فى ضوء آثاره:- يمكن أن تمييز بين تغير واسع النطاق وتغير محدود النطاق
3- فى ضوء مداه::-  يمكن أن نميز بين تغير طويل المدى وتغير قصير المدى.
4- فى ضوء المجال : أو الحقل الذي يحدث فيه نميز بين تغير سياسي واقتصادي.

*****
أسئلـة للمراجعـة على الوحدة الأولى
س1 : ضع P  أو Í  مع التعليل :
   1- فلسفة النظم السياسية واحدة فى كل المجتمعات.
   2- تختلف أهداف التربية باختلاف المجتمعات.
   3- اتفق علماء الاجتماع فى تعريفهم للجماعة الاجتماعية.
   4- النظام التربوي فى المجتمعات المعاصرة ليس له أهداف محددة.
   5- تلعب الجماعة الاجتماعية دوراً هاماً فى حياة الفرد.
   6- تتفق أهداف التربية فى المجتمعات البسيطة أو المعقدة " المعاصرة ".
   7- دعا ابن خلدون إلى قيام على الاجتماع لمواجهة أزمة الثقة فيما كتبه المؤرخون عن أحوال المجتمعات.
   8- للتنظيم الديمقراطي دور مهم لإحداث التغير الاجتماعي فى المجتمع..
س3 : مميز بين نوعى المكانة الاجتماعية مستعيناً بالأمثلة ؟
س4 : للتغير الاجتماعي نمطان أساسيان . وضحهما.
س5 : يرتبط النظام الاقتصادي بالنظام السياسي فى المجتمع . ناقش.
س6 : تختلف المكانان الاجتماعية وتتنوع داخل الجماعة الواحدة .. وضح.
س7 : عرف النظام التربوي . ثم وضح أهدافه فى المجتمعات المعاصرة.
س10 : اذكر ثلاث من إسهامات العلامة العربي ابن خلدون فى تأسيس            على الاجتماع.
س11 : اذكر ثلاث من إسهامات دور كايم فى تأسيس علم الاجتماع.
س12 : للحضارة المصرية القديمة إسهامات حول ما يتعلق بالحياة ونظمها داخل المجتمع .. ناقش ثلاث منها.
س13 : انسب كل فكرة من الأفكار الآتية إلى أصحابها :
أ‌-      التغير الاجتماعي يعد حقيقة من حقائق الوجود البشرى.
ب‌-  علم الاجتماع مثل كل علوم العصر يتيح معرفة علمية عن المجتمع باستخدام منهج الملاحظة والتجريب.
س14 : دلل على صحة هذه العبارة : " تتوافر فى المدرسة أو المؤسسة التعليمية أسس قيام الجماعة الاجتماعية "
س15 : صنف المجتمعات على أساس طبيعة المدخل لدراسة  البناء الاجتماعي.
س16 : يولد الفرد حاملاًً ثقافة مجتمعه .. هل تؤيد هذا القول . اذكر مبرراتك.
      س17 : تتميز ثقافة المجتمع بالتنوع . حلل هذه العبارة.
س18 : هات أمثلة واقعية تبين كل من : التغير الاجتماعي النابع من خارج المجتمع ـ التغير الاجتماعي النابع من داخل المجتمع.
س19 : علم الاجتماع هو العلم الذي يدرس المجتمع دراسة علمية من اجل التعرف على قوانينه ومشكلاته . اشرح هذه العبارة.
س20 : هل استطاع " إميل دور كايم " من خلال إسهاماته تحويل علم الاجتماع كعلم مستقل.
مربع نص: الوحدة الثانية


               علم الاجتماع وقضايا الفرد والجماعة

الموضوع الأول : التنشئة الاجتماعية وقيم المواطنة
[1] مفهوم التنشئة الاجتماعية : هي عملية تحويل الإنسان من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي عن طريق تعلم المهارات والقيم والعادات الاجتماعية.
**فالطفل لا يستطيع العيش بخصائصه البيولوجية فقط لابد أن يكتسب أمرين:-
   الأول : أن الوليد يتعلم طرقاً معينة تساعده على البقاء والمحافظة على حياته.
   الثاني : أن الوليد يتعلم أساليب وقيم وعادات وتقاليد الجماعة التي يعيش فيها.
  مثال : طفل الغابة وأثر البيئة على سلوكه وعدم قدرته على التكيف
             والتعايش مع الإنسان.
ƒكيف توصل علماء الاجتماع إلى هذه النتائج ؟
1- لم يصل علماء الاجتماع إلى هذه النتائج بالاعتماد على تصورات نظرية أو آراء شخصية.
2- توصلوا إليها فى ضوء ملاحظات علمية ودراسات ميدانية لأطفال الغابة وآخرون حبسوا منعزلين فى غرف مغلقة ، ولاحظ علماء الاجتماع أن هؤلاء الأطفال لم تمكنهم خصائصهم البيولوجية من اكتساب صفة الإنسانية.
س- ماذا يحدث إذا لم تتم عملية تنشئة اجتماعية للطفل؟
ƒأهمية التنشئة الاجتماعية :
1- أداة المجتمع فى تكوين المواطن الصالح الذي يحترم أعضاء مجتمعه والمجتمعات الأخرى المختلفة عنه.
2- يتعلم منها الفرد كيف يعيش فى إطار نظام سياسي والمشاركة الاجتماعية والسياسية وأهمية التطوع والتعاون من أجل خدمة الآخرين.
3- يكتسب الفرد أنماطاً عديدة من السلوك مثل : الاستقلال ، ومهارات الاتصال مثل : اللغة ، والقيم والمعايير الاجتماعية ، والعادات والتقاليد التي يمارسها فى المجتمع ، والأدوار الاجتماعية مثل : دوره كأب.
[2] مؤسسات التنشئة الاجتماعية : هي مؤسسات متخصصة تقوم بعملية التنشئة مثل : الأسرة والمدرسة والنادي والصحافة والإعلام ، وهى تؤثر فى الفرد بطريقة مقصودة أو غير مقصودة ، ويختلف تأثيرها من مؤسسة لأخرى.
ƒ  دور الأسرة فى التنشئة الاجتماعية : للأسرة دور هام فى عملية التنشئة فهي أول مؤسسة تستقبل الطفل عند ولادته  وتلعب دوراً هاماً فى نقل ثقافة المجتمع إلى  أبنائها وفى تكوينهم كمواطنين صالحين.

ƒ أساليب التنشئة الاجتماعية فى الأسرة ( أنماط سليمة ) منها :
1- الملاحظة والتقليد والمشاركة : - الطفل يلاحظ سلوك الأب والأم و الكبار ويحاول تقليدهم مثل : الطفل يتعلم الصلاة وآداب الحديث وتناول الطعام والمشاركة فى الأعمال والمشاعر بالملاحظة والتقليد ..
2- القدوة " النموذج " :-
أ- يعتبر الطفل الأب أو الأم أو المعلم قدوة ومثل أعلى له فى السلوك والتصرفات يقتدي بهم .
ب - الطفل يحاول الحصول على رضاهم بالاستحسان أو الثناء ويبتعد عن السلوك غير المرغوب .. ]  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يرجو الله وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وذكر الله كَثِيرًا [ ( سورة الأحزاب : الآية 21).
3- الثواب والعقاب : ] فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ[ ( سورة الزلزلة : الآيتان 7 ، 8 )  
أ- الطفل يتعلم السلوك الحسن ويحاول تكراره نتيجة الاستحسان أو المدح أو
                              الثناء .( من ذاق طعم خبرة سارة حاول تكرارها)
ب- الطفل يبتعد عن السلوك غير المرغوب فيه نتيجة الاستهجان أو الذم  أو 
     العقاب أو الألم .( ومن ذاق طعم خبرة مؤلمة تجنب المواقف المؤدية إليها )
جـ-الثواب له أثر إيجابي فى تدعيم بعض السلوكيات فهو أكثر فائدة من العقاب
                                والعقاب له أثر سلبي فى كف بعض السلوكيات.
4- الاستجابة لتساؤلات الطفل :-
          *-  الطفل محب للاستطلاع والاستكشاف
          *- الطفل يتساءل عن كل ما يحيط به أو يراه أو يسمع عنه
          *- يجب على الأسرة الإجابة عن جميع تساؤلات الطفل إجابة                         
          صحيحة مهما كانت الأسئلة وعدم عقابه أو زجره أو إغفال تساؤلاته.
5- المواقف المربية : هي مواقف تعلم مباشر مقصودة و متعمدة يعتمد فيها الآباء والأمهات على تعليم الأطفال قيمة أو سلوك أو مهارة أو أنماط سلوكية معينة .. ومن أمثلة ذلك : تعلم الفتاة الطهي وإعداد الطعام فى المطبخ ، أو تعلم الأطفال الصدق أو الأمانة أو الشجاعة وخطورة الكذب أو الخيانة أو الجبن ..

[3]  استمرارية عملية التنشئة : -
-   لا تقتصر التنشئة الاجتماعية على مرحلة معينة ، فهي ليست خاصة بالصغار ولكنها تستمر مدى الحياة   ، وهى عملية دائمة تلازم الفرد طوال حياته ، فالفرد يمارس فى كل مرحلة دوراً معيناً وعليه أن يتعلم فى جميع المراحل أنماطاً سلوكية وقيماً ومعارف جديدة من الطفولة إلى المراهقة إلى الشباب وطلاب الجامعة ... وهى تدعم أسس المواطنة والإيجابية لدى الفرد.
[4] بعض أنماط التنشئة الخاطئة : وهى التي تؤدى إلى أنماط سلوكية غير        مرغوب فيها  مثل :
أ- الحماية الزائدة :  إما بالتدليل وهو إشباع حاجات الطفل دون تأجيل أو التسلط وهو الصرامة الشديدة فى رسم حياة الطفل والتخطيط لها  الذي يؤدى إلى السلبية والخنوع وعدم تحمل المسئولية وعدم الثقة بالنفس ، أو إلى سلوك العنف والتطرف والانحراف نتيجة الاستجابة لكل حاجات الطفل ومتطلباته وإشباع جميع دوافعه دون تأجيل.
ب- تضارب معاملة الطفل مثل : عقاب الأب للطفل على سلوك معين ، وتقوم الأم بمكافأته على نفس السلوك مثل : الأب المدخن ينصح الابن بالابتعاد عن التدخين أو تضارب المدرسة مع الأسرة فى السلوكيات المربية ، وهذا التضارب يؤدى إلى اضطراب فى سلوك الطفل وعدم الثقة فى تعليمات الكبار.
ج- التمييز فى المعاملة مثل : تفضيل الأولاد على البنات أو تفضيل بعض الأولاد على بعض يؤدى إلى اضطراب السلوك وعدم الارتباط بالوالدين  ، والحقد والكراهية والانتقام والغيرة والعدوان بين الأخوة .. وقد أمر رسول     الله r بالمساواة حتى فى ( القُبْلة ).
د- القسوة والعنف فى المعاملة : الذي يتمثل فى العقاب عن طريق الضرب أو الإيذاء النفسي والمعنوي عن طريق الكلام. والعقاب قد يكون مفيداً فى بعض المواقف ولكن تكراره على نحو مستمر يؤدى إلى نتائج عكسية.



الموضوع الثاني : الفرد والمجتمع بين الوعي الاجتماعي والاغتراب
أولاً : الوعي بالمعنى الاجتماعي

ƒتعريف الوعي الاجتماعي : هو اتجاه عقلي يساعد الفرد على إدراك ذاته والبيئة المحيطة به أو إدراك واقع الجماعة والمجتمع كحقيقة كلية مترابطة.
ƒأنواع الوعي الاجتماعي : يفرق علماء الاجتماع بين نوعين من                 الوعي هما :
1- الوعي الفردي : يعبر عن وعى الفرد بظروفه ومصالحه وطموحاته.
2- الوعي الجماعي أو الجماهيري : هو الذي يتخطى المصالح الفردية إلى المصالح الاجتماعية ، وتعد درجة الوعي لدى الجماهير مؤشراً للحكم على مستوى تقدم المجتمع أو تخلفه.
ƒ مصادر تشكيل الوعي الاجتماعي : متعددة تسهم فى تشكيل الوعي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ومنها :
[1] التعليم :أ-يلعب دورا هاما فى تنمية الوعي و يعد أهم مصادر تشكيل الوعي لدى الأفراد.
 ب- الشخص المتعلم أكثر وعياً من الجاهل ، لأنه أقدر على فهم الواقع والمساهمة فى تغييره وحل مشكلاته .
ج- الشخص الأمي وراء كثير من المشكلات ، وتؤدى الأمية إلى غياب الوعي وتخلف المجتمع.
[2] وسائل الإعلام : تلعب دوراً هاماً فى الارتقاء بالوعي بما تقدمه من برامج وموضوعات بطريقة جذابة ومشوقة وبأسلوب سهل ومقنع يجعل لها شعبية كبيرة.مثل الإذاعة والتليفزيون والمسرح والسينما والصحف والمجلات ، وهذه الوسائل ( مسموعة أو مرئية أو مقروءة ).
[3] المنظمات المهنية والسياسية :- تلعب دورا هاما فى تنمية الوعي الاجتماعي من خلال ما تتبناه من فكر وما تعلن عنه من برامج ، وما تقدمه من ندوات ومؤتمرات وما تنشره فى الصحف. مثل : النقابات والأحزاب
[4] التثقيف الذاتي :-
أ- يمثل ركنا أساسيا فى تشكيل الوعي الاجتماعي .
ب- يلعب دورا هاما فى تنمية الوعي عن طريق : القراءة والاطلاع والبحث والجهود الذاتية للفهم والإدراك والتعلم .
ج - تقع مسئولية تكوين الوعي فى التثقيف الذاتي على عاتق الفرد نفسه ،
د- تختلف درجات الوعي  من فرد إلى آخر حسب المستوى التعليمي مثل : أستاذ الجامعة أو المؤهل العالي أو المتوسط.

ثانياً : الاغـــتراب

- يمثل الوعي اتجاهاً إيجابياً يدفع إلى المشاركة والاندماج بينما الاغتراب يمثل اتجاهاً سلبياً ، يدفع إلى العزلة والانسحاب.
ƒ تعريف الاغتراب : هو شعور الفرد بالانفصال عن البيئة الاجتماعية التي  
                                  يعيش فيها.وحدد( سيمان) عالم الاجتماع ظاهرة الاغتراب فى خمسة صور :-
[1] انعدام القوة :  تتمثل فى شعور الفرد بأنه ترس فى آلة لا يستطيع التأثير فى مجريات الأمور وإحساسه بعدم الأهمية وفى هذه الحالة يصاب الفرد بالسلبية.
[2] انعدام المعنى : هوعدم فهم الفرد لما يدور حوله ولا يستطيع التمييز بين الاختيارات أو البدائل  وهو حالة من الغموض والضبابية .
[3] انعدام المعايير : هو شعـور الفرد بانهيار القيم والمعايير وفقدان الثقة فى قيمة العمل الجاد كوسيلة للنجـاح(الغاية تبرر الوسيلة )واللجوء إلى طرق غير مشروعة .مثل الغش وسيلة للنجاح أو الرشوة سبيل الثراء.
[4] الغربة الذاتيـة : وهى شعور الفرد بعدم الرضا عن الذات وبأن حياته سطحية بلا هدف ولا قيمة ولا معنى ورفضه لذاته وفقدان الثقة فى نفســه.
[5] العزلة الاجتماعية : هى حالة من رفض قواعد السلوك والأهداف          الاجتماعية  والشعور بالوحدة والانفصال وبان ثقافته مغايرة لثقافة المجتمع .
ƒ الآثار السلبية للاغتراب :-
1- الإحجام عن المشاركة الاجتماعية.       2- زيادة المعارضة والصدام والعنف.
3- ظهور اللامبالاة والإدمان ..  هذه الآثار تهدد تماسك المجتمع وتعوق تقدمه.
ƒ حماية المجتمع من الاغتراب : يمكن التغلب عليها عن طريق حماية الشباب من الاغتراب بالطرق الآتية :
 1- تنمية الوعي بقيمة الإيمان والتدين عند الفرد. 
 2- تنمية الوعي بقيمة الحياة الإنسانية وأهدافها وإنها جديرة بالسعي .
3- تنمية الوعي بأهداف المجتمع والمساهمة فى حل مشكلاته وتحقيقها           .
4- تنمية الوعي بطرق النجاح الحقيقي والبعد عن الخيال الحقيقي.
5- تنمية الوعي بأهمية التغير الاجتماعي وأساليب قضاء وقت الفراغ.
6- تنمية الوعي بأهمية المشاركة الاجتماعية والتعبير عن النفس.





مربع نص:  مع الفاروق النجاح والتفوق الدائم بإذن الله تعالى
 



الموضوع الثالث : قيمة الوقــت واستخدامه
-        الشعوب المتقدمة هى التي تستغل وقتها أحسن استغلال ، والشعوب المتخلفة هى التي تضيع وقتها " الوقت هو المال " ، " الوقت من ذهب " ،                  " الوقت كالسيف ".

أولاً : الوقت فى الإطار الثقافي الاجتماعي
- *  تختلف النظرة إلى الوقت باختلاف الشعوب أو الجماعات أو الثقافات أو المستوى الحضاري ،
- العالم المتقدم يحترم الوقت ويخطط له فيصبح له قيمه وأهمية  ويلتزم الأفراد فيه بتوقيت محدد  ويحافظ كل منهم على الميعاد والوقت المحدد بالثانية     أما فى العالم المتخلف لا قيمة للوقت عندهم فلا تنظيم ولا تخطيط ولا التزام.
 -* وترتبط قيمة الوقت فى المجتمع بطبيعة الحياة وشكل وأسلوب الإنتاج  فالشخص الريفي قد يحدد الوقت  بالظل أو النجوم أو مواسم الحصاد و يعبر عن الوقت بعبارات غير دقيقة مثل قوله : انتظرني " فى  العصرية " أو تحقيق الزواج " فى موسم القطن " لارتباط الوقت بالإنتاج الزراعي ، أما الشخص الحضري يحدد الميعاد بدقة بالغة بالساعة والدقيقة والثانية لارتباط الوقت بالإنتاج الصناعي    .. مثل مواعيد القطار.
ƒ المفهوم الاجتماعي للوقت : وله معنيان :
1- الوقت الطبيعي أو الفيزيقي : وهو المسافة بين نقطتين فى عمر الإنسان  ويحسب بأنواع التوقيت المختلفة ( القرن ـ العقد ـ السنة ـ الفصل ـ الشهر ـ الأسبوع .... ) وهو المستخدم فى حياتنا اليومية.
2- الوقت بالمعنى الاجتماعي : هو مجموعة من الأحداث والخبرات           الحياتية التي تحدث فى فترة معينة من الوقت الطبيعي ، ويقول عالم الاجتماع    " بتريم سوروكين " أن حياة الإنسان عبارة عن  سباق متواصل مع الزمن من خلال النشاطات المختلفة مثل اليابان والتقدم التكنولوجي .
- الأحداث الاجتماعية تعطى للوقت قيمة ومعنى لأنها تمثل نقطة تحول فى تاريخ البشرية مثل : قبل أو بعد الميلاد ، قبل  أو  بعد الهجرة.
ƒ تصنيف الوقت بالمعنى الاجتماعي : الوقت ثلاثة أنواع يصعب الفصل بينها:-
1- وقت الفرد : هوالوقت المرتبط بإشباع حاجات الفرد وتحقيق مصالحه.
2- وقت الجماعة:- وهوالوقت المرتبط بأفعال الأفراد من خلال الجماعات          وهو نوعان : -
أ‌-      الوقت الرسمي : وهو المرتبط بأفعال تتم من خلال مؤسسات رسمية كالمدرسة والمصنع.
ب‌-  الوقت غير الرسمي : وهو الذي يتم فى إطارات غير رسمية مثل : الأنشطة التطوعية والجهود الذاتية.
3- وقت المجتمع : وهو الوقت المرتبط بأحداث يعتز بها المجتمع وتتكرر فى المواسم والأعياد " وقت دوري "
ƒ القيمة الاجتماعية للوقت ( الأبعاد الاجتماعية ) : القيمة الاقتصادية للوقت هي المال وإلى جانب  ذلك توجد قيمة اجتماعية تتمثل فى :
1- الوقت إمكانية : اى ثروة على الفرد استغلالها فى تحقيق التقدم والرقى.
2- الوقت حرية : اى الإنسان حر فى تنظيم وقته بالطريقة التي تناسبه وتحقق مصالحه وأهدافه.
3- الوقت فعل وحركة : فالوقت مرتبط بالحركة والأعمال التي تحدث فيه.
4- الوقت التزام : الفرد يلتزم بإنجاز أعمال معينة فى مواعيد محددة
                      .مثل بداية ونهاية اليوم الدراسي أو  الحصة.
5- الوقت مسئولية : الفرد يتحمل مسئولية الانتهاء من العمل فى الوقت المتاح له ، وهو مسئول أمام الله وأمام الآخرين وأمام نفسه عن إنجاز هذا العمل.
6- الوقت تجديد وتطوير : اى أنه يتيح للإنسان فرصة لتجديد حياته            وتحقيق رفاهيته.
   ** الوقت ثلاث مراحل : ( ماضي ملئ بالخبرات نأخذ منه  ، وحاضر نعمل على إعادة تشكيله وصياغته ، ومستقبل نطوره ونجدده)وعلى الفرد أن يخطط لمستقبله يأخذ من ماضيه ما يعينه على تغيير حاضره وإعادة صياغته وتجديد وتطوير مستقبله.
ثانياً : الوقت ( استخدامه أو هدره )
[1] استخدام الوقت :هو حسن استغلال واستثمار الوقت وتنظيمه والاستفادة منه   وأجريت بحوث عن الطريقة التي يستخدم بها الأفراد أوقاتهم ،والتي  تختلف من مجتمع إلى آخر ومن نمط إنتاجي إلى نمط  إنتاجي آخر .
 أهم النتائج هذه الدراسة  :
أ‌-      اكتشاف علاقة بين استخدام الوقت وبين الإنتاجية فى العمل.كلما زاد استخدام الوقت زاد الإنتاج وتقدم المجتمع.
ب‌-  تنظيم الوقت وتخطيطه كان أسلوباً معتمداً لدى كبار الفلاسفة والكتاب والعلماء مثل: نجيب محفوظ – الحاصل على جائزة نوبل كان يخطط لوقته بين القراءة والكتابة والترفيه والرياضة والتسلية  .وغيرها .
[2] هدر الوقت : هو ضياع الوقت وعدم الاستفادة منه ، ويعتبر هدر الوقت جريمة لا يعاقب عليها القانون ، وهناك علاقة بين غياب الوعي وهدر الوقت.
  ** أهم مظاهر هدر الوقت :
1- تخلف أساليب الإنتاج:- مثل استخدام الآلات اليدوية القديمة يعطل الأعمال ويضيع الوقت عكس استخدام الأجهزة الحديثة ، فما تنتجه الآلات القديمة فى عام تنتجه الآلات الحديثة فى يوم الآن  مثل : غزل الصوف وأعمال التريكو ، أو أعمال الفلاحة بالمحراث والميكنة الزراعية.
2- تخلف نظم الإدارة :- الروتين وسوء الإدارة يؤدى إلى تعطيل الأعمال وضياع الوقت  ( فوت علينا بكرة يا سيد ) ،
 - غياب التنظيم الديمقراطي وسوء التخطيط يؤدى إلى تعطيل الأعمال وضياع الوقت فى تعقيدات القوانين.
3- تخلف وسائل المواصلات والاتصالات :- تخلف المواصلات و صعوبة انتقال العمال وتأخر وصولهم إلى العمل  يؤدى إلى ضياع الوقت وتعطيل الأعمال ،  وصعوبة الاتصال أيضا  تؤدى إلى ضياع الوقت.
4- السلوك العام للناس فى المجتمع مثل : المجاملات و النوم و الكسل و أحاديث التليفونات والجلوس على المقاهي والأمية وبطئ حركة الناس فى المجتمع  .* كل هذه الصور تعتبر هدراً للوقت.
****************
هجـــرة العقـــول العربيـــة

مفهوم العقول المفكرة * تنقسم العقول الإنسانية إلى :-

(1) العقول الفاعلة*   وهى كوادر بشريه  التي حصلت على شهادات علمية جامعية أو متوسطة وعملت في مؤسسات أكاديمية مثل الجامعات أو الشركات أو المستشفيات ....الخ

(2) الكفاءات العاطلة *وهى كوادر بشرية حصلت على شهادات علمية جامعية أو متوسطة ولكنها لم تستثمر هذه المؤهلات في تطوير قدراتها العلمية وعملت في مجالات بعيده عن تخصصها *
(تعريف هجرة العقول العربية) :-
 هو نزوح الكفاءات صاحبة الخبرة العلمية والعملية من مجالات العمل المختلفة إلى خارج البلاد دون أن يكون لذلك مردود على وطنهم الأم .
عوامل هجرة العقول العربية :-
1-سياسية          2-اقتصادية           3-اجتماعية        4- تعليمية
(1)- العوامل السياسية :افتقاد الكفاءات العلمية جو الأمان والاستقرار وإهمال الأنظمة الحاكمة لتلك العقول .
(2)- العوامل الاقتصادية :ويرجع إلى ضعف ميزانية البحث العلمي وانخفاض رواتب المفكرين والعلماء .
(3)- العوامل الاجتماعية :تعد هجرة العقول أهم العوامل المؤثرة في الترتيب الهيكلي للسكان .
(4)- العوامل التعليمية :الخلل الأكاديمي الواضح في الجامعات وغياب دور المراكز البحثية .
الآثار المترتبة على هجرة العقول العربية
*انخفاض نسبة الكادر المؤهل داخل الوطن واحتلال الكادر غير المؤهل على الاماكن الشاغرة في البنية العلمية وغيرها.
*فقدان الفئة المؤثرة في المجتمع.
*ضياع الجهود والطاقات الإنتاجية مما يؤثر على التنمية في كافة المجالات
*إهدار قيمة البحوث العلمية التي تتم داخل الوطن.
*ضعف الإنتاج العلمي ومستجدات العلم .
*تبديد الموارد البشرية والمالية التي تجذبها البلدان المتقدمة.
استراتيجية الاستفادة من العقول المفكرة
(1)-خيار العودة للوطن :- وقد نجح في بعض الدول النامية مثل تايوان والهند والصين .               
     (2)- خيار الاستثمار عن بعد:- وهوبقاء العقول المفكرة في الدول العربية     
     والاستفادة منها في أماكن عملها.
آليات استقطاب واستثمار العقول
(1)- تشكيل مجلس قومي من الخبراء لبحث آلية التعامل مع العقول المفكرة .
(2)- تفعيل مراكز البحوث التنموية و العلمية .
(3)- التواصل مع العقول المهاجرة كل حسب اختصاصه.
(4)- تشجيع العقول المهاجرة على المساهمة في دراسة الخطط والمشاريع واختيار الأصلح .
(5)- إعادة النظر في سلم الأجور التي تمنح للكفاءات العلمية.
(6)- زيادة ميزانية البحث العلمي .
(7)- تأسيس صندوق عربي لدعم الابتكار ودعم المشاريع.
(8)- إعطاء الحرية للمبدع في اختيار التخصص الذي يريده .



مربع نص:  مع الفاروق النجاح والتفوق الدائم بإذن الله تعالى
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق