من أنا

صورتي
ابراهيم فاروق عبدالحميد هيكل المؤهـــل وتـاريخه / ليسانس آداب وتربية شعبة (فلسفة واجتماع ) بتقدير جيد جدا 1982 المؤهـــل الاضــافى/ دبلوم خاصة في التربية تخصص(إدارة تعليمية وصحة نفسية)1978 مدير مرحلة تعليمية - ادارة ميت غمر التعليمية

أرشيف المدونة الإلكترونية

من شعائر الحج

من شعائر الحج
الوقوق بعرفة

من شعائر الحج

من شعائر الحج
السعى بين الصفا والمروة

الفاروق فى الفلسفه الصف الثانى الثانوى 2015م



الوحدة الاولى الموضوع الاول  "" طبيعة التفكير الفلسفى ""
* الفلسفة " فن التساؤل ومحاولة الإنسان بلوغ أقصى قدر من المعرفة لفهم نفسه والعالم من حوله "
* الفلسفة " حوار دائم وتساؤل مستمر قد يصل إلى جواب أو يظل السؤال بحاجة الى جواب."
أولاً:- نشأة السؤال الفلسفي السؤال الفلسفي قديم منذ وجود الإنسان فقد تساءل :  _ عن الكون وخالقه وعن نفسه ..من اين جاء. وما هو مصيره _ وكيف يمكن تكوين المجتمع الصالح
* تلك أسئلة طرحها الإنسان الذي عاش على ضفاف النيل وفى بلاد فارس والهند والصين حيث ظهرت الحضارات الأولى فى تاريخ الإنسان.
*  والواقع ان " الفلسفة هي البحث عن الحقيقة والإنسان والطبيعة بنظرة عقلية شاملة "
*  ثانيا- خصائص السؤال الفلسفي: من أهم تلك الخصائص  :-
قصدى
لأن هدفه بلوغ أقصى قدر من المعرفه تتسم بالشموليه
شكى
لأن المعرفه الفلسفيه ليست نهائيه واساسها الشك .
نقدى
لأن الشك طريقها للمعرفه وأساسه النقد الموضوعى .
تساؤلى
لأن الفلسفة حوار دائم وتساؤل مستمر.من سؤال لآخر.
ثالثاً- مفهوم الموقف الفلسفي :
*  يتعرض الإنسان للعديد من القضايا فالبعض تمر عليه دون اثارة تفكيره والبعض يتأملها باحثاً عن حقيقتها.
ويقصد بالموقف (النظرة العامة للمتفلسف حيث يتناول اى أمر يدور فى تفكيره ولكل موقف خصوصية معينه)
مثال: - موقف الأم تجاه مرض طفلها  ليس كموقف الطبيب.
 وموقف الناقد الادبى تجاه النص الشعري ليس كموقف النحوي.
Û  فالموقف الفلسفي ليس مجرد الوقوف عند المستوى السطحي للأفكاربل يسعى لمعرفة أصل الأشياء.
مثال :- إذا كان سطح البحر جميل ورائع فإن باطنه وقاعه أجمل وأكثر روعه ....
رابعا- الموقف الفلسفى بين الانسان العادى والفيلسوف:
وجه المقارنه
الانسان العادى
الفيلسوف
نوع الحكمه
·  الرجل العادى يمارس درجه من درجات التفلسف يقدم فيه  الحكمه العمليه التى تكون نتيجة تراكم خبراته
·   الفيلسوف يقدم (الحكمه النظريه)
·   الفيلسوف يقدم تحليلا شاملا لمشكلاتنا العامه وليس مشكلاته الخاصه فقط
لغة التعبير
·           يعبر عن فلسفته العمليه باللغه البسيطه التى يستخدها فى حياته اليوميه
·         يعبر عن فلسفته النظريه بالمصطلحات الفلسفيه الدقيقه
اسلوب التعبير
·     يعبر عن خلاصة تجاربه فى الحياه بعباره واحده قصيره
·         لديه قدره كبيره على التحليل والنظر الى التفاصيل ورد الظواهر الى عللها البعيده
مدى الاتساق
·     الحكمه العمليه تأتى متفرقه واحيانا متناقضه مع بعضها
·         تتميز المذاهب الفلسفيه ب :1- الاحكام العقلى والتنظيم الدقيق للأفكار2- التتابع المنهجى المصحوب بالأدله


ملحوظه : هذه الفروق تقل اذا تعلمنا من الفيلسوف هذه المميزات الثلاثه :
v                 استخدام المصطلحات الدقيقه فى التفكير على ان يكون لكل منها بمعنى محدد .
v                 ان نحلل الافكار ونردها الى اوصولها حتى تكتسب الوضوح المطلوب .
v                 ان نعبر عن افكارنا بطريقه منهجيه بحيث تأتى النتائج متفقه مع المقدمات .  
                                 خامسا- خصائص الموقف الفلسفى
1- تساؤلى : يعتمد :
   أ‌-       على السؤال الفلسفى الموجه لأنشطة الفكر نحو موضوع ما .
 ب‌-     الفلسفه لا تعطى الجواب النهائى لأن فى الجواب النهائى نهاية الفلسفه .
 ت‌-     الفلسفه تضع الاشياء دائما فى  صيغة سؤال للوصول الى الحقيقه .
2- تعليق مؤقت للحكم :
1) الفيلسوف يتوقف عن اصدار حكمه بحثا عن المبررات .
2) الأسباب التى يبرر بها  الفيلسوف النتيجه او الحكم تكون اعمق واشمل مما يبرر به الانسان العادى .
3- يتسم بالبصيره :
أ‌-      الفيلسوف يعرف ان الأشياء ليست دائما على ما تبدو عليه فما يبدو مهما قد لا يكون كذك والعكس صحيح .
ب‌-       الفيلسوف لا يقبل الافكار فى شكلها الظاهرى  فهو يبحث عن جوهر وحقيقة الشئ .              
4- نسقى : *هو موقف يسوده الانسجام والتناسق بين مكوناته*وذلك عكس الفوضى والتفكك والتناقض.
5- يتميز بحب المعرفه :
*  الفلسفه ما هى الا سعى نحو المعرفه فمن لم يرغب فى المعرفه على اختلاف ميادينها فليس من الفلسفه فى شئ
*  ومن قال تخصصى الفلسفه ولا شأن لى بالأدب والتاريخ والاقتصاد فهو عن الفلسفه غريب.
6- لا يوجد شئ ليس قابلا للتساؤل : فكل ما لا يثير سؤالا يؤدى الى استكانة الفكروركوده وكل شئ عند الفيلسوف قابلا للتساؤل.
·      7- يتسم بالدهشه : يرى الفيلسوف كل شئ بشكل مختلف يثير دهشته وهذا ما يدفعه الى الفهم والتحليل والتفسير بالعقل.
8- يتسم باليقظه الدائمه :  واليقظه تعنى :
1)  القدره على التمييز وعدم التأثر بالظاهر .
2)  الوعى المتصل بشتى متطلبات الموقف الفلسفى .
3)  حسن التوقع والانتظار لما هو جديد
4)  القدره على التمييز بين الرئيسى والفرعى فى الموقف الفلسفى .
9- يتسم  بالتروى والصبر : الشخص المتفلسف هدفه الحقيقه وذلك يتطلب كثيرمن الوقت والتأنى لدراسة الموضوع من كل جوانبه .
10- المصارحه : يلتزم الفيلسوف بالمصارحه مع الاخرين ليس احتراما لحق كل فرد فى المعرفه او احتراما لعقول الاخرين فقط بل احتراما للحقيقه ذاتها.

11- الحوار : يدرك  الفيلسوف المساواه بين عقله وبين عقول الأخرين فكل ما يقوله قابل للنقد والرد عليه من الاخرين بعكس موقف الفنان الذى يرفض ان يتدخل احد فى عمله حتى ينتهى منه ويقدمه للجمهور ليحكم عليه .
12- الاعتراف بامكان وقوعه فى الخطأ :
v الفيلسوف انسان "  ليس معصوم من الخطأ "
v وعند وقوعه في الخطأ عليه الاعتراف بذلك تطبيقا لمبدأ المصارحه واحترام عقل الاخر واعلاء الحقيقه.
سادسا- تطور الموقف الفلسفى عبر العصور المختلفه :
1- العصر اليونانى :
Û    جسد مبدأ سقراط "اعرف نفسك " طبيعة الموقف الفلسفى فى هذا العصر.
Û    يعبر هذا المبدأ عن اكتشاف الانسان لنفسه وتساؤله عن ماهيته .
Û    وهذا ما جعل الفلاسفه يقدمون حلولا مختلفه للمشكلات التى تتعلق بفهم طبيعة الانسان ومشاكله (الاخلاقيه والسياسيه والاجتماعيه)
2- العصر الوسيط :
Û      ظهرت فى هذا العصر الديانه المسيحيه وبعدها ظهر الاسلام .
Û      المشكله التى واجهت الفلاسفه هى التوفيق بين ما جاءت به الاديان السماويه وما قاله فلاسفة اليونان (افلاطون وارسطو )
Û      قال فلاسفة المسيحيه ان الفلسفه هى الطريق الملكى للايمان وقدموا تفسيرات عقليه لأيات الكتاب المقدس تثبت انه لا تعارض بين الفلسفه والدين المسيحى
Û      حاول فلاسفة الاسلام التوفيق بين الفلسفة والدين " بين العقل والنقل "
Û      وان ما توصل اليه الفلاسفه حول اصل الوجود وطبيعة الانسان اكدته المبادئ الاسلاميه.
Û      اتخذ فلاسفة الاسلام من ذلك دليلا على ان المبادئ الاسلاميه عامه وصالحه لكل زمان ومكان .
Û      ان العقل يؤدى بنا الى الايمان بوجود الله ووحدانيته.
Û      أن الثواب والعقاب فى الاخره يستند الى افعال الانسان فى الحياه.
3- العصر الحديث :
Û    كانت الدعوه الاساسيه للفلاسفه فى بداية العصر الحديث الاتجاه  الى مناهج علميه وفكريه جديده تقود التقدم فى مختلف مجالات الحياه .
Û  دعوة ديكارت الى تجديد الفكر الانسانى عن طريق الشك فى كل شئ حتى يتمكن العقل من قبول الحقيقه على اساس واضح .
Û  4- العصر الراهن : تهتم الفلسفه فى العصر الراهن بالقضايا الحياتيه والفنون (السينما – المسرح – الموسيقى )وقضايا المرأه (الفلسفه النسويه) وقضايا الاخلاق التطبيقيه(الاستنساخ والهندسه الوراثيه) . لذلك نادت الفلسفه بمراعاة التوازن بين مطالب الانسان الماديه والروحيه .
سابعا: تحديات الموقف الفلسفى :
1- الخضوع للمألوف والمعتاد: يقوم الموقف الفلسفى على حريه التعبير عن الرأى وعلى اعادة النظر فى كل ما هو مألوف واكتشاف الجديد .
2- الخضوع للسلطات : العقل الخاضع لسلطه ما اعمى . فالخضوع للسلطه يفقد صاحبه القدره على الاستقلال وعدم القدره على الالتزام بالحقيقه.
3- النظره الأحاديه للأمور: تؤدى الى غياب الروح النقديه والقبول بالمعتاد والمألوف والتسليم باليقين.


4- الافتقار الى الشجاعه الفكريه : الاسقلال والحريه تقوم على الشجاعه الفكريه ولا تسير الا معها
والرغبه فى المعرفه وحب الاستطلاع تكون نتيجه للشجاعه الفكريه.
الموضوع الثانى الفلسفة والدين والعلم
اولا : بين الفلسفه والعلم :
Û     ان ابرز التساؤلات عن طبيعة الفلسفه والموقف الفلسفى هى ماعلاقة الفلسفه بالعلم وما وعلاقتها بالدين.
Û     وهذه التساؤلات تشمل أيضا التمييز بين انماط التفكير. فنمط التفكير الفلسفى يختلف عن نمط التفكير فى العلم والدين .
Û     وهذا الاختلاف هو الذى يوضح  الفروق بين الفلسفه والعلم من ناحيه والفلسفه والدين من ناحية اخرى .
Û     والخبرة الفلسفيه والدينيه قديمه قدم الانسان فبعد ان نجح الانسان الأول فى السيطره على الطبيعه بدأ يفكر فى حقيقة العالم الذى يعيش فيه ويتساءل عن اصله واصل الوجود كله (وهذه كلها تساؤلات فلسفيه).
Û     ولم يكن ممكنا فى ذلك الوقت الفصل بين الخبره الفلسفيه و الخبره الدينيه فكلاهما كانا بمثابة بحث عقلى
Û     ونجح ارسطو فى تمييز البحث الفلسفى عن البحث العلمى وتمييز كلاهما عن العقيده الدينيه.
Û     وعلى الصعيد الدينى حسمت الشرائع السماويه مسألة الفصل بين هاتين الخبرتين بصوره واضحه.
Û     وقد طرح عقل المؤمنين بهذه الشرائع تساؤلات منها ما جدوى الفلسفه فى وجود الدين ؟.
Û     واكد فلاسفة الاسلام انه لا يوجد تعارض بين الفلسفه والدين فالفلسفه تدعم الايمان وتؤكده  ،
Û     كما أن والدين والفلسفه كلاهما يعالج بعض الموضوعات مثل اصل العالم وطبيعة الانسان وطبيعةالوجود.
اولا :الفرق بين الفلسفه والدين :
وجه المقارنه
الفلسفه
الدين

من حيث الموضوع
*تهتم بدراسة قضايا الانسان المعرفيه الجماليه والبيئيه والحضاريه والعلميه.
*الحقيقه الفلسفيه نسبيه تختلف من فيلسوف لاخر تتعدد اوجه الحقيقه الفلسفيه بسبب :
أ- طبيعة الموضوعات التى يتناولها الفلاسفه بالبحث والتأمل. اختلاف وجهات نظر الفلاسفه.
ج- الاختلاف فى الرأى من صميم الطبيعه البشريه.
·      تتركز موضوعات الدين حول علاقة الانسان بالله وكيفية التقرب اليه بالعبادات .
·      الحقيقه مطلقه مصدرها علوى سماوى غير قابله لأى شك او تعديل
المنهج

* قائمه على ما يفكر فيه عقل الانسان والحجج العقليه المقنعه.
*العقل يحتل مكان الصداره  ويخضع كل شئ للحوار والجدل ولا يعتقد فى اى شئ الا بالدليل.
·                    يقوم على الايمان بالعقيده الدينيه والتسليم بالحقائق التى مصدرها الله عن طريق الوحى.
·                    الايمان معناه قبول مجموعه من الحقائق الالهيه
·                    المفكر الدينى مثله مثل الفيلسوف يستخدم المنطق والعقل فى الفهم والتفسير والرد على الخصوم.
ملحوظه : الفلسفه والدين لهما هدف مشترك وهو الرد على الخصوم.
التوفيق بين الفلسفه والدين : العلاقه بين الفلسفه والدين ليست صراعا مطلقا فلا الفلسفات رافضه للدين ولا الدين رافضا كل الفلسفات .
* العلاقه بين الفلسفه والدين تظهر فى حقيقتين:
1- كل من الفلسفه والدين يستخدم العقل فهما وجهان لعمله واحده.
2- غاية الفلسفه والدين واحده وهى تحقيق السعاده وادراك الحقيقة .
ý  كل الاديان السماويه تحث علىاعمال العقل فى الكون لادراك الخالق ومعرفة حقيقة النفس وعلاقنها بالوجود
ý  القرأن الكريم والكتب السماويه الاخرى لا تذكر العقل الا فى مقام التعظيم والتنبيه ووجوب العمل به.
ý  لا يجوز ان نفصل العقل عن وظيفته التى خلقه الله من اجلها وهى التفكير.
ý  كما طالب القرأن الكريم بالدليل والبرهان " قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين".
ثانيا :الفرق بين الفلسفه والعلم :
õ                              الفلسفه والعلم يمثلان اهميه كبرى للانسا ن ... علل؟ حياة الانسان لم تكن ممكنه الا باستخدام عقله فى طرح تساؤلات حول حقيقة الوجود والوصول الى حلول عمليه لكل ما يواجهه من مشكلات .
ملحوظه : استخدام الانسان لعقله فى البدايه كان يختلط فيه العملى بالنظرى.
الفرق بين الفلسفه والعلم
وجه المقارنه
الفلسفه
العلم
المنهج
·  عقلى   * تأملى   *  تحليلى .
·  الفلسفه لا تسلم بصحة فكره الا اذا ثبتت لديها ثبوتا غير قابل للشك.
·      تجريبى أساسه الملاحظه والتجربه.
·     يقوم على قواعد المنهج العلمى (الملاحظه .الفروض . التجربه. القانون)
التجريد
·                                            تحاول الفلسفه التجريد اى اخراج الفكره من محتواها الحسى.
·                    يرتبط العلم بالأمور المحسوسه والوقائع الماديه المشاهدة .

العلل
·                    يبحث عن العلل البعيده للظواهر
·                    يبحث عن العلل القريبه " القانون "
الموضوعيه
·            ذاتيه وتتسم بالصبغه الانسانيه.لاتخرج عن نطاق الذات
·                    موضوعي وان كان العلم المعاصر لا يستبعد تأثير الجوانب الانسانيه الذاتيه.
وصف الظواهر
·   تصف الظواهر بطريقه كيفيه
·      يصف الظواهر بطريقه كميه
تراكم المعرفه
·   المعرفه الفلسفيه ليست تراكميه
·                    المعرفه العلميه تراكميه
النتائج
·                    الفلسفه لا تكشف شيئا جديدا بل تقدم وجهة نظر فى العالم الموجود.
·                    لا يمكن اصدار حكم  بالصدق او الكذب على المذهب الفلسفى بل مدى صحته باتساقه او عدم اتساقه.
·                    تكشف العلوم المختلفه عن قوانين ونظريات جديده تزيد فهمنا بالعالم والتنبؤ بالظواهر الكونيه.
·                    من الممكن الحكم على النظريه بالصدق او الكذب .

العلاقه بين الفلسفه والعلم : ""  لايوجد بين الفلسفة والعلم خلاف  بل أختلاف "" فى الموضوع والمنهج والهدف ""
ü  الفلسفه والعلم كلاهما يفيد الأخر فتأملات الفلسفه كثيرا ما افادت العلماء فى فهم ظواهر الطبيعه.
ü  وتاريخ الفلسفه ملئ بالفلاسفه الذين سبقوا العلماء فى تفسير الظواهر .
العلاقه بين الفلسفه والعلم تظهر فى الأتى :
õ           الفلسفه والعلم سيظلان دائما مصدرين اساسيين للمعرفه.
õ           نعنى بالعلم هنا ما هو قطعى الثبوت " موضوعى " لاخلاف عليه.
õ           ونعنى بالفلسفه القضايا التى مازلات موضوعا للرد والقبول
مساحات الاتصال والانفصال بين الفلسفه والعلم:
ý           تتعامل الرياضيات مع الاعداد ولكنها لا تستطيع الاجابه عن السؤال الذى يستفسر عن ماهية العدد.
ý           تعالج الفيزياء مشكلات الزمن لكنها تعجز عن تعريف ماهية الزمن.
ý           تدرس الفلسفه مجموعه من الاسئله التىتغيب عن  العلم وتتعلق بحدود العلم ونظرياته .
ý      ومن الموضوعات التى تتناولها الفلسفه ولا يتناولها العلم الاسئله المتعلقه بما ينبغى ان يكون وما يجب علينا القيام به مثل (الخير – الحق – العداله – الظلم).
ý           يبحث العلم عن العلل القريبه المباشره " القوانين "، اما الفلسفه فتبحث عن العلل البعيده المفسرة .
ý           القول بأن الفلسفه تناقض العلم قول خاطئ..علل؟
1- هناك تكامل بين الفلسفه والعلم.                 2- الفلسفه ليست بديله عن العلم او منافسه له.

الموضوع الثالث
فلسفة الأخلاق .. ماهيتها ومذاهبها
أولا : نشأة فلسفة الأخلاق :
إن النشأة الحقيقية الأولى للأخلاق تعود إلى وجود الإنسان وقصة قابيل وهابيل حكماء الشرق القديم الذين اهتدوا منذ الماضى القديم بالتفكير النظرى أو الدينى إلى وجهات نظر فى الضمير والأخلاق وخيرية الأفعال الإنسانية وشرها .أما فلسفة الأخلاق باعتبارها فرعا للدراسات الفلسفية فقد نشأت لأول مرة فى عصر سقراط والسوفسطائيين خلال القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد ثم تتابعت المذاهب الأخلاقية لدى الفلاسفة بعد ذلك منذ فلاطون وأرسطوا أعظم فلاسفة اليونان .

ثانيا : حول الأخلاق وفلسفة الأخلاق :
يمكن أن نحصر الإستخدامات المختلفة لكلمة الأخلاق فى ثلاثة معان رئيسية هى على النحو التالى:
الأول
الثانى
الثالث
قد تعنى كلمة الأخلاق طريقة أو اسلوبا معينا فى الحياة
وقد تعنى مجموعة معينة من قواعد السلوك تربت عليها الأجيال الناشئة.
وقد تعنى البحث فى طرق الحياة وقواعد السلوك.
فهو أقرب إلى الأخلاق الدينية التى تسعى جاهدة إلى أن تصبح القيم الأخلاقية أسلوبا فى حياة الناس ، وطرق تعاملهم فيقولون الصدق  ، ويردون الامانة ، ويتعففون عن الصغائر ، ويتعاون بعضهم مع بعض فى ود ومحبة ( فالدين المعاملة )
فهو يشير إلى مجموعة القواعد والنصائح الأخلاقية التى يربى عليها النشئ فى المدارس أو يعمد الآباء إلى غرسها فى أبنائهم فى المنزل.
فهو يعنى الأخلاق باعتبارها فرعا من الفلسفة ، ومهمته دراسه هذه الفضائل ( أو الرذائل ) دراسة عقلية خالصة ، وهو فى ذلك يقوم بشرح وتفسير الأسس والمبررات التى تقوم عليها الأخلاق ، ويشير هذا المعنى إلى
( فلسفة الأخلاق )



 











·        معنى ذلك كله أن هناك مستويين من المجال الأخلاقى :

المستوى الأول : هو الآداب العامة ( المعنى الأول للأخلاق ) وما فيها من فضائل ونصح وإرشاد وتربية ( المعنى الثانى للأخلاق ) ، وهذا مانسميه بالآداب العامة ، وما يتبعه من تربية ونصح وإرشاد .

المستوى الثانى : فهو نتيجة البحث الفلسفى ، سعيا وراء معرفة الأسس الأولى ، والمبادئ البعيدة ، التى تقوم عليها هذه الفضائل الأخلاقية ( المعنى الثالث للأخلاق ) وهذا ما يطلق عليه فلسفة الأخلاق التى تسعى إلى نقد وتقييم هذه الفضائل والكشف عن مبادئ السلوك الأخلاقى .

ثالثا : معنى المذهب الأخلاقى :
إن المذهب الأخلاقى يمثل رؤية  الفيلسوف  لجوهر السلوك الأخلاقى الفاضل وكل فيلسوف صاحب مذهب أخلاقى مرتبط برؤيته الفلسفية الخاصة .

رابعا : المذاهب الأخلاقية :
اختلف فلاسفة الأخلاق من قديم الزمان فى تفسيرهم لأساس المذهب الخلقى ، وذهبوا فى ذلك مذاهب شتى ، وسنعرض فيما يلى مجموعة من هذه المذاهب الأخلاقية .


المذاهب الأخلاقية


 


المذهب العقلى
مذهب المنفعة العامة
المذهب الإجتماعى الوضعى
مذهب الضمير
مذهب الواجب
سقراط – أفلاطون – أرسطوا – الرواقية
بنتام ومل
كونت ودوركايم وبريل
شافتسبرى – بطلر
كانط
العقل الإنسانى هو مصدر المذهب الأخلاقى ، فالحياة الفاضلة هى التى تجرى وفق عقل سليم ومن ثم يتحقق الخير.
مصدر المذهب الأخلاقى هو الجزاء ، سواء كان النفع أو الألم – فالإنسان يسعى إلى ما يسبب النفع ويبتعد عما يسبب الألم
المجتمع هو مصدر المذهب الأخلاقى عن طريق ما يعرف بالعقل الجمعى .
المذهب الأخلاقى ينبع من داخل الفرد ، ومصدره الضمير.
الواجب هو محور الأخلاق وليس السلطة الخارجية أو المنفعة.
هذا وسوف نقتصر فيما يلى على الملامح العامة لهذه المذاهب :
1-    المذهب العقلى لدى فلاسفة اليونان :
- أثار السوفسطائيون المشكلة الأخلاقية فى الفلسفة اليونانية عندما قال أحد زعمائهم ( بروتاجوراس ) إن الإنسان الفرد هو معيار الأشياء جميعا ، فإن قال عن شئ إنه خير فهو خير بالنسبة له ، وإن قال عن شئ إنه شر فهو شر بالنسبة له.
- أقر ( السوفسطائيون ) إذن نسبية الفضائل الأخلاقية ، وأصبح لا يوجد خير مطلق ، أو شر مطلق ، فأى شئ يمكن أن يكون وشرا فى آن واحد حسب ما ينفعنى كفرد.
- وهذه النسبة الأخلاقية كانت دافعا لثورة ( سقراط )  على السوفسطائيين  ) ورفضه لرؤيتهم النفعية حيث أكد على أن العقل هو أساس الأخلاق ، ومعيار التمييز بين الخير والشر.
- ومن هنا رأى ( سقراط ) أن الفضيلة واحدة وإن تعددت أسماؤهم ، فالصدق فضيلة ، والتقوى فضيلة ، فالفضيلة عند سقراط هى إدراك الخير ومن ثم فهى علم ينبع من ضمير الإنسان وعقله وإن كان يظهر فى سلوكه.
- أكد أفلاطون على مذهب سقراط حينما قال إن للخير مثالا واحدا ينبغى عل الإنسان العاقل الواعى إدراكه ، وإذا ادركه غير من سلوكه ، فيصير فاضلا على الدوام.
- الإنسان عند ( أفلاطون ) تتصارع بداخله قوى ثلاث للنفس ، إن تحكم فيها صار متمتعا بالفضيلة على النحو التالى :
القوة
فضيلتها
الشهوانية
فإن تحكم العقل فى القوة الشهوانية صار متمتعا بفضيلة العفة
الغضبية
وإن تحكم العقل فى القوة  الغضبية صار بفضيلة الشجاعة
العاقلة
والعقل لكى يمكنه فى هاتين القوتين يكون متمتعا بفضيلة الحكمة
وتحلى الإنسان بهذه الفضائل العقلية الثلاث ( الحكمة ، الشجاعة ، العفة ) يعنى تحلى الإنسان بفضيلة العدالة ، وهى رأس الفضائل الأخلاقية عند افلاطون.
تعقيب على المذهب العقلى :
-  لقد استقر الرأى عند أصحاب المذهب العقلى ، على أن العقل هبة الله للإنسان وحده دون سائر  الكائنات ، ومن هنا كان حرص الإنسان على أن يستجيب لإملاء عقله ، ويعزف عن نداء شهواته.

-   لكن منهم من أسرف فى تقدير العقل ومكانه من سلوك الإنسان ، وطالب بإماتة الجانب الحسى والعواطف.
-   لكن حياة الإنسان لا تستقيم بغير مراعاة مافى طبيعته من دوافع فطرية ، وما تهيأ له من عواطف مكتسبه.
2- مذهب المنفعة فى العصر الحديث :
يرى أصحاب هذا المذهب أن الإنسان بطبيعته وفطرته يلتمس سعادته فى كل ما يقوم به من أفعال.
-     فهو أنانى بطبعه وفطرته ، ولذلك ينبغى ان ينشد الإنسان فى كل تصرف يقدم عليه تحقيق لذه أو منفعه أو تفادى ألم ، كانت هذه هى نظرة القدماء من دعاة اللذة ( المنفعة الفردية )
-     ثم ذهب المحدثون من أصحاب هذا المذهب ( بنتام ، وجون ستيوارت مل ) إلى توسيع دائرة المنفعة لتعميم تحقيق السعادة للفرد ولأكبر عدد من الناس .
تعقيب على مذهب المنفعة :
إن الإنسان بطبعة وفطرته ينشد منافعه ويلتمش ما يحقق مصالحه ، فما حاجته بعد هذا إلى مذهب أخلاقى يرشده إلى كمالة الإنسانى ، إن الأحرى بالإنسان ألا ينشد السعادة إلا حين تتفق مع الواجب ولا تتنافى مع منطق العقل .
3- المذهب الاجتماعى الوضعى :
- رفضت الفلسفة الوضعية ( كونت ودوركايم وبريل ) النظرة التقليدية فى علم الأخلاق باعتباره علما معياريا يبحث فيما ينبغى أن يكون عليه السلوك الإنسانى بما هو كذلك .
- ورأت الفلسفة الوضعية أن علم الأخلاق هو علم العادات أو الظاهر الخلقية كما هى موجودة بالفعل فى مجتمع معين .
- بهذا أصبح علم الأخلاق فرعا من فروع علم الإجتماع الذى ينزع الوضعيون إلى ادخاله فى نطاق العلوم الطبيعية .
- وبهذا يصبح المجتمع هو المصدر الأعلى للقيم ، والمرجع الأسمى لكل سلطة أخلاقية ، فالإنسان عضو فى وحدة إجتماعية يرث تقاليدها ، ويتلقى تعاليمها ويخضع لمعايير التقويم وقواعد السلوك فيها.
تعقيب على المذهب الإجتماعى الوضعى :
الإلزام الوضعى تعبير عن خضوع الفرد الكامل للمجتمع ، وتبدو مغالاه الوضعيين فى تصوير المجتمع على أنه هو المصدر الوحيد للقيم الأخلاقية عند الفرد ، فى حين أن للفرد نصيبه الملحوظ فى وضع هذه القيم .
4- مذهب الضمير ( بطلر ) :
ذهب فريق من الفلاسفة إلى أن الأخلاق والسلوك الأخلاقى يعود إلى الضمير المقيم فى نفس الإنسان ، فهو الذى يوجب على كل إنسان أن يتصرف بوحيه ، وأن يستجيب لندائه ، ولا يعصى له أمرا .
ولعل هذا الاتجاه فى تفسير الأخلاق والمذهب الخلقى أوسع اتجاهات فلاسفه الأخلاق شيوعا ، فهو صدى ما يتردد فى نفس الرجل العادى الذى لم يفلسف نظرية فى الخير والشر ، ولم يدرس الأخلاق دراسة نظرية مجردة ، وهو اتجاه يلائم عامة المتدينين من الناس من حيث إنهم يسلمون بوجود الضمير وإن كانوا يوحدون فى العادة بينه وبين صوت الله ويعد ( جوزيف بطلر ) ( 1692-1752 ) أكثر فلاسفة مذهب الضمير انتشارا وتأثيرا ونعرض فيما يلى موجزا عن مفهوم الضمير ووظيفته فى فلسفة بطلر .
أ- ما المقصود بالضمير ؟
الضمير قوة فطرية كامنه داخل الإنسان وهى التى تلزمه بضبط نزواته والحد من جموح أهوائه وشهواته ، وتوجهه إلى حيث ينبغى أن يسير والإنسان يتميز عن الحيوان بهذا الضمير .
تأمل : " الرحمة مقابل القسوة "
قد يزجر الطفل فى بعض الأحيان زميلا له ينتزع جناح ضعيف ، أو يعذب قطة صغيرة لا حول لها ولا قوة ، قد لا يعرف الطفل القاعدة الخلقية التى تقول : إن الرحمة خير من القسوة ، لكنه يشعر داخليا بأن من المستهجن أن تعانى الكائنات الحية وتتألم من غير مبرر ويوجب إيلامها.
ب- ما وظائف الضمير ؟
الضمير – كما رأينا – يمثل القوة العليا فى الإنسان ويقوم بوظيفتين فى رأى ( بطلر ) .
وظيفة عقلية نظرية
وظيفة أمرة ناهية
- الضمير هنا يمثل مبدأ فكريا موضعه : أفعال الناس ، ونواياهم .
- والضمير حين يحكم على الأفعال فإنه ينظر إليها من زاوية الصواب والخطأ ( الخير و الشر )
- يدين الضمير الفعل الخطأ ، والأذى المتعمد ولا يدين الأفعال الأخرى .
- يميز بين الأذى الذى يحيق بشخص نتيجة عقابه على جرم ارتكبه ، وبين الأذى الذى يقع على شخص برئ .
- للضمير جانب آخر هو سلطة أمرة وناهيه.
- يرى ( بطلر ) أننا لا ننظر إلى العبارات التى يقولها الضمير على أنها عبارات استحسان أو استهجان فحسب ، بل هى عبارات ملزمة أو لها قوة الإلزام ، فهى تأمر بعمل الفعل الذى يستحسنه ، وترك الفعل الذى يستهجنه.
- فحين يصف الضمير فعلا بأنه خاطئ ، فإن ذلك يعنى أمرا بأن تتخلى عنه فعله.
تعقيب على مذهب الضمير :
- مع سمو المذهب الخلقى " لبطلر " فلقد واجة بعض الانتقادات لعل اهمها :
·    أنه لم يذكر ما هى السمة المشتركة بين الأفعال الخيرة التى تميزها وتضفى عليها الخيرية ؛ بحيث نستطيع ان نستخدمها كمعيار للصواب والخطأ .
·    أنه يقول إن الضمير قوة عامة مشتركة بين الناس جميعا . ومع ذلك  فنحن نلاحظ ان الضمير ليس واحدا فى الناس جميعا ، بدليل اختلافهم فيما يصدرون من احكام على الفعل الإنسانى الواحد .
5- مذهب الواجب :

الوحدة الاولى الموضوع الاول  "" طبيعة التفكير الفلسفى ""
* الفلسفة " فن التساؤل ومحاولة الإنسان بلوغ أقصى قدر من المعرفة لفهم نفسه والعالم من حوله "
* الفلسفة " حوار دائم وتساؤل مستمر قد يصل إلى جواب أو يظل السؤال بحاجة الى جواب."
أولاً:- نشأة السؤال الفلسفي السؤال الفلسفي قديم منذ وجود الإنسان فقد تساءل :  _ عن الكون وخالقه وعن نفسه ..من اين جاء. وما هو مصيره _ وكيف يمكن تكوين المجتمع الصالح
* تلك أسئلة طرحها الإنسان الذي عاش على ضفاف النيل وفى بلاد فارس والهند والصين حيث ظهرت الحضارات الأولى فى تاريخ الإنسان.
*  والواقع ان " الفلسفة هي البحث عن الحقيقة والإنسان والطبيعة بنظرة عقلية شاملة "
*  ثانيا- خصائص السؤال الفلسفي: من أهم تلك الخصائص  :-
قصدى
لأن هدفه بلوغ أقصى قدر من المعرفه تتسم بالشموليه
شكى
لأن المعرفه الفلسفيه ليست نهائيه واساسها الشك .
نقدى
لأن الشك طريقها للمعرفه وأساسه النقد الموضوعى .
تساؤلى
لأن الفلسفة حوار دائم وتساؤل مستمر.من سؤال لآخر.
ثالثاً- مفهوم الموقف الفلسفي :
*  يتعرض الإنسان للعديد من القضايا فالبعض تمر عليه دون اثارة تفكيره والبعض يتأملها باحثاً عن حقيقتها.
ويقصد بالموقف (النظرة العامة للمتفلسف حيث يتناول اى أمر يدور فى تفكيره ولكل موقف خصوصية معينه)
مثال: - موقف الأم تجاه مرض طفلها  ليس كموقف الطبيب.
 وموقف الناقد الادبى تجاه النص الشعري ليس كموقف النحوي.
Û  فالموقف الفلسفي ليس مجرد الوقوف عند المستوى السطحي للأفكاربل يسعى لمعرفة أصل الأشياء.
مثال :- إذا كان سطح البحر جميل ورائع فإن باطنه وقاعه أجمل وأكثر روعه ....
رابعا- الموقف الفلسفى بين الانسان العادى والفيلسوف:
وجه المقارنه
الانسان العادى
الفيلسوف
نوع الحكمه
·  الرجل العادى يمارس درجه من درجات التفلسف يقدم فيه  الحكمه العمليه التى تكون نتيجة تراكم خبراته
·   الفيلسوف يقدم (الحكمه النظريه)
·   الفيلسوف يقدم تحليلا شاملا لمشكلاتنا العامه وليس مشكلاته الخاصه فقط
لغة التعبير
·           يعبر عن فلسفته العمليه باللغه البسيطه التى يستخدها فى حياته اليوميه
·         يعبر عن فلسفته النظريه بالمصطلحات الفلسفيه الدقيقه
اسلوب التعبير
·     يعبر عن خلاصة تجاربه فى الحياه بعباره واحده قصيره
·         لديه قدره كبيره على التحليل والنظر الى التفاصيل ورد الظواهر الى عللها البعيده
مدى الاتساق
·     الحكمه العمليه تأتى متفرقه واحيانا متناقضه مع بعضها
·         تتميز المذاهب الفلسفيه ب :1- الاحكام العقلى والتنظيم الدقيق للأفكار2- التتابع المنهجى المصحوب بالأدله


ملحوظه : هذه الفروق تقل اذا تعلمنا من الفيلسوف هذه المميزات الثلاثه :
v                 استخدام المصطلحات الدقيقه فى التفكير على ان يكون لكل منها بمعنى محدد .
v                 ان نحلل الافكار ونردها الى اوصولها حتى تكتسب الوضوح المطلوب .
v                 ان نعبر عن افكارنا بطريقه منهجيه بحيث تأتى النتائج متفقه مع المقدمات .  
                                 خامسا- خصائص الموقف الفلسفى
1- تساؤلى : يعتمد :
   أ‌-       على السؤال الفلسفى الموجه لأنشطة الفكر نحو موضوع ما .
 ب‌-     الفلسفه لا تعطى الجواب النهائى لأن فى الجواب النهائى نهاية الفلسفه .
 ت‌-     الفلسفه تضع الاشياء دائما فى  صيغة سؤال للوصول الى الحقيقه .
2- تعليق مؤقت للحكم :
1) الفيلسوف يتوقف عن اصدار حكمه بحثا عن المبررات .
2) الأسباب التى يبرر بها  الفيلسوف النتيجه او الحكم تكون اعمق واشمل مما يبرر به الانسان العادى .
3- يتسم بالبصيره :
أ‌-      الفيلسوف يعرف ان الأشياء ليست دائما على ما تبدو عليه فما يبدو مهما قد لا يكون كذك والعكس صحيح .
ب‌-       الفيلسوف لا يقبل الافكار فى شكلها الظاهرى  فهو يبحث عن جوهر وحقيقة الشئ .              
4- نسقى : *هو موقف يسوده الانسجام والتناسق بين مكوناته*وذلك عكس الفوضى والتفكك والتناقض.
5- يتميز بحب المعرفه :
*  الفلسفه ما هى الا سعى نحو المعرفه فمن لم يرغب فى المعرفه على اختلاف ميادينها فليس من الفلسفه فى شئ
*  ومن قال تخصصى الفلسفه ولا شأن لى بالأدب والتاريخ والاقتصاد فهو عن الفلسفه غريب.
6- لا يوجد شئ ليس قابلا للتساؤل : فكل ما لا يثير سؤالا يؤدى الى استكانة الفكروركوده وكل شئ عند الفيلسوف قابلا للتساؤل.
·      7- يتسم بالدهشه : يرى الفيلسوف كل شئ بشكل مختلف يثير دهشته وهذا ما يدفعه الى الفهم والتحليل والتفسير بالعقل.
8- يتسم باليقظه الدائمه :  واليقظه تعنى :
1)  القدره على التمييز وعدم التأثر بالظاهر .
2)  الوعى المتصل بشتى متطلبات الموقف الفلسفى .
3)  حسن التوقع والانتظار لما هو جديد
4)  القدره على التمييز بين الرئيسى والفرعى فى الموقف الفلسفى .
9- يتسم  بالتروى والصبر : الشخص المتفلسف هدفه الحقيقه وذلك يتطلب كثيرمن الوقت والتأنى لدراسة الموضوع من كل جوانبه .
10- المصارحه : يلتزم الفيلسوف بالمصارحه مع الاخرين ليس احتراما لحق كل فرد فى المعرفه او احتراما لعقول الاخرين فقط بل احتراما للحقيقه ذاتها.

11- الحوار : يدرك  الفيلسوف المساواه بين عقله وبين عقول الأخرين فكل ما يقوله قابل للنقد والرد عليه من الاخرين بعكس موقف الفنان الذى يرفض ان يتدخل احد فى عمله حتى ينتهى منه ويقدمه للجمهور ليحكم عليه .
12- الاعتراف بامكان وقوعه فى الخطأ :
v الفيلسوف انسان "  ليس معصوم من الخطأ "
v وعند وقوعه في الخطأ عليه الاعتراف بذلك تطبيقا لمبدأ المصارحه واحترام عقل الاخر واعلاء الحقيقه.
سادسا- تطور الموقف الفلسفى عبر العصور المختلفه :
1- العصر اليونانى :
Û    جسد مبدأ سقراط "اعرف نفسك " طبيعة الموقف الفلسفى فى هذا العصر.
Û    يعبر هذا المبدأ عن اكتشاف الانسان لنفسه وتساؤله عن ماهيته .
Û    وهذا ما جعل الفلاسفه يقدمون حلولا مختلفه للمشكلات التى تتعلق بفهم طبيعة الانسان ومشاكله (الاخلاقيه والسياسيه والاجتماعيه)
2- العصر الوسيط :
Û      ظهرت فى هذا العصر الديانه المسيحيه وبعدها ظهر الاسلام .
Û      المشكله التى واجهت الفلاسفه هى التوفيق بين ما جاءت به الاديان السماويه وما قاله فلاسفة اليونان (افلاطون وارسطو )
Û      قال فلاسفة المسيحيه ان الفلسفه هى الطريق الملكى للايمان وقدموا تفسيرات عقليه لأيات الكتاب المقدس تثبت انه لا تعارض بين الفلسفه والدين المسيحى
Û      حاول فلاسفة الاسلام التوفيق بين الفلسفة والدين " بين العقل والنقل "
Û      وان ما توصل اليه الفلاسفه حول اصل الوجود وطبيعة الانسان اكدته المبادئ الاسلاميه.
Û      اتخذ فلاسفة الاسلام من ذلك دليلا على ان المبادئ الاسلاميه عامه وصالحه لكل زمان ومكان .
Û      ان العقل يؤدى بنا الى الايمان بوجود الله ووحدانيته.
Û      أن الثواب والعقاب فى الاخره يستند الى افعال الانسان فى الحياه.
3- العصر الحديث :
Û    كانت الدعوه الاساسيه للفلاسفه فى بداية العصر الحديث الاتجاه  الى مناهج علميه وفكريه جديده تقود التقدم فى مختلف مجالات الحياه .
Û  دعوة ديكارت الى تجديد الفكر الانسانى عن طريق الشك فى كل شئ حتى يتمكن العقل من قبول الحقيقه على اساس واضح .
Û  4- العصر الراهن : تهتم الفلسفه فى العصر الراهن بالقضايا الحياتيه والفنون (السينما – المسرح – الموسيقى )وقضايا المرأه (الفلسفه النسويه) وقضايا الاخلاق التطبيقيه(الاستنساخ والهندسه الوراثيه) . لذلك نادت الفلسفه بمراعاة التوازن بين مطالب الانسان الماديه والروحيه .
سابعا: تحديات الموقف الفلسفى :
1- الخضوع للمألوف والمعتاد: يقوم الموقف الفلسفى على حريه التعبير عن الرأى وعلى اعادة النظر فى كل ما هو مألوف واكتشاف الجديد .
2- الخضوع للسلطات : العقل الخاضع لسلطه ما اعمى . فالخضوع للسلطه يفقد صاحبه القدره على الاستقلال وعدم القدره على الالتزام بالحقيقه.
3- النظره الأحاديه للأمور: تؤدى الى غياب الروح النقديه والقبول بالمعتاد والمألوف والتسليم باليقين.


4- الافتقار الى الشجاعه الفكريه : الاسقلال والحريه تقوم على الشجاعه الفكريه ولا تسير الا معها
والرغبه فى المعرفه وحب الاستطلاع تكون نتيجه للشجاعه الفكريه.
الموضوع الثانى الفلسفة والدين والعلم
اولا : بين الفلسفه والعلم :
Û     ان ابرز التساؤلات عن طبيعة الفلسفه والموقف الفلسفى هى ماعلاقة الفلسفه بالعلم وما وعلاقتها بالدين.
Û     وهذه التساؤلات تشمل أيضا التمييز بين انماط التفكير. فنمط التفكير الفلسفى يختلف عن نمط التفكير فى العلم والدين .
Û     وهذا الاختلاف هو الذى يوضح  الفروق بين الفلسفه والعلم من ناحيه والفلسفه والدين من ناحية اخرى .
Û     والخبرة الفلسفيه والدينيه قديمه قدم الانسان فبعد ان نجح الانسان الأول فى السيطره على الطبيعه بدأ يفكر فى حقيقة العالم الذى يعيش فيه ويتساءل عن اصله واصل الوجود كله (وهذه كلها تساؤلات فلسفيه).
Û     ولم يكن ممكنا فى ذلك الوقت الفصل بين الخبره الفلسفيه و الخبره الدينيه فكلاهما كانا بمثابة بحث عقلى
Û     ونجح ارسطو فى تمييز البحث الفلسفى عن البحث العلمى وتمييز كلاهما عن العقيده الدينيه.
Û     وعلى الصعيد الدينى حسمت الشرائع السماويه مسألة الفصل بين هاتين الخبرتين بصوره واضحه.
Û     وقد طرح عقل المؤمنين بهذه الشرائع تساؤلات منها ما جدوى الفلسفه فى وجود الدين ؟.
Û     واكد فلاسفة الاسلام انه لا يوجد تعارض بين الفلسفه والدين فالفلسفه تدعم الايمان وتؤكده  ،
Û     كما أن والدين والفلسفه كلاهما يعالج بعض الموضوعات مثل اصل العالم وطبيعة الانسان وطبيعةالوجود.
اولا :الفرق بين الفلسفه والدين :
وجه المقارنه
الفلسفه
الدين

من حيث الموضوع
*تهتم بدراسة قضايا الانسان المعرفيه الجماليه والبيئيه والحضاريه والعلميه.
*الحقيقه الفلسفيه نسبيه تختلف من فيلسوف لاخر تتعدد اوجه الحقيقه الفلسفيه بسبب :
أ- طبيعة الموضوعات التى يتناولها الفلاسفه بالبحث والتأمل. اختلاف وجهات نظر الفلاسفه.
ج- الاختلاف فى الرأى من صميم الطبيعه البشريه.
·      تتركز موضوعات الدين حول علاقة الانسان بالله وكيفية التقرب اليه بالعبادات .
·      الحقيقه مطلقه مصدرها علوى سماوى غير قابله لأى شك او تعديل
المنهج

* قائمه على ما يفكر فيه عقل الانسان والحجج العقليه المقنعه.
*العقل يحتل مكان الصداره  ويخضع كل شئ للحوار والجدل ولا يعتقد فى اى شئ الا بالدليل.
·                    يقوم على الايمان بالعقيده الدينيه والتسليم بالحقائق التى مصدرها الله عن طريق الوحى.
·                    الايمان معناه قبول مجموعه من الحقائق الالهيه
·                    المفكر الدينى مثله مثل الفيلسوف يستخدم المنطق والعقل فى الفهم والتفسير والرد على الخصوم.
ملحوظه : الفلسفه والدين لهما هدف مشترك وهو الرد على الخصوم.
التوفيق بين الفلسفه والدين : العلاقه بين الفلسفه والدين ليست صراعا مطلقا فلا الفلسفات رافضه للدين ولا الدين رافضا كل الفلسفات .
* العلاقه بين الفلسفه والدين تظهر فى حقيقتين:
1- كل من الفلسفه والدين يستخدم العقل فهما وجهان لعمله واحده.
2- غاية الفلسفه والدين واحده وهى تحقيق السعاده وادراك الحقيقة .
ý  كل الاديان السماويه تحث علىاعمال العقل فى الكون لادراك الخالق ومعرفة حقيقة النفس وعلاقنها بالوجود
ý  القرأن الكريم والكتب السماويه الاخرى لا تذكر العقل الا فى مقام التعظيم والتنبيه ووجوب العمل به.
ý  لا يجوز ان نفصل العقل عن وظيفته التى خلقه الله من اجلها وهى التفكير.
ý  كما طالب القرأن الكريم بالدليل والبرهان " قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين".
ثانيا :الفرق بين الفلسفه والعلم :
õ                              الفلسفه والعلم يمثلان اهميه كبرى للانسا ن ... علل؟ حياة الانسان لم تكن ممكنه الا باستخدام عقله فى طرح تساؤلات حول حقيقة الوجود والوصول الى حلول عمليه لكل ما يواجهه من مشكلات .
ملحوظه : استخدام الانسان لعقله فى البدايه كان يختلط فيه العملى بالنظرى.
الفرق بين الفلسفه والعلم
وجه المقارنه
الفلسفه
العلم
المنهج
·  عقلى   * تأملى   *  تحليلى .
·  الفلسفه لا تسلم بصحة فكره الا اذا ثبتت لديها ثبوتا غير قابل للشك.
·      تجريبى أساسه الملاحظه والتجربه.
·     يقوم على قواعد المنهج العلمى (الملاحظه .الفروض . التجربه. القانون)
التجريد
·                                            تحاول الفلسفه التجريد اى اخراج الفكره من محتواها الحسى.
·                    يرتبط العلم بالأمور المحسوسه والوقائع الماديه المشاهدة .

العلل
·                    يبحث عن العلل البعيده للظواهر
·                    يبحث عن العلل القريبه " القانون "
الموضوعيه
·            ذاتيه وتتسم بالصبغه الانسانيه.لاتخرج عن نطاق الذات
·                    موضوعي وان كان العلم المعاصر لا يستبعد تأثير الجوانب الانسانيه الذاتيه.
وصف الظواهر
·   تصف الظواهر بطريقه كيفيه
·      يصف الظواهر بطريقه كميه
تراكم المعرفه
·   المعرفه الفلسفيه ليست تراكميه
·                    المعرفه العلميه تراكميه
النتائج
·                    الفلسفه لا تكشف شيئا جديدا بل تقدم وجهة نظر فى العالم الموجود.
·                    لا يمكن اصدار حكم  بالصدق او الكذب على المذهب الفلسفى بل مدى صحته باتساقه او عدم اتساقه.
·                    تكشف العلوم المختلفه عن قوانين ونظريات جديده تزيد فهمنا بالعالم والتنبؤ بالظواهر الكونيه.
·                    من الممكن الحكم على النظريه بالصدق او الكذب .

العلاقه بين الفلسفه والعلم : ""  لايوجد بين الفلسفة والعلم خلاف  بل أختلاف "" فى الموضوع والمنهج والهدف ""
ü  الفلسفه والعلم كلاهما يفيد الأخر فتأملات الفلسفه كثيرا ما افادت العلماء فى فهم ظواهر الطبيعه.
ü  وتاريخ الفلسفه ملئ بالفلاسفه الذين سبقوا العلماء فى تفسير الظواهر .
العلاقه بين الفلسفه والعلم تظهر فى الأتى :
õ           الفلسفه والعلم سيظلان دائما مصدرين اساسيين للمعرفه.
õ           نعنى بالعلم هنا ما هو قطعى الثبوت " موضوعى " لاخلاف عليه.
õ           ونعنى بالفلسفه القضايا التى مازلات موضوعا للرد والقبول
مساحات الاتصال والانفصال بين الفلسفه والعلم:
ý           تتعامل الرياضيات مع الاعداد ولكنها لا تستطيع الاجابه عن السؤال الذى يستفسر عن ماهية العدد.
ý           تعالج الفيزياء مشكلات الزمن لكنها تعجز عن تعريف ماهية الزمن.
ý           تدرس الفلسفه مجموعه من الاسئله التىتغيب عن  العلم وتتعلق بحدود العلم ونظرياته .
ý      ومن الموضوعات التى تتناولها الفلسفه ولا يتناولها العلم الاسئله المتعلقه بما ينبغى ان يكون وما يجب علينا القيام به مثل (الخير – الحق – العداله – الظلم).
ý           يبحث العلم عن العلل القريبه المباشره " القوانين "، اما الفلسفه فتبحث عن العلل البعيده المفسرة .
ý           القول بأن الفلسفه تناقض العلم قول خاطئ..علل؟
1- هناك تكامل بين الفلسفه والعلم.                 2- الفلسفه ليست بديله عن العلم او منافسه له.

الموضوع الثالث
فلسفة الأخلاق .. ماهيتها ومذاهبها
أولا : نشأة فلسفة الأخلاق :
إن النشأة الحقيقية الأولى للأخلاق تعود إلى وجود الإنسان وقصة قابيل وهابيل حكماء الشرق القديم الذين اهتدوا منذ الماضى القديم بالتفكير النظرى أو الدينى إلى وجهات نظر فى الضمير والأخلاق وخيرية الأفعال الإنسانية وشرها .أما فلسفة الأخلاق باعتبارها فرعا للدراسات الفلسفية فقد نشأت لأول مرة فى عصر سقراط والسوفسطائيين خلال القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد ثم تتابعت المذاهب الأخلاقية لدى الفلاسفة بعد ذلك منذ فلاطون وأرسطوا أعظم فلاسفة اليونان .

ثانيا : حول الأخلاق وفلسفة الأخلاق :
يمكن أن نحصر الإستخدامات المختلفة لكلمة الأخلاق فى ثلاثة معان رئيسية هى على النحو التالى:
الأول
الثانى
الثالث
قد تعنى كلمة الأخلاق طريقة أو اسلوبا معينا فى الحياة
وقد تعنى مجموعة معينة من قواعد السلوك تربت عليها الأجيال الناشئة.
وقد تعنى البحث فى طرق الحياة وقواعد السلوك.
فهو أقرب إلى الأخلاق الدينية التى تسعى جاهدة إلى أن تصبح القيم الأخلاقية أسلوبا فى حياة الناس ، وطرق تعاملهم فيقولون الصدق  ، ويردون الامانة ، ويتعففون عن الصغائر ، ويتعاون بعضهم مع بعض فى ود ومحبة ( فالدين المعاملة )
فهو يشير إلى مجموعة القواعد والنصائح الأخلاقية التى يربى عليها النشئ فى المدارس أو يعمد الآباء إلى غرسها فى أبنائهم فى المنزل.
فهو يعنى الأخلاق باعتبارها فرعا من الفلسفة ، ومهمته دراسه هذه الفضائل ( أو الرذائل ) دراسة عقلية خالصة ، وهو فى ذلك يقوم بشرح وتفسير الأسس والمبررات التى تقوم عليها الأخلاق ، ويشير هذا المعنى إلى
( فلسفة الأخلاق )



 











·        معنى ذلك كله أن هناك مستويين من المجال الأخلاقى :

المستوى الأول : هو الآداب العامة ( المعنى الأول للأخلاق ) وما فيها من فضائل ونصح وإرشاد وتربية ( المعنى الثانى للأخلاق ) ، وهذا مانسميه بالآداب العامة ، وما يتبعه من تربية ونصح وإرشاد .

المستوى الثانى : فهو نتيجة البحث الفلسفى ، سعيا وراء معرفة الأسس الأولى ، والمبادئ البعيدة ، التى تقوم عليها هذه الفضائل الأخلاقية ( المعنى الثالث للأخلاق ) وهذا ما يطلق عليه فلسفة الأخلاق التى تسعى إلى نقد وتقييم هذه الفضائل والكشف عن مبادئ السلوك الأخلاقى .

ثالثا : معنى المذهب الأخلاقى :
إن المذهب الأخلاقى يمثل رؤية  الفيلسوف  لجوهر السلوك الأخلاقى الفاضل وكل فيلسوف صاحب مذهب أخلاقى مرتبط برؤيته الفلسفية الخاصة .

رابعا : المذاهب الأخلاقية :
اختلف فلاسفة الأخلاق من قديم الزمان فى تفسيرهم لأساس المذهب الخلقى ، وذهبوا فى ذلك مذاهب شتى ، وسنعرض فيما يلى مجموعة من هذه المذاهب الأخلاقية .


المذاهب الأخلاقية


 


المذهب العقلى
مذهب المنفعة العامة
المذهب الإجتماعى الوضعى
مذهب الضمير
مذهب الواجب
سقراط – أفلاطون – أرسطوا – الرواقية
بنتام ومل
كونت ودوركايم وبريل
شافتسبرى – بطلر
كانط
العقل الإنسانى هو مصدر المذهب الأخلاقى ، فالحياة الفاضلة هى التى تجرى وفق عقل سليم ومن ثم يتحقق الخير.
مصدر المذهب الأخلاقى هو الجزاء ، سواء كان النفع أو الألم – فالإنسان يسعى إلى ما يسبب النفع ويبتعد عما يسبب الألم
المجتمع هو مصدر المذهب الأخلاقى عن طريق ما يعرف بالعقل الجمعى .
المذهب الأخلاقى ينبع من داخل الفرد ، ومصدره الضمير.
الواجب هو محور الأخلاق وليس السلطة الخارجية أو المنفعة.
هذا وسوف نقتصر فيما يلى على الملامح العامة لهذه المذاهب :
1-    المذهب العقلى لدى فلاسفة اليونان :
- أثار السوفسطائيون المشكلة الأخلاقية فى الفلسفة اليونانية عندما قال أحد زعمائهم ( بروتاجوراس ) إن الإنسان الفرد هو معيار الأشياء جميعا ، فإن قال عن شئ إنه خير فهو خير بالنسبة له ، وإن قال عن شئ إنه شر فهو شر بالنسبة له.
- أقر ( السوفسطائيون ) إذن نسبية الفضائل الأخلاقية ، وأصبح لا يوجد خير مطلق ، أو شر مطلق ، فأى شئ يمكن أن يكون وشرا فى آن واحد حسب ما ينفعنى كفرد.
- وهذه النسبة الأخلاقية كانت دافعا لثورة ( سقراط )  على السوفسطائيين  ) ورفضه لرؤيتهم النفعية حيث أكد على أن العقل هو أساس الأخلاق ، ومعيار التمييز بين الخير والشر.
- ومن هنا رأى ( سقراط ) أن الفضيلة واحدة وإن تعددت أسماؤهم ، فالصدق فضيلة ، والتقوى فضيلة ، فالفضيلة عند سقراط هى إدراك الخير ومن ثم فهى علم ينبع من ضمير الإنسان وعقله وإن كان يظهر فى سلوكه.
- أكد أفلاطون على مذهب سقراط حينما قال إن للخير مثالا واحدا ينبغى عل الإنسان العاقل الواعى إدراكه ، وإذا ادركه غير من سلوكه ، فيصير فاضلا على الدوام.
- الإنسان عند ( أفلاطون ) تتصارع بداخله قوى ثلاث للنفس ، إن تحكم فيها صار متمتعا بالفضيلة على النحو التالى :
القوة
فضيلتها
الشهوانية
فإن تحكم العقل فى القوة الشهوانية صار متمتعا بفضيلة العفة
الغضبية
وإن تحكم العقل فى القوة  الغضبية صار بفضيلة الشجاعة
العاقلة
والعقل لكى يمكنه فى هاتين القوتين يكون متمتعا بفضيلة الحكمة
وتحلى الإنسان بهذه الفضائل العقلية الثلاث ( الحكمة ، الشجاعة ، العفة ) يعنى تحلى الإنسان بفضيلة العدالة ، وهى رأس الفضائل الأخلاقية عند افلاطون.
تعقيب على المذهب العقلى :
-  لقد استقر الرأى عند أصحاب المذهب العقلى ، على أن العقل هبة الله للإنسان وحده دون سائر  الكائنات ، ومن هنا كان حرص الإنسان على أن يستجيب لإملاء عقله ، ويعزف عن نداء شهواته.

-   لكن منهم من أسرف فى تقدير العقل ومكانه من سلوك الإنسان ، وطالب بإماتة الجانب الحسى والعواطف.
-   لكن حياة الإنسان لا تستقيم بغير مراعاة مافى طبيعته من دوافع فطرية ، وما تهيأ له من عواطف مكتسبه.
2- مذهب المنفعة فى العصر الحديث :
يرى أصحاب هذا المذهب أن الإنسان بطبيعته وفطرته يلتمس سعادته فى كل ما يقوم به من أفعال.
-     فهو أنانى بطبعه وفطرته ، ولذلك ينبغى ان ينشد الإنسان فى كل تصرف يقدم عليه تحقيق لذه أو منفعه أو تفادى ألم ، كانت هذه هى نظرة القدماء من دعاة اللذة ( المنفعة الفردية )
-     ثم ذهب المحدثون من أصحاب هذا المذهب ( بنتام ، وجون ستيوارت مل ) إلى توسيع دائرة المنفعة لتعميم تحقيق السعادة للفرد ولأكبر عدد من الناس .
تعقيب على مذهب المنفعة :
إن الإنسان بطبعة وفطرته ينشد منافعه ويلتمش ما يحقق مصالحه ، فما حاجته بعد هذا إلى مذهب أخلاقى يرشده إلى كمالة الإنسانى ، إن الأحرى بالإنسان ألا ينشد السعادة إلا حين تتفق مع الواجب ولا تتنافى مع منطق العقل .
3- المذهب الاجتماعى الوضعى :
- رفضت الفلسفة الوضعية ( كونت ودوركايم وبريل ) النظرة التقليدية فى علم الأخلاق باعتباره علما معياريا يبحث فيما ينبغى أن يكون عليه السلوك الإنسانى بما هو كذلك .
- ورأت الفلسفة الوضعية أن علم الأخلاق هو علم العادات أو الظاهر الخلقية كما هى موجودة بالفعل فى مجتمع معين .
- بهذا أصبح علم الأخلاق فرعا من فروع علم الإجتماع الذى ينزع الوضعيون إلى ادخاله فى نطاق العلوم الطبيعية .
- وبهذا يصبح المجتمع هو المصدر الأعلى للقيم ، والمرجع الأسمى لكل سلطة أخلاقية ، فالإنسان عضو فى وحدة إجتماعية يرث تقاليدها ، ويتلقى تعاليمها ويخضع لمعايير التقويم وقواعد السلوك فيها.
تعقيب على المذهب الإجتماعى الوضعى :
الإلزام الوضعى تعبير عن خضوع الفرد الكامل للمجتمع ، وتبدو مغالاه الوضعيين فى تصوير المجتمع على أنه هو المصدر الوحيد للقيم الأخلاقية عند الفرد ، فى حين أن للفرد نصيبه الملحوظ فى وضع هذه القيم .
4- مذهب الضمير ( بطلر ) :
ذهب فريق من الفلاسفة إلى أن الأخلاق والسلوك الأخلاقى يعود إلى الضمير المقيم فى نفس الإنسان ، فهو الذى يوجب على كل إنسان أن يتصرف بوحيه ، وأن يستجيب لندائه ، ولا يعصى له أمرا .
ولعل هذا الاتجاه فى تفسير الأخلاق والمذهب الخلقى أوسع اتجاهات فلاسفه الأخلاق شيوعا ، فهو صدى ما يتردد فى نفس الرجل العادى الذى لم يفلسف نظرية فى الخير والشر ، ولم يدرس الأخلاق دراسة نظرية مجردة ، وهو اتجاه يلائم عامة المتدينين من الناس من حيث إنهم يسلمون بوجود الضمير وإن كانوا يوحدون فى العادة بينه وبين صوت الله ويعد ( جوزيف بطلر ) ( 1692-1752 ) أكثر فلاسفة مذهب الضمير انتشارا وتأثيرا ونعرض فيما يلى موجزا عن مفهوم الضمير ووظيفته فى فلسفة بطلر .
أ- ما المقصود بالضمير ؟
الضمير قوة فطرية كامنه داخل الإنسان وهى التى تلزمه بضبط نزواته والحد من جموح أهوائه وشهواته ، وتوجهه إلى حيث ينبغى أن يسير والإنسان يتميز عن الحيوان بهذا الضمير .
تأمل : " الرحمة مقابل القسوة "
قد يزجر الطفل فى بعض الأحيان زميلا له ينتزع جناح ضعيف ، أو يعذب قطة صغيرة لا حول لها ولا قوة ، قد لا يعرف الطفل القاعدة الخلقية التى تقول : إن الرحمة خير من القسوة ، لكنه يشعر داخليا بأن من المستهجن أن تعانى الكائنات الحية وتتألم من غير مبرر ويوجب إيلامها.
ب- ما وظائف الضمير ؟
الضمير – كما رأينا – يمثل القوة العليا فى الإنسان ويقوم بوظيفتين فى رأى ( بطلر ) .
وظيفة عقلية نظرية
وظيفة أمرة ناهية
- الضمير هنا يمثل مبدأ فكريا موضعه : أفعال الناس ، ونواياهم .
- والضمير حين يحكم على الأفعال فإنه ينظر إليها من زاوية الصواب والخطأ ( الخير و الشر )
- يدين الضمير الفعل الخطأ ، والأذى المتعمد ولا يدين الأفعال الأخرى .
- يميز بين الأذى الذى يحيق بشخص نتيجة عقابه على جرم ارتكبه ، وبين الأذى الذى يقع على شخص برئ .
- للضمير جانب آخر هو سلطة أمرة وناهيه.
- يرى ( بطلر ) أننا لا ننظر إلى العبارات التى يقولها الضمير على أنها عبارات استحسان أو استهجان فحسب ، بل هى عبارات ملزمة أو لها قوة الإلزام ، فهى تأمر بعمل الفعل الذى يستحسنه ، وترك الفعل الذى يستهجنه.
- فحين يصف الضمير فعلا بأنه خاطئ ، فإن ذلك يعنى أمرا بأن تتخلى عنه فعله.
تعقيب على مذهب الضمير :
- مع سمو المذهب الخلقى " لبطلر " فلقد واجة بعض الانتقادات لعل اهمها :
·    أنه لم يذكر ما هى السمة المشتركة بين الأفعال الخيرة التى تميزها وتضفى عليها الخيرية ؛ بحيث نستطيع ان نستخدمها كمعيار للصواب والخطأ .
·    أنه يقول إن الضمير قوة عامة مشتركة بين الناس جميعا . ومع ذلك  فنحن نلاحظ ان الضمير ليس واحدا فى الناس جميعا ، بدليل اختلافهم فيما يصدرون من احكام على الفعل الإنسانى الواحد .
5- مذهب الواجب :
يرى الفيلسوف الألمانى " إمانويل كانط " أن فلسفة الأخلاق تقوم على اساس الإلزام الذاتى الذى يفرضة الإنسان على نفسة ، وهى أخلاق الواجب .
هذا ، ويمكن إيجاز أهم الأفكار الفلسفية فى مذهب " كانط" عن الواجب فيما يلى :
         
مفهوم الادارة الخيرة
الواجب أساس الأخلاق
الأخلاق استجابة لأملاء العقل
الإدارة الخيرة هى وحدها التى يمكن تصوها فى هذا العالم . والشئ الوحيد الذى يمكن أن يعد خيرا على الاطلاق ودون أدنى قيد أو شرط.
أمر يستند الى أساس من العقل وهذا الاساس العقلى فيه هو ما يجعله مفروضا على الانسان بحكم طبيعتة والمراد بالاساس العقلى هو ان نقيض الفعل يؤدى الى انعدام الفعل نفسة .
ان معنى الواجب هو أداء الفعل احتراما للقانون الخلقى الذى هو قاعده عامة وقانون كلى ؛ فالانسان إذا يميز الصواب من الخطا فى السلوك العلمى .
مثال :فإذا قصد أنسان أن يفعل فعلا خيرا ؛ كأنقاذ غريق يوسك على الهلاك  أو إذا حاول طبيب أن ينقذ حياة مريض يعانى سكرات الموت لكن لم ينقذ الغريق ومات المريض أى فشل كل منهما.
مثال : لو تصورنا كل انسان يكذب فى كل ما يقول لانتفى بين الناس امكانية التفاهم ؛ ولكان كل سامع سيحكم بالكذب على كل قول يسمعة من قائل ، وإذن فلا حاجة للقائل إلى أى قول يقولة ، كما انه لا حاجة للسامع إلى أى قول يسمعة .
مثال : إن اللص يسرق وينجو من العقاب ، وبذلك ينفع فى حياتة الدنيا بما سرق ؛ لكن هذا اللص نفسة لأتيه الصوت من فطرته ليقول له إنه قد اقترف أثما .
تعقيب على مذهب الواجب :
يصدر السلوك الاخلاقى فى مذهب الواجب عن العقل وحده ، والعمل على إماتة دوافعنا وميولنا الفطرية ، وهذا يخالف طبيعة الانسان . وإجمالاً يمكن القول: إن السلوك الاخلاقى السليم ضرورى لحياة كل إنسان يحترم إنسانيته ، ويتطلع الى التشبه بالمثل الاعلى للخير ، ولكن على قدر ما تسعفة إمكانيات طبيعته البشرية ، وتقتضيه ظروف المحيط الذى يعيش فيه . **********************************************

الموضــــــــــــــــوع الرابـــــــــــــــــــع
الفلسفة السياسية ومفهومها وموضوعاتها
========
أولا : السياسة والفلسفة السياسية: أصل كلمة لسياسة فى اللغة الإنجليزية politics مستمد من الكلمة اليونانية polis بمعنى دولة المدينة ، غير أن دولة المدينة عند قدماء اليونان كانت تتولى مهام ووظائف لا نهاية لها فى تربية المواطن والإشراف على حياته الخاصة . ويمكن تمييز علم السياسة عن الفلسفة السياسية على النحو التالى :
علم السياسة
الفلسفة السياسية
- يقوم علم السياسة الحديث بمهمة وصف الظواهر السياسية وتحليلها ومعرفة علاقتها ببعضها .
- يهدف إلى الوصول إلى وضع قوانين علمية ثابته فى مجال السياسة والعمل السياسى .
- يتناول بالدراسة والتحليل الظواهر السياسية المختلفة التى تشمل نظم الحكم كما هى قائمة فعلا فى الدول المختلفة وعلاقة الول ببعضها أو علاقة الدولة بالفرد .
- تتناول الفلسفة السياسية المبادئ والتصورات ، التى يسلم بها علماء السياسة ، بالتوضيح والشرح والتحليل .
- تتجه الفلسفة السياسية إلى تشخيص أمراض المجتمع السياسية ومحاولة إيجاد الحلول الكفيلة بتصحيحها ووصف علاجها بإقتراح ما ينبغى أن يكون عليه المجتمع والدولة .
- تفترض وجود بعض القيم مثل العدالة والحرية وتحاول تقييم الواقع فى ضوء هذه القيم .
- تتناول البحث فى حقيقة السياسة وأصل نشأتها ، وهل هى موجودة بالطبيعة أم بالاتفاق والعقد وهل تستلزم العدالة المساواة المطلقة ؟ أم تقضى العدالة بامتياز البعض بحيث يكون التمايز والاختلاف أمرا طبيعيا .
ثانيا : نشأة فلسفة السياسة :
- نشأة الفلسفة السياسية لأول مرة من خلال الحياة السياسية التى وجدت عند اليونان خلال القرن الخامس قبل الميلاد .
- إن الحضارات الشرقية القديمة قد عرفت النظم السياسية والتشريعات والقوانين التى تنتظم بها حياة أفرادها إلا أنها لم تضع هذه النظم والقوانين موضع التساؤل ، كما فعل فلاسفة اليونان حين أثاروا هذه المشكلة التى دارت حول الدولة وقوانينها : هل هى موجودة بالطبيعة أم من صنع الإنسان ؟ هل يمكن للإنسان أن يغيرها بحسب تغير ظروفة ؟ أم أن لها طبيعة ثابته لا تتغير على مدى العصور والأيام ؟
- أثارت الفلسفة السياسية البحث عن مصدر سلطة الحكام والملوك ، وهل يتلقى الحكام سلطاتهم وقوتهم من الآلهة ؟ أم أن اصل سلطاتهم اتفاق الناس فيما بينهم ؟ كما تساءلوا عن أفضل صور الحكم ، وما الدولة المثالية ؟













ثالثا : نظريات نشأة الدولة :
1- نشاة الدولة فى النظريات اليونانية القديمة :
- عاش سقراط ( 469-399 ق.م ) فى ظل حكومة أثينا التى شهدت لأول مرة فى التاريخ دولة ديمقراطية حققت لمواطنيها كثيرا من الحقوق التى لم تعرفها الشعوب الأخرى .
- ذلك لم يمنع من وجود كثير من أوجه الفساد والظلم الإجتماعى الذى عبر السفسطائيون عنه حين اخذوا يناقشون أصل القوانين والنظم السياسية ونشأة الدولة هل مرجعها إلى الآلهة أم إلى إرادة الإنسان.
- عاش سقراط فى هذا العصر وحوكم فى ظل حكومة آثينا ، وقضى عليه بالإعدام لنقده بعض جوانب الحكم ومعارضته للحكام .
- وفى ظل هذه الظروف نشأ أفلاطون ( 427-347 ق. م ) وكتب أشهر كتاب عرفه تاريخ الفكر السياسى بعنوان : محاورة ( الجمهورية ) الذى كرسه لوصف الدولة المثالية التى كانت أول رؤية فلسفية لمدينة فاضلة عرفها الفلاسفة وكتبوا على غرارها ما تصوروه عن الحكم الأمثل .

فكر                                            الشهيد الأول للعقل وحكمته
ظل " سقراط " يؤدى رسالته ويسير وراءه الشيوخ والشباب ، يلهب فيهم روح الفضيلة ويزكى فيهم نزعة الثورة على الفساد ، حتى بلغ السبعين من عمره ، فاجتمعت عليه قوى الشر وإرادات الانتقام ، فوجهت إليه تهمة ذات شقين :
دينى : وهو إنكاره لآله اليونان ودعوته إلى آلهة جديدة.
وسياسي : وهو إفساد الشباب بتحريضهم على النظام القائم.
ووقف سقراط فى قفص الاتهام يشرح موقفه ويؤكد رسالته فى ثبات رائع وبطولة رائدة ، وأبى أن يستعطفهم فثارت حميمة القضاء وصدر الحكم بإعدامه ، فأمسى سقراط الشهيد الأول للعقل وحكمته.
وهنا نتساءل : ما قيمة سقراط فى الفكر الفلسفى اليونانى على وجه الخصوص ؟
أ- نشأة الدولة فى فلسفة أفلاطون:
- اتفق أفلاطون مع أستاذه سقراط على أن نشأة الدولة أمر طبيعى فطر عليه الإنسان ، إذ يرى أفلاطون أن الفرد لا يستطيع أن يكفى حاجاته الضرورية للمعيشة بنفسه دائما بل يتعاون مع غيره على قضاء هذه الحاجاتالتى يعد المأكل والملبس من أهم ضرورياتها . والإنسان بطبعه حيوان اجتماعى لا يستغنى عن الحياة مع الآخرين.
- لذلك ، فقد ظهر التخصيص بين المواطنين ، إذل يقوم البعض بالزراعة والبعض الآخر بالصناعة أو التجارة ، ثم بعد أن يكفى المجتمع حاجات أفراده الضرورية يبدأ فى التوسع فى التجارة مع الدول الأخرى.
- ومن هنا تنشأ الحاجات إلى جند وحراس وحكام يتولون سياسة المواطنين وتوجيههم ويتوفر لهم صفات الشجاعة والحماسة والحكمة والدفاع عن الأفراد وحمايتهم.
- ينتهى أفلاطون من ذلك إلى تقسيم الدولة إلى ثلاث طبقات رئيسية:
طبقة المنتخبين : وهى التى تتولى إنتاج حاجات المجتمع الضرورية من مأكل وملبس ومسكن.
طبقة الجند : الذين يتولون مهمة الدفاع عن الدولة وتسهر على حماية نظامها وترد كل اعتداء يقع عليها.
طبقة الحكام : الذين يتولون مهمة الحكم وتوجيه الدولة بكل طبقاتها نحو الخير ؛ لأن الدولة الصالحة هى الكفيلة بتكوين المواطن الصالح.
- العدالة فى رأى أفلاطون تتلخص فى أداء كل طبقة للوظيفة الخاصة بها ملتزمة بفضيلتها.
- تتحقق المدينة الفاضلة بالاهتمام بتربية طبقة الجند أو المحاربين، وطبقة الحكام منذ نعومة أظفارهم ، تربية تتناول الروح والبدن على السواء ، فيدرسون الموسيقى ، والتربية الرياضية ، والعلوم الرياضية ، والفلسفة.
ب- نشأة الدولة فى فلسفة أرسطو:
- اتفق أرسطو مع أستاذه أفلاطون فى قوله إن الإنسان حيوان اجتماعى بالطبع ، وإنه لا يستغنى عن الحياة فى المجتمع منظم،
- لم يتفق أرسطو مع أستاذه فى القول بأن أفضل أنواع الحكم هو حكم الفلاسفة، وإنما دعا إلى الحكومة الدستورية التى تلتزم باحترام القوانين:
- يرى أرسطو أن الدولة هى نظام طبيعى ، شأنها شأن الأسرة أو القرية من صنع الطبيعة ؛ لأن الإنسان لا يستطيع الحياه إلا مع الآخرين.
- متب أرسطو مؤلفه الشهير المعروف بكتاب "السياسة" وضع فيه نظريته فى الدولة وآراءه عن الحكومات الصالحة منها والفاسدة، حيث صنف أنواع الحكومات على أساس الغاية من الحكومة وعدد أفرادها ، فإن كانت الغاية من الحكومة:
خدمة مواطينيها تكون انواع الحكومات الصالحة
خدمة افراد الحكومة انفسهم تمون انواع الحكومات الفاسدة
(أ) الحكومة الملكية
*عندما يتولى الحكم الفرد الصالح.
(أ) حكم الطغيان
* إذ كان الحكم بيد فرد يستغل سلطاته لمصلحته الخاصة ولظلم الآخرين.
(ب) الحكومة الأرستقراطية
* عندما يتولى الحكم القلة الصالحة.
(ب) حكم القلة الغنية
* إذا كانت القلة تعمل لصالحها ولا تبغى إلا زيادة ثرواتها.
(ج) الحكومة  
* عندما يكون الحكم للأغلبية
(ج) الديمقراطية الفاسدة أو حكم الغوغاء  
* وتتحقق إذا انقلب حكم الأكثرية إلى الفوضى واتباع الأهواء وأطلق العنان للشهوات بلا ضابط ولا نظام.

·  حدد أرسطو شروط الدولة الصالحة فرأى أن دولة المدينة هى خير النظم السياسية لأنه من السهل قيادة أفرادها وتوجيههم .
·  رفض نظام الإمبراطوريات الكبيرة : لأنها لا توفر لأهلها السعادة .. بالإضافة إلى صعوبة قيادة أفرادها وتوجيههم .
·  كما رأى أن الدولة الصالحة هى التى تلتزم بالقانون وتراعى مصالح الجميع .
· ومن الواضح أن افلاطون وأرسطو قد تأثرا فى أرائهما السياسية بالنظام الذى ساد زمانهما وهو نظام دولة المدينة ، وقد أتفق كلاهما على أنه نظام طبيعى بل هو أفضل نظام .
* السياسة فى حياتنا *
الإنسان حيوان سياسى قالها أرسطو – منذ 25 قرناً – أى انه يهتم بالشئون العامة للحياه وإدارة الحياة، وأهتمامة معناه أن يشارك وأن يكون له رأى ودور فى إدارة الحكم فى بلدة .. ولم يفرق الدستور بين المواطنيين : المدرسين والطلبة .. أى ان الطلبة يجب أن يكون لهم دور فى السياسة  ، وفى نفس الوقت يجب أن يتفرغوا للعلم وليس للسياسة ، أى انهم طلبة معظم الوقت ، وساسة بعض الوقت ،فإذا تعلموا أفضل كانو ساسه أحسن .
ولا يمكن لطالب العلم أ، يكون شيئا له قيمة إلا إذا عكف وتفرغ وأطال النظر فى الكتب 0
- إلى أى مدى تتفق أو تختلف مع هذا الموقف ؟ اذكر مبرراتك .
2- النظريات الحديثة فى إنشاء الدولة :-
v فى معظم العصور الحديثة وبعدزوال نظام الإقطاع ظهر شكل جديد للدولة هو الدولة القومية التى انتشرت خلال القرن السابع عشرفى أوروبا .
v اتجه فلاسفة القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى البحث فى أسس نشأة الدولة والمبادئ التى تستند إليها فى حقها فى السيادة على مواطنيها ، وقد أنتهى كثير منهم ألى نظرية التعاقد الاجتماعى كأساس إنشاء الدولة ومصدر سيادتها.
أ -  نظرية العقد الأجتماعى عند توماس هوبز " 1588-1679م "
v وضح هوبز " أ، الذه والالم غريزتان فى الإنسان تدفعانه إلى الإقبال على كل ما يسبب له اللذة والهرب مما يسبب الألم والإنسان بطبعه أنانى وهو يسعى لتقوية ذاته على حساب الآخرين والحصول على أكبر قدر ممكن من النفع والفائدة .
v يدرك الإنسان بعقة أن الحياة وفقا للطبيعة سوف تنتهى به الى الدمار المطلق ولذلك فإنة يرى أن السبيل الوحيد لاستمراره فى الحياة هو تكوين المجتمع السياسى الذى ينهى به حرب الجميع ضد الجميع على حد قوله.
v يوجد المجتمع السياسى بالتعاقد الذى يتنازل به الافراد عن حقوقهم لشخص كى يصبح هو صاحب السلطة العليا التى تسهر على حياتهم وتحقيق امنهم .
v الشخص الذى يتم التنازل له بموجب العقد هو الملك وسلطاته مطلقة لا يجوز الرجوع عنها او الثورة عليها ؛ لأن العقد هو التزام من المواطنين أنفسهم بطاعة الحاكم وليس تعاقدا بينهم وبين الحاكم .
v فضل " هوبز " الملكيه على الصور الاخرى من الحكم ؛ لان تعدد الحكام قد يؤدى الى اختلافهم وبالتالى الى ظهور الصراع بينهم مما يضعف من الحكم
-          تعقيب على فلسفة هوبز السياسية :
·     افترض " هوبز " أن الأنانية شىء طبيعى فى الإنسان وهو تفسير لا يتفق مع ما يشاهد من أن الإنسان كما تسيره الدوافع الأنانية إلا انه من جهه اخرى توجهه دوافع الإيثار والتعاون والتضحية.
·     إن افترض السلطان المطلق للملوك هو ايضا لا يتلاءم مع طبيعة الحياة الاجتماعية التى تتطور وتتغير أهدافها بجيث يكون من الطبيعى مطالبة المواطنين بحرية الرأى المعبر عن التغيرات الاجتماعية.
ب. نظرية العقد الاجتماعى عند " جون لوك " ( 1632-1704 )
1- نقطة البداية فى نظرية " لوك" هى البحث فى الحالة الطبيعية للانسان قبل وجوده فى المجتمع السياسى.
1.  حالة الطبيعة ليست كما وصفها هوبز حالة عدوان وأنانية بل هى حياة صالحة يتمتع فيها كل الأفراد بالحرية والمساواة والسلام والتعاون المتبادل ، هكذا كانت الحياة الانسانية قبل ظهور المجتمع السياسى والدولة.
2.     الطبيعة فى حد ذاتها يمكن ان توفر للجميع حاجاتهم ،كما انه لا يجوز لاحد ان يتعدى على حياة الاخرين أو حريتهم أو ممتلكاتهم .
3.  قد يتعدى الإنسان على قانون الطبيعة بارتكاب جرائم مثل القتل والسرقة وفى مثل هذه الحالات يصبح من حق المعتدى علية الانتقام وعقاب المعتدى علية او الجانى .
4.  يصبح الفرد وفقا لذلك قاضيا يقتص لنفسة ممن يعتدى عليه وعندئذ لا يوجد ضمان للعدالة ، ويسود الظلم والفوضى فى المجتمع ، ومن هنا تظهر الحاجة الماسة لنشأه الدولة .
5.  ينشأالمجتمع السياسى الجديد او الدولة نتيجة العقد الأجتماعى الذى يتعهد فيه الأفراد بالتنازل عن بعض حقوقهم الطبيعة لشخص أو لبضعة أشخاص يكونون حكومة غايتها توفير القضاء العادل الذى يحقق استقرار الحياة وتحقيق السلام للمواطنين .
6.  تختلف صيغة العقد الجتماعى عند " لوك " عنها عند سابقة " هوبز " فى ان " لوك" يحد من سلطات الحاكم المطلقة ، حيث تكون سلطة الحاكم مقيدة بادارة الشعب . فى حين اعتبر " هوبز" ان تنازل الافراد عن حقوقهم هو تنازل مطلق .
7.     أثرت فلسفة " جون لوك " السياسية تأثيرا بالغا فى الفكر السياسى خلال القرن الثامن عشر . ولا يزال تأثيرة قائما حتى اليوم .
تعقيب على الفكر السياسى عند " جون لوك "
- إن القول بوجود حقوق طبيعية ينعم بها الأفراد قبل وجود المجتمع المنظم ووجود التشريعات التى تحمى هذه القوانين هو أمر غير مؤكد ولا يوجد ما يثبتة .
- رأى " لوك " أن حكم الاغلبية هو افضل انواع الحكم ؛ لأن الاقلية إذا حكمت فهى تعمل لمصلحة ذاتها لا لمصلحة الاغلبية ، ولكن الأغلبية من جهة أخرى قد تفرض نوعا من الاستبداد .
رابعاً –  فلسفة الحكم ومفهوم الدولة : بين الدولة والحكومة :
1)  يميز الفلاسفة منذ أرسطو بين الدولة والحكومة ، حيث قال أرسطو أن الدولة هى مجموع المواطنين ، بينما الحكومة هى مجرد هيئة من هيئات الدولة الثلاث : الهيئة التشريعية ، الهيئة التنفذية ، الهيئة القضائية .
2)  ويتفق كثير من المفكرين مع أرسطو على تعريف الدولة بأنها : اجتماع مجموع المواطنين اجتماعا دائم البقاء على أرض معينة ، على أن يكون للمواطن موارد مالية ونظم اقتصادية واجتماعية وسياسية وراء أهداف عامة مشتركة
3)  أما الحكومة فتعرف بأنها : مجموع الأشخاص الذين يتولون السلطة ، وبهذا تكون الحكومة هى الاداة المنفذة لرغبات الدولة . والحكومة ليست فى حد ذاتها صاحبة السيادة او السلطة ، وإنما تستمد سلطتها وسيادتها من صلتها بالدولة ، وهى الأداة التى تحقق الدولة عن طريقها سيادتها على الأفراد .
* وفيما يلى عرض موجز لبعض نماذج الحكم والحكومات فى الفلسفة الأسلامية والفلسفة الغربية ، وهى على التوالى :
1-  فلسفة الحكم فى الفلسفة الإسلامية :
أ‌-          الفلسفة الإسلامية :
·  أقر الخلفاء الراشدون بمسئوليتهم أمام الامة وحق الشعب فى محاسبتهم ، فقد روى أن أبا بكر أول الخلفاء المسلمين قال فى أول خطبة له : " إنى قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينونى ، وإن أسات فقومونى " .
·  وفى الحقيقة فان القرآن الكريم لم يحدد شكلا محدداً للحكومة وإنما دعا الى مبادئ عامة هى دعائم كل حكم صالح وهى العد فى قوله : ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) " سورة النساء : آية 58 "  ( إن الله يأمر بالعدل والإحسن وإيتاى ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون ) " سورة النحل : آية 90 ".
·  كما ينص أيضا على الشورى فى قوله تعالى " وشاورهم فى الأمر " كما يدعو للمساواة فى قوله : ( إنما المؤمنون إخوة ) " سورة الحجرات : الآية  10".
·     هذا ، ويمكن عرض نموذجين لتوضيح بعض ملامح الفكر الإسلامى فى نظم الحكم :
1)        الفارابى ونظام الحكم ( 870- 950 م )
o  تعادل منزلة " الفارابى " فى الاسلام منزلة أفلاطون عند اليونان : إذ قدم أهم محاولة للتوفيق بين الفلسفة وبين ما ينبغى أن تكون علية الحياة السياسية ، لكى تتحقق السعادة والحياة الصالحة الكاملة للبشر .
o  تأثر " الفارابى " فى أرائة السياسية بجمهورية أفلاطون ، التى يصف فيها أفلاطون الدولة المثالية ، وكتب على غرارها كتابة المهم : " آراء أهل المدينة الفاضلة ".
o    تتلخص فلسفتة السياسية فى انها عبارة عن حلم بمدينة فاضلة تتحقق فيها للبشر على الأرض السعادة .
o    نادى بأن يملك زمام الدولة حاكم فاضل وعادل يتصف بالحكمة .
o    يرى أن الأمة الفاضلة هى التى تتعاون مدنها كلها على تحقيق السعادة لجميع لجميع أفرادها .
o  والمدينة الفاضلة التى يحلم بها الفارابى : هى المجتمع السياسى الذى يقوم على توحيد الأمة فى ظل حاكم مركزى قوى يحكم وفقا للشرائع والقوانين السليمة .
ب‌-     الكواكبى ونظرية الحكم الاستبدادى ( 1848- 1902 م )
·     حاول عبدالرحمن الكواكبى – فى العصر الحديث- التصدى لأسباب الفساد والتخلف التى شاعت فى الأمة العربية.
·  ألف كتابة المعروف : " طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد " ، فعرف الأستبداد بأنه تصرف فرد أو مجموعة فى حقوق قوم بلا خوف ، ويقول: إن منشأ الاستبداد إنما هو من كون تصرفات الحكومة غير متفقة مع الدستور ، أو إرادة الامة ، وهذه حالة الحكومات المطلقة .
·     ويرى الكواكبى ان الحكومة تخرج عن وضع الاستبداد عندما تكون تحت المراقبة الشديدة والمحاسبة من جانب الشعوب .
·     كذلك يطالب الكواكبى الأمة الإسلامية باليقظة والوعى حتى تتحرر من آفة الاستبداد وتصلح لها الحياة السياسية والاجتماعية .
ب. الفلسفة الغربية .    " جان جاك روسو " والحكم الديمقراطى ( 1713-1778م)
* من مؤلفاتة فى السياسة كتاب " العقد الاجتماعى " الذى تضمن خلاصة فلسفتة السياسية .
ý     ذهب مذهب سابقيه " هوبز " و " لوك " الى القول بان الانسان ولد حرا ، غير ان المجتمع السياسى سرعان ما كبلة بالقيود . ويرى هذا الفيلسوف ان :-
ý         الدولة المثالية هى التى يتمتع فيها الانسان بهذه الحرية الطبيعية مع خضوعة للقانون السياسى .
ý     الحل الوحيد للتوفيق بين حرية الفرد ونظام المجتمع هو ان تتحد ادارة الفرد بادارة المجموع او الادارة العامة كما يسميها ، وبغير هذه الوحدة لا يكون الانسان حراًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً .
ý     الفرد عندما يبرم عقدا اجتماعيا يتنازل بمقتضاه كل فرد عن حقوقة الشخصية ، لا لشخص معين او لبضعة اشخاص كما تصور " هوبز " و " لوك " . بل يتنازل للمجموع .
ý         الفرد حين يتنازل عن حقوقة للمجموع فانة يحتفظ بحريتة فى نفس الوقت وبهذا يضمن المساواة والحرية للجميع على حد سواء .
ý     الحكومة يجب ان تخضع لرأى مجموع الشعب بحيث لا تطغى فئة منه على اخرى ، بل لا يجوز فيها للحكام أن يخرجوا على إرادة الجميع .
ý     الشعب يحق له عزل الحكام متى شاء وإذا ناب عن الامة أو الشعب نواب فهم مجرد وسطاء منفذين لإرادة المجموع وبهذا لا تكون سيادة لأحد سوى الشعب .
وبهذا - أنطوت فلسفة "روسو" على مبادئ الديمقراطية التى تحمى حقوق الأفراد وتدافع عن حريتهم ، وتضمنت من جهة أخرى المبادئ التى تعمل على تحقيق نوع من المساواة فى الحقوق وفى الملكية بين المواطنين .
v               خامساً – الحكم الديمقراطى فى العصر الحالى :
v               أصبحت الديمقراطية فى عصرنا الحالى أوسع نظم الحكم انتشارا : لأنها حكم الشعب وتعمل على مصلحة الشعب .
v        كانت الديمقراطية قديما مباشرة تتيح لجميع المواطنيت الأحرار التعبير عن إرادتهم وتوجية الحكم ، وقد كان هذا ممكنا فى الدول الصغيرة المحدودة ، كما حدث فى المدن اليونانية فى الفرن الخامس قبل الميلاد .
v        أما الديمقراطية الحديثة فهى ديمقراطية غير مباشرة ذلك لأن اتساع البلاد وكثرة عدد السكان القادرين على المشاركة فى السياسة يجعل من المستحيل أن يجتمع جميع المواطنين فى مكان واحد لمناقشة القوانين والتصويت عليها واتخاذ القرارات .
v        تتخذ اليمقراطية الحديثة اسلوب التمثيل النيابى الذى يوكل لفئة منتخبة من المواطنين ان تنوب عن عامة الشعب فى توجية السياسة العامة للدولة .
v               اتجهت النظم الحديثة الى تفضيل النظم الجمهورية حيث يكون اختيار الحكام بها بالانتخاب لا بالوراثة.
وخلاصة القول : إن الفلسفة السياسية تقوم بدراسة كيفية تحقيق اكبر قدر من العدالة والحكمة فى المجتماعات السياسية فى محاولة للارتقاء بالقيم السياسية فى المجتمعات الإنسانية ، وقد بدا ذلك بوضوح منذ مطلع العصر الحديث حينما ظهرت نظرية العقد الاجتماعى على يد فلاسفة التنوير ، وترتب عليها بزوغ عصر الديمقراطية الغربية الحديثة والفصل بين سلطات الدولة .
  فلابد من الوعى السياسى لدى المجتمع من اجل المشاركة الفعالة ، وتغيير الفكر للوصول بالمجتمع الى اعلى مستوى من الانتماء والمواطنة .
                                                   ************

مع خالص تمنياتنا بالنجاح والتفوق
أ\ رمضان الخولى **
* مدرس المواد الفلسفيه
* بالبحيره
ومراجعة وتحقيق خبير الفلسفة"
* ابراهيم فاروق هيكل*
ادارة ميت غمر التعليمية
 
 
















يرى الفيلسوف الألمانى " إمانويل كانط " أن فلسفة الأخلاق تقوم على اساس الإلزام الذاتى الذى يفرضة الإنسان على نفسة ، وهى أخلاق الواجب .
هذا ، ويمكن إيجاز أهم الأفكار الفلسفية فى مذهب " كانط" عن الواجب فيما يلى :
         
مفهوم الادارة الخيرة
الواجب أساس الأخلاق
الأخلاق استجابة لأملاء العقل
الإدارة الخيرة هى وحدها التى يمكن تصوها فى هذا العالم . والشئ الوحيد الذى يمكن أن يعد خيرا على الاطلاق ودون أدنى قيد أو شرط.
أمر يستند الى أساس من العقل وهذا الاساس العقلى فيه هو ما يجعله مفروضا على الانسان بحكم طبيعتة والمراد بالاساس العقلى هو ان نقيض الفعل يؤدى الى انعدام الفعل نفسة .
ان معنى الواجب هو أداء الفعل احتراما للقانون الخلقى الذى هو قاعده عامة وقانون كلى ؛ فالانسان إذا يميز الصواب من الخطا فى السلوك العلمى .
مثال :فإذا قصد أنسان أن يفعل فعلا خيرا ؛ كأنقاذ غريق يوسك على الهلاك  أو إذا حاول طبيب أن ينقذ حياة مريض يعانى سكرات الموت لكن لم ينقذ الغريق ومات المريض أى فشل كل منهما.
مثال : لو تصورنا كل انسان يكذب فى كل ما يقول لانتفى بين الناس امكانية التفاهم ؛ ولكان كل سامع سيحكم بالكذب على كل قول يسمعة من قائل ، وإذن فلا حاجة للقائل إلى أى قول يقولة ، كما انه لا حاجة للسامع إلى أى قول يسمعة .
مثال : إن اللص يسرق وينجو من العقاب ، وبذلك ينفع فى حياتة الدنيا بما سرق ؛ لكن هذا اللص نفسة لأتيه الصوت من فطرته ليقول له إنه قد اقترف أثما .
تعقيب على مذهب الواجب :
يصدر السلوك الاخلاقى فى مذهب الواجب عن العقل وحده ، والعمل على إماتة دوافعنا وميولنا الفطرية ، وهذا يخالف طبيعة الانسان . وإجمالاً يمكن القول: إن السلوك الاخلاقى السليم ضرورى لحياة كل إنسان يحترم إنسانيته ، ويتطلع الى التشبه بالمثل الاعلى للخير ، ولكن على قدر ما تسعفة إمكانيات طبيعته البشرية ، وتقتضيه ظروف المحيط الذى يعيش فيه . **********************************************

الموضــــــــــــــــوع الرابـــــــــــــــــــع
الفلسفة السياسية ومفهومها وموضوعاتها
========
أولا : السياسة والفلسفة السياسية: أصل كلمة لسياسة فى اللغة الإنجليزية politics مستمد من الكلمة اليونانية polis بمعنى دولة المدينة ، غير أن دولة المدينة عند قدماء اليونان كانت تتولى مهام ووظائف لا نهاية لها فى تربية المواطن والإشراف على حياته الخاصة . ويمكن تمييز علم السياسة عن الفلسفة السياسية على النحو التالى :
علم السياسة
الفلسفة السياسية
- يقوم علم السياسة الحديث بمهمة وصف الظواهر السياسية وتحليلها ومعرفة علاقتها ببعضها .
- يهدف إلى الوصول إلى وضع قوانين علمية ثابته فى مجال السياسة والعمل السياسى .
- يتناول بالدراسة والتحليل الظواهر السياسية المختلفة التى تشمل نظم الحكم كما هى قائمة فعلا فى الدول المختلفة وعلاقة الول ببعضها أو علاقة الدولة بالفرد .
- تتناول الفلسفة السياسية المبادئ والتصورات ، التى يسلم بها علماء السياسة ، بالتوضيح والشرح والتحليل .
- تتجه الفلسفة السياسية إلى تشخيص أمراض المجتمع السياسية ومحاولة إيجاد الحلول الكفيلة بتصحيحها ووصف علاجها بإقتراح ما ينبغى أن يكون عليه المجتمع والدولة .
- تفترض وجود بعض القيم مثل العدالة والحرية وتحاول تقييم الواقع فى ضوء هذه القيم .
- تتناول البحث فى حقيقة السياسة وأصل نشأتها ، وهل هى موجودة بالطبيعة أم بالاتفاق والعقد وهل تستلزم العدالة المساواة المطلقة ؟ أم تقضى العدالة بامتياز البعض بحيث يكون التمايز والاختلاف أمرا طبيعيا .
ثانيا : نشأة فلسفة السياسة :
- نشأة الفلسفة السياسية لأول مرة من خلال الحياة السياسية التى وجدت عند اليونان خلال القرن الخامس قبل الميلاد .
- إن الحضارات الشرقية القديمة قد عرفت النظم السياسية والتشريعات والقوانين التى تنتظم بها حياة أفرادها إلا أنها لم تضع هذه النظم والقوانين موضع التساؤل ، كما فعل فلاسفة اليونان حين أثاروا هذه المشكلة التى دارت حول الدولة وقوانينها : هل هى موجودة بالطبيعة أم من صنع الإنسان ؟ هل يمكن للإنسان أن يغيرها بحسب تغير ظروفة ؟ أم أن لها طبيعة ثابته لا تتغير على مدى العصور والأيام ؟
- أثارت الفلسفة السياسية البحث عن مصدر سلطة الحكام والملوك ، وهل يتلقى الحكام سلطاتهم وقوتهم من الآلهة ؟ أم أن اصل سلطاتهم اتفاق الناس فيما بينهم ؟ كما تساءلوا عن أفضل صور الحكم ، وما الدولة المثالية ؟













ثالثا : نظريات نشأة الدولة :
1- نشاة الدولة فى النظريات اليونانية القديمة :
- عاش سقراط ( 469-399 ق.م ) فى ظل حكومة أثينا التى شهدت لأول مرة فى التاريخ دولة ديمقراطية حققت لمواطنيها كثيرا من الحقوق التى لم تعرفها الشعوب الأخرى .
- ذلك لم يمنع من وجود كثير من أوجه الفساد والظلم الإجتماعى الذى عبر السفسطائيون عنه حين اخذوا يناقشون أصل القوانين والنظم السياسية ونشأة الدولة هل مرجعها إلى الآلهة أم إلى إرادة الإنسان.
- عاش سقراط فى هذا العصر وحوكم فى ظل حكومة آثينا ، وقضى عليه بالإعدام لنقده بعض جوانب الحكم ومعارضته للحكام .
- وفى ظل هذه الظروف نشأ أفلاطون ( 427-347 ق. م ) وكتب أشهر كتاب عرفه تاريخ الفكر السياسى بعنوان : محاورة ( الجمهورية ) الذى كرسه لوصف الدولة المثالية التى كانت أول رؤية فلسفية لمدينة فاضلة عرفها الفلاسفة وكتبوا على غرارها ما تصوروه عن الحكم الأمثل .

فكر                                            الشهيد الأول للعقل وحكمته
ظل " سقراط " يؤدى رسالته ويسير وراءه الشيوخ والشباب ، يلهب فيهم روح الفضيلة ويزكى فيهم نزعة الثورة على الفساد ، حتى بلغ السبعين من عمره ، فاجتمعت عليه قوى الشر وإرادات الانتقام ، فوجهت إليه تهمة ذات شقين :
دينى : وهو إنكاره لآله اليونان ودعوته إلى آلهة جديدة.
وسياسي : وهو إفساد الشباب بتحريضهم على النظام القائم.
ووقف سقراط فى قفص الاتهام يشرح موقفه ويؤكد رسالته فى ثبات رائع وبطولة رائدة ، وأبى أن يستعطفهم فثارت حميمة القضاء وصدر الحكم بإعدامه ، فأمسى سقراط الشهيد الأول للعقل وحكمته.
وهنا نتساءل : ما قيمة سقراط فى الفكر الفلسفى اليونانى على وجه الخصوص ؟
أ- نشأة الدولة فى فلسفة أفلاطون:
- اتفق أفلاطون مع أستاذه سقراط على أن نشأة الدولة أمر طبيعى فطر عليه الإنسان ، إذ يرى أفلاطون أن الفرد لا يستطيع أن يكفى حاجاته الضرورية للمعيشة بنفسه دائما بل يتعاون مع غيره على قضاء هذه الحاجاتالتى يعد المأكل والملبس من أهم ضرورياتها . والإنسان بطبعه حيوان اجتماعى لا يستغنى عن الحياة مع الآخرين.
- لذلك ، فقد ظهر التخصيص بين المواطنين ، إذل يقوم البعض بالزراعة والبعض الآخر بالصناعة أو التجارة ، ثم بعد أن يكفى المجتمع حاجات أفراده الضرورية يبدأ فى التوسع فى التجارة مع الدول الأخرى.
- ومن هنا تنشأ الحاجات إلى جند وحراس وحكام يتولون سياسة المواطنين وتوجيههم ويتوفر لهم صفات الشجاعة والحماسة والحكمة والدفاع عن الأفراد وحمايتهم.
- ينتهى أفلاطون من ذلك إلى تقسيم الدولة إلى ثلاث طبقات رئيسية:
طبقة المنتخبين : وهى التى تتولى إنتاج حاجات المجتمع الضرورية من مأكل وملبس ومسكن.
طبقة الجند : الذين يتولون مهمة الدفاع عن الدولة وتسهر على حماية نظامها وترد كل اعتداء يقع عليها.
طبقة الحكام : الذين يتولون مهمة الحكم وتوجيه الدولة بكل طبقاتها نحو الخير ؛ لأن الدولة الصالحة هى الكفيلة بتكوين المواطن الصالح.
- العدالة فى رأى أفلاطون تتلخص فى أداء كل طبقة للوظيفة الخاصة بها ملتزمة بفضيلتها.
- تتحقق المدينة الفاضلة بالاهتمام بتربية طبقة الجند أو المحاربين، وطبقة الحكام منذ نعومة أظفارهم ، تربية تتناول الروح والبدن على السواء ، فيدرسون الموسيقى ، والتربية الرياضية ، والعلوم الرياضية ، والفلسفة.
ب- نشأة الدولة فى فلسفة أرسطو:
- اتفق أرسطو مع أستاذه أفلاطون فى قوله إن الإنسان حيوان اجتماعى بالطبع ، وإنه لا يستغنى عن الحياة فى المجتمع منظم،
- لم يتفق أرسطو مع أستاذه فى القول بأن أفضل أنواع الحكم هو حكم الفلاسفة، وإنما دعا إلى الحكومة الدستورية التى تلتزم باحترام القوانين:
- يرى أرسطو أن الدولة هى نظام طبيعى ، شأنها شأن الأسرة أو القرية من صنع الطبيعة ؛ لأن الإنسان لا يستطيع الحياه إلا مع الآخرين.
- متب أرسطو مؤلفه الشهير المعروف بكتاب "السياسة" وضع فيه نظريته فى الدولة وآراءه عن الحكومات الصالحة منها والفاسدة، حيث صنف أنواع الحكومات على أساس الغاية من الحكومة وعدد أفرادها ، فإن كانت الغاية من الحكومة:
خدمة مواطينيها تكون انواع الحكومات الصالحة
خدمة افراد الحكومة انفسهم تمون انواع الحكومات الفاسدة
(أ) الحكومة الملكية
*عندما يتولى الحكم الفرد الصالح.
(أ) حكم الطغيان
* إذ كان الحكم بيد فرد يستغل سلطاته لمصلحته الخاصة ولظلم الآخرين.
(ب) الحكومة الأرستقراطية
* عندما يتولى الحكم القلة الصالحة.
(ب) حكم القلة الغنية
* إذا كانت القلة تعمل لصالحها ولا تبغى إلا زيادة ثرواتها.
(ج) الحكومة  
* عندما يكون الحكم للأغلبية
(ج) الديمقراطية الفاسدة أو حكم الغوغاء  
* وتتحقق إذا انقلب حكم الأكثرية إلى الفوضى واتباع الأهواء وأطلق العنان للشهوات بلا ضابط ولا نظام.

·  حدد أرسطو شروط الدولة الصالحة فرأى أن دولة المدينة هى خير النظم السياسية لأنه من السهل قيادة أفرادها وتوجيههم .
·  رفض نظام الإمبراطوريات الكبيرة : لأنها لا توفر لأهلها السعادة .. بالإضافة إلى صعوبة قيادة أفرادها وتوجيههم .
·  كما رأى أن الدولة الصالحة هى التى تلتزم بالقانون وتراعى مصالح الجميع .
· ومن الواضح أن افلاطون وأرسطو قد تأثرا فى أرائهما السياسية بالنظام الذى ساد زمانهما وهو نظام دولة المدينة ، وقد أتفق كلاهما على أنه نظام طبيعى بل هو أفضل نظام .
* السياسة فى حياتنا *
الإنسان حيوان سياسى قالها أرسطو – منذ 25 قرناً – أى انه يهتم بالشئون العامة للحياه وإدارة الحياة، وأهتمامة معناه أن يشارك وأن يكون له رأى ودور فى إدارة الحكم فى بلدة .. ولم يفرق الدستور بين المواطنيين : المدرسين والطلبة .. أى ان الطلبة يجب أن يكون لهم دور فى السياسة  ، وفى نفس الوقت يجب أن يتفرغوا للعلم وليس للسياسة ، أى انهم طلبة معظم الوقت ، وساسة بعض الوقت ،فإذا تعلموا أفضل كانو ساسه أحسن .
ولا يمكن لطالب العلم أ، يكون شيئا له قيمة إلا إذا عكف وتفرغ وأطال النظر فى الكتب 0
- إلى أى مدى تتفق أو تختلف مع هذا الموقف ؟ اذكر مبرراتك .
2- النظريات الحديثة فى إنشاء الدولة :-
v فى معظم العصور الحديثة وبعدزوال نظام الإقطاع ظهر شكل جديد للدولة هو الدولة القومية التى انتشرت خلال القرن السابع عشرفى أوروبا .
v اتجه فلاسفة القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى البحث فى أسس نشأة الدولة والمبادئ التى تستند إليها فى حقها فى السيادة على مواطنيها ، وقد أنتهى كثير منهم ألى نظرية التعاقد الاجتماعى كأساس إنشاء الدولة ومصدر سيادتها.
أ -  نظرية العقد الأجتماعى عند توماس هوبز " 1588-1679م "
v وضح هوبز " أ، الذه والالم غريزتان فى الإنسان تدفعانه إلى الإقبال على كل ما يسبب له اللذة والهرب مما يسبب الألم والإنسان بطبعه أنانى وهو يسعى لتقوية ذاته على حساب الآخرين والحصول على أكبر قدر ممكن من النفع والفائدة .
v يدرك الإنسان بعقة أن الحياة وفقا للطبيعة سوف تنتهى به الى الدمار المطلق ولذلك فإنة يرى أن السبيل الوحيد لاستمراره فى الحياة هو تكوين المجتمع السياسى الذى ينهى به حرب الجميع ضد الجميع على حد قوله.
v يوجد المجتمع السياسى بالتعاقد الذى يتنازل به الافراد عن حقوقهم لشخص كى يصبح هو صاحب السلطة العليا التى تسهر على حياتهم وتحقيق امنهم .
v الشخص الذى يتم التنازل له بموجب العقد هو الملك وسلطاته مطلقة لا يجوز الرجوع عنها او الثورة عليها ؛ لأن العقد هو التزام من المواطنين أنفسهم بطاعة الحاكم وليس تعاقدا بينهم وبين الحاكم .
v فضل " هوبز " الملكيه على الصور الاخرى من الحكم ؛ لان تعدد الحكام قد يؤدى الى اختلافهم وبالتالى الى ظهور الصراع بينهم مما يضعف من الحكم
-          تعقيب على فلسفة هوبز السياسية :
·     افترض " هوبز " أن الأنانية شىء طبيعى فى الإنسان وهو تفسير لا يتفق مع ما يشاهد من أن الإنسان كما تسيره الدوافع الأنانية إلا انه من جهه اخرى توجهه دوافع الإيثار والتعاون والتضحية.
·     إن افترض السلطان المطلق للملوك هو ايضا لا يتلاءم مع طبيعة الحياة الاجتماعية التى تتطور وتتغير أهدافها بجيث يكون من الطبيعى مطالبة المواطنين بحرية الرأى المعبر عن التغيرات الاجتماعية.
ب. نظرية العقد الاجتماعى عند " جون لوك " ( 1632-1704 )
1- نقطة البداية فى نظرية " لوك" هى البحث فى الحالة الطبيعية للانسان قبل وجوده فى المجتمع السياسى.
1.  حالة الطبيعة ليست كما وصفها هوبز حالة عدوان وأنانية بل هى حياة صالحة يتمتع فيها كل الأفراد بالحرية والمساواة والسلام والتعاون المتبادل ، هكذا كانت الحياة الانسانية قبل ظهور المجتمع السياسى والدولة.
2.     الطبيعة فى حد ذاتها يمكن ان توفر للجميع حاجاتهم ،كما انه لا يجوز لاحد ان يتعدى على حياة الاخرين أو حريتهم أو ممتلكاتهم .
3.  قد يتعدى الإنسان على قانون الطبيعة بارتكاب جرائم مثل القتل والسرقة وفى مثل هذه الحالات يصبح من حق المعتدى علية الانتقام وعقاب المعتدى علية او الجانى .
4.  يصبح الفرد وفقا لذلك قاضيا يقتص لنفسة ممن يعتدى عليه وعندئذ لا يوجد ضمان للعدالة ، ويسود الظلم والفوضى فى المجتمع ، ومن هنا تظهر الحاجة الماسة لنشأه الدولة .
5.  ينشأالمجتمع السياسى الجديد او الدولة نتيجة العقد الأجتماعى الذى يتعهد فيه الأفراد بالتنازل عن بعض حقوقهم الطبيعة لشخص أو لبضعة أشخاص يكونون حكومة غايتها توفير القضاء العادل الذى يحقق استقرار الحياة وتحقيق السلام للمواطنين .
6.  تختلف صيغة العقد الجتماعى عند " لوك " عنها عند سابقة " هوبز " فى ان " لوك" يحد من سلطات الحاكم المطلقة ، حيث تكون سلطة الحاكم مقيدة بادارة الشعب . فى حين اعتبر " هوبز" ان تنازل الافراد عن حقوقهم هو تنازل مطلق .
7.     أثرت فلسفة " جون لوك " السياسية تأثيرا بالغا فى الفكر السياسى خلال القرن الثامن عشر . ولا يزال تأثيرة قائما حتى اليوم .
تعقيب على الفكر السياسى عند " جون لوك "
- إن القول بوجود حقوق طبيعية ينعم بها الأفراد قبل وجود المجتمع المنظم ووجود التشريعات التى تحمى هذه القوانين هو أمر غير مؤكد ولا يوجد ما يثبتة .
- رأى " لوك " أن حكم الاغلبية هو افضل انواع الحكم ؛ لأن الاقلية إذا حكمت فهى تعمل لمصلحة ذاتها لا لمصلحة الاغلبية ، ولكن الأغلبية من جهة أخرى قد تفرض نوعا من الاستبداد .
رابعاً –  فلسفة الحكم ومفهوم الدولة : بين الدولة والحكومة :
1)  يميز الفلاسفة منذ أرسطو بين الدولة والحكومة ، حيث قال أرسطو أن الدولة هى مجموع المواطنين ، بينما الحكومة هى مجرد هيئة من هيئات الدولة الثلاث : الهيئة التشريعية ، الهيئة التنفذية ، الهيئة القضائية .
2)  ويتفق كثير من المفكرين مع أرسطو على تعريف الدولة بأنها : اجتماع مجموع المواطنين اجتماعا دائم البقاء على أرض معينة ، على أن يكون للمواطن موارد مالية ونظم اقتصادية واجتماعية وسياسية وراء أهداف عامة مشتركة
3)  أما الحكومة فتعرف بأنها : مجموع الأشخاص الذين يتولون السلطة ، وبهذا تكون الحكومة هى الاداة المنفذة لرغبات الدولة . والحكومة ليست فى حد ذاتها صاحبة السيادة او السلطة ، وإنما تستمد سلطتها وسيادتها من صلتها بالدولة ، وهى الأداة التى تحقق الدولة عن طريقها سيادتها على الأفراد .
* وفيما يلى عرض موجز لبعض نماذج الحكم والحكومات فى الفلسفة الأسلامية والفلسفة الغربية ، وهى على التوالى :
1-  فلسفة الحكم فى الفلسفة الإسلامية :
أ‌-          الفلسفة الإسلامية :
·  أقر الخلفاء الراشدون بمسئوليتهم أمام الامة وحق الشعب فى محاسبتهم ، فقد روى أن أبا بكر أول الخلفاء المسلمين قال فى أول خطبة له : " إنى قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينونى ، وإن أسات فقومونى " .
·  وفى الحقيقة فان القرآن الكريم لم يحدد شكلا محدداً للحكومة وإنما دعا الى مبادئ عامة هى دعائم كل حكم صالح وهى العد فى قوله : ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) " سورة النساء : آية 58 "  ( إن الله يأمر بالعدل والإحسن وإيتاى ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون ) " سورة النحل : آية 90 ".
·  كما ينص أيضا على الشورى فى قوله تعالى " وشاورهم فى الأمر " كما يدعو للمساواة فى قوله : ( إنما المؤمنون إخوة ) " سورة الحجرات : الآية  10".
·     هذا ، ويمكن عرض نموذجين لتوضيح بعض ملامح الفكر الإسلامى فى نظم الحكم :
1)        الفارابى ونظام الحكم ( 870- 950 م )
o  تعادل منزلة " الفارابى " فى الاسلام منزلة أفلاطون عند اليونان : إذ قدم أهم محاولة للتوفيق بين الفلسفة وبين ما ينبغى أن تكون علية الحياة السياسية ، لكى تتحقق السعادة والحياة الصالحة الكاملة للبشر .
o  تأثر " الفارابى " فى أرائة السياسية بجمهورية أفلاطون ، التى يصف فيها أفلاطون الدولة المثالية ، وكتب على غرارها كتابة المهم : " آراء أهل المدينة الفاضلة ".
o    تتلخص فلسفتة السياسية فى انها عبارة عن حلم بمدينة فاضلة تتحقق فيها للبشر على الأرض السعادة .
o    نادى بأن يملك زمام الدولة حاكم فاضل وعادل يتصف بالحكمة .
o    يرى أن الأمة الفاضلة هى التى تتعاون مدنها كلها على تحقيق السعادة لجميع لجميع أفرادها .
o  والمدينة الفاضلة التى يحلم بها الفارابى : هى المجتمع السياسى الذى يقوم على توحيد الأمة فى ظل حاكم مركزى قوى يحكم وفقا للشرائع والقوانين السليمة .
ب‌-     الكواكبى ونظرية الحكم الاستبدادى ( 1848- 1902 م )
·     حاول عبدالرحمن الكواكبى – فى العصر الحديث- التصدى لأسباب الفساد والتخلف التى شاعت فى الأمة العربية.
·  ألف كتابة المعروف : " طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد " ، فعرف الأستبداد بأنه تصرف فرد أو مجموعة فى حقوق قوم بلا خوف ، ويقول: إن منشأ الاستبداد إنما هو من كون تصرفات الحكومة غير متفقة مع الدستور ، أو إرادة الامة ، وهذه حالة الحكومات المطلقة .
·     ويرى الكواكبى ان الحكومة تخرج عن وضع الاستبداد عندما تكون تحت المراقبة الشديدة والمحاسبة من جانب الشعوب .
·     كذلك يطالب الكواكبى الأمة الإسلامية باليقظة والوعى حتى تتحرر من آفة الاستبداد وتصلح لها الحياة السياسية والاجتماعية .
ب. الفلسفة الغربية .    " جان جاك روسو " والحكم الديمقراطى ( 1713-1778م)
* من مؤلفاتة فى السياسة كتاب " العقد الاجتماعى " الذى تضمن خلاصة فلسفتة السياسية .
ý     ذهب مذهب سابقيه " هوبز " و " لوك " الى القول بان الانسان ولد حرا ، غير ان المجتمع السياسى سرعان ما كبلة بالقيود . ويرى هذا الفيلسوف ان :-
ý         الدولة المثالية هى التى يتمتع فيها الانسان بهذه الحرية الطبيعية مع خضوعة للقانون السياسى .
ý     الحل الوحيد للتوفيق بين حرية الفرد ونظام المجتمع هو ان تتحد ادارة الفرد بادارة المجموع او الادارة العامة كما يسميها ، وبغير هذه الوحدة لا يكون الانسان حراًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً .
ý     الفرد عندما يبرم عقدا اجتماعيا يتنازل بمقتضاه كل فرد عن حقوقة الشخصية ، لا لشخص معين او لبضعة اشخاص كما تصور " هوبز " و " لوك " . بل يتنازل للمجموع .
ý         الفرد حين يتنازل عن حقوقة للمجموع فانة يحتفظ بحريتة فى نفس الوقت وبهذا يضمن المساواة والحرية للجميع على حد سواء .
ý     الحكومة يجب ان تخضع لرأى مجموع الشعب بحيث لا تطغى فئة منه على اخرى ، بل لا يجوز فيها للحكام أن يخرجوا على إرادة الجميع .
ý     الشعب يحق له عزل الحكام متى شاء وإذا ناب عن الامة أو الشعب نواب فهم مجرد وسطاء منفذين لإرادة المجموع وبهذا لا تكون سيادة لأحد سوى الشعب .
وبهذا - أنطوت فلسفة "روسو" على مبادئ الديمقراطية التى تحمى حقوق الأفراد وتدافع عن حريتهم ، وتضمنت من جهة أخرى المبادئ التى تعمل على تحقيق نوع من المساواة فى الحقوق وفى الملكية بين المواطنين .
v               خامساً – الحكم الديمقراطى فى العصر الحالى :
v               أصبحت الديمقراطية فى عصرنا الحالى أوسع نظم الحكم انتشارا : لأنها حكم الشعب وتعمل على مصلحة الشعب .
v        كانت الديمقراطية قديما مباشرة تتيح لجميع المواطنيت الأحرار التعبير عن إرادتهم وتوجية الحكم ، وقد كان هذا ممكنا فى الدول الصغيرة المحدودة ، كما حدث فى المدن اليونانية فى الفرن الخامس قبل الميلاد .
v        أما الديمقراطية الحديثة فهى ديمقراطية غير مباشرة ذلك لأن اتساع البلاد وكثرة عدد السكان القادرين على المشاركة فى السياسة يجعل من المستحيل أن يجتمع جميع المواطنين فى مكان واحد لمناقشة القوانين والتصويت عليها واتخاذ القرارات .
v        تتخذ اليمقراطية الحديثة اسلوب التمثيل النيابى الذى يوكل لفئة منتخبة من المواطنين ان تنوب عن عامة الشعب فى توجية السياسة العامة للدولة .
v               اتجهت النظم الحديثة الى تفضيل النظم الجمهورية حيث يكون اختيار الحكام بها بالانتخاب لا بالوراثة.
وخلاصة القول : إن الفلسفة السياسية تقوم بدراسة كيفية تحقيق اكبر قدر من العدالة والحكمة فى المجتماعات السياسية فى محاولة للارتقاء بالقيم السياسية فى المجتمعات الإنسانية ، وقد بدا ذلك بوضوح منذ مطلع العصر الحديث حينما ظهرت نظرية العقد الاجتماعى على يد فلاسفة التنوير ، وترتب عليها بزوغ عصر الديمقراطية الغربية الحديثة والفصل بين سلطات الدولة .
  فلابد من الوعى السياسى لدى المجتمع من اجل المشاركة الفعالة ، وتغيير الفكر للوصول بالمجتمع الى اعلى مستوى من الانتماء والمواطنة .
                                                   ************

مع خالص تمنياتنا بالجاح والتفوق
أ\ رمضان الخولى **
* مدرس المواد الفلسفيه
* بالبحيره
ومراجعة وتحقيق خبير الفلسفة"
* ابراهيم فاروق هيكل*
ادارة ميت غمر التعليمية
 
 














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق