من أنا

صورتي
ابراهيم فاروق عبدالحميد هيكل المؤهـــل وتـاريخه / ليسانس آداب وتربية شعبة (فلسفة واجتماع ) بتقدير جيد جدا 1982 المؤهـــل الاضــافى/ دبلوم خاصة في التربية تخصص(إدارة تعليمية وصحة نفسية)1978 مدير مرحلة تعليمية - ادارة ميت غمر التعليمية

أرشيف المدونة الإلكترونية

من شعائر الحج

من شعائر الحج
الوقوق بعرفة

من شعائر الحج

من شعائر الحج
السعى بين الصفا والمروة

الأحد، 5 أكتوبر 2014

سلسلـة ( الفاروق ) فى الفلسفة 2015 .. الصف الثالث الثانوي

سلسلـة ( الفاروق ) فى الفلسفة  2015 .. الصف الثالث الثانوي



الباب الأول
الإنسان ومشكلة الحرية من المنظور الاجتماعي الغربي
مربع نص:   الفصل الأول         مذاهـــــــب الجبريــــــــــة

*معنى الجبرية وأدلة وجودها : السلوك الإنساني نوعان :
أ- الأول:-   يكون الإنسان فيه حر في القيام بممارسته .
ب- الثاني:- يجد الإنسان نفسه مضطراً ومجبراً على القيام به.
·        مثال السلوك الجبري : المطالب الفسيولوجية والإشباع لها " الأفعال المنعكسة " ، وأمثلة " السلوك الحر " عديدة ومتنوعة مثل : تناول الطعام والبس والحركة والكلام وأوقات الفراغ
·        انقسم الفلاسفة إلى ونوعين في الاهتمام بالطبيعة الحقيقية للأفعال الإنسانية : ( مذاهب الجبرية ـ   مذاهب الحرية ).
*تعريف الجبرية : - الجبرية فى السلوك الإنساني هى عجز الإرادة العاقلة عن الاختيار والتحكم فى السلوك والأفعال. وهى قاصرة عن توجيه مجرى الأحداث لعدة مؤثرات منها خضوع الإنسان لظروف خارجة عن إرادته مثل :( الظروف الاجتماعية ـ الطبيعة الخارجية ـ القضاء والقدر)
*تعريف الحتمية : الحتمية فى العلوم الطبيعية هى كل ظاهرة طبيعية تكون مقيدة بشروط تحتم حدوثها بشكل محدد مثل:الحرارة وتمدد المعادن.
·        أدلة وجود الجبرية عند الإنسان : ثلاثة أدلة :
(1) الدليل الجسمي :-ويتمثل هذا الدليل في :
 - الشعور بأن الإنسان مضطر لإشباع الدوافع الفسيولوجية مثل : الشراب والطعام.- الأفعال المنعكسة مثل : إغلاق حدقة العين عند سقوط شعاع. - الصفات الجسمية والأمراض الموروثة  - الأفعال اللاإرادية مثل : ضربات القلب.
(2) الدليل النفسي :- يتمثل فى :- الحالات الانفعالية التي تسيطر على الإنسان وتجبره على أفعال معينة - اضطرارية مثل الخوف والرعشة. - سمات الشخصية المتفائلة والمتشائمة تعطى السلوك الإنساني نمطاً معيناً.
- الشعور بالعجز أمام أحداث الكون الفسيح مثل : الزلازل .... .
 (3) الدليل الاجتماعي :   - الإنسان فى المحيط الاجتماعي يخضع لقيود الجماعة ( الأسرة ـ  الطبقة ـ الديانة ـ البيئة  ).
 -  التراث الثقافي والاجتماعي وأساليب الضبط المختلفة تحدد معالم الشخصية.
 - يعترض أنصار الحرية على هذا الدليل بان الثورة تمرد وحرية والرد عليه من جانب الجبرية أن الثورة تحدث من قلة وهى استثناء لا يرتقى إلى مستوى القاعدة.
مذاهب الجبرية في العصر الحديث

7    عوامل وظروف نشأة الجبرية فى العصر الحديث :
1- الانقلاب الصناعي وظهور الآلة وسيطرة رأس المال الصناعي أدى إلى نقل التفسير الجبري لسلوك الإنسان  .
2- اكتشاف حتمية حركة الأفلاك :-
   أ- نيوتن وكوبرنيقوس واكتشاف قوانين حركة الأفلاك.
   ب- آلية حركة ومسارات الأفلاك ساعدت على نقل التفسير الجبري للسلوك الإنساني.
3- اكتشاف الحتمية فى علم الحياة :-
   أ- قديماً ظن العلماء أن الجسم لا يخضع لأي قيود حتمية.
   ب- في الكيمياء العضوية العلماء المحدثين أكدوا أن الخلية الحية نتاج حتمي لعدة تفاعلات كيمائية وتخضع لقوانين محددة.
4- اتساع التفسير الآلى للسلوك الإنساني :-
    أ- استخدم علماء النفس  المناهج التجريبية في دراسة السلوك الإنساني.
   ب- أنشأ فونت أول معمل تجريبي لعلم النفس سنة 1879م .
   ج - وساعد ذلك على التفسير الآلي للسلوك.
   د- السلوك الإنساني حتمي نتيجة علاقات آلية للجهاز العصبي " المثير يؤدى إلى الاستجابة " " المدرسة السلوكية"أدى ذلك إلى نقل  التفسير الالى الجبري  للسلوك الإنسانى .
5- اكتشاف قوانين مندل للوراثة : الإنسان محتوم في تطور نسله وشكله وفق قوانين تحتم عليه وضعه.
6- ظهور نظرية التطور عند دارون : تطور الإنسان والكائنات الحية وفق ظروف البيئة ساعد ذلك على التفسير الالى للسلوك الانسانى
                             الجبرية الحديثة عند هيوم
*التعريف بـ " هيوم " (1711-1776)  :
1- هو ديفيد هيوم ، فيلسوف إنجليزي النشأة والأصل.   
2- من أبرز دعاة الفلسفة التجريبية الحسية المادية.
3- اشتهر بدراساته العميقة لمعرفة البشرية والأفعال الإنسانية.
4- عكس الاتجاهات التجريبية المادية السائدة فى عصره.
*جوانب فلسفة هيوم : تتمثل في : 1- المعرفة البشرية " النظرة الآلية الحسية للمعرفة " :   - حلل هيوم المعرفة البشرية وأكد أن الأفكار الكلية المجردة مستخلصة من أشياء جزئية حسية مادية عن طريق الحواس مثل : مفهوم الإنسان الذي جاء من زيد وعبيد.
- الفكر بالضرورة صورة عقلية لمدركات حسية ، والضرورة الحسية هى التي تحكم الفكر المعنوي.
   - تداعى المعاني : ضرورة ثانية تحكم المدركات ، فالإدراك ليس عشوائياً بل تحكمه عوامل منها : ( التسلسل ـ الترابط ـ التشابه ..... ) وهى قوانين التداعي وهى أشبه بالجاذبية.
   - وظيفة العقل : تقبل المدركات الحسية وتحويلها إلى معاني مجردة.
   - السببية عادة عقلية : تحدث نتيجة تعاقب الأحداث أو تكرارها وليس لها وجود حقيقي في العالم.
2- الأفعال الإنسانية : - الأفعال الإنسانية آلية وحتمية ، لا تحدث نتيجة إرادة حرة تختار.- تخضع الأفعال لظروف الجسم والإدراك والعالم الخارجي.
   - الأفعال العقلية لا تكون محركاً لأعضاء الجسم بل هى نتاج لنشاط الجسم والحواس.
3- الحرية عند هيوم :- - "هى عمل طبيعي لفعل آلي تحكمه أحداث محسوسة " وهى مزعومة. - ليست هناك حرية بل علاقات ضرورية تؤدى إلى نتائج حتمية هذه العلاقات بين البواعث والأفعال ، ومعرفة البواعث تساعد على التنبؤ بهذه الأفعال.

مربع نص:   الفصل الثاني      مذاهب الحرية في مفهوم الغــرب

*معنى الحرية الفردية :- اختلف الفلاسفة حول تعريف الحرية ومنهم من قال بعدم إمكان تعريفها والاكتفاء بممارستها فقط ، ومن أشهر تعريفاتها.( هي الإرادة الفردية العاقلة التي تختار الفعل أو نقيضه وتميزه عن روية وتدبير ).
*أدلة وجود الحرية فى المفهوم الغربي : ثلاثة أدلة :-
 (1)-الدليل الجسمي :- 1- الأفعال الإرادية كثيرة.
2- القدرة على تحريك أعضاء الجسم.
3- التحكم في الأفعال والسيطرة عليها. 4- معالجة الأمراض والشفاء منها.

(2) الدليل النفسي :-  1- الشعور الفطري بأنني صاحب إرادة حرة مختارة .
  2- الإنسان حر ويشعر بذلك في قرارة نفسه هو شعور بديهي أولى لا يحتاج       
      إلى دليل .
  3- الإحساس بالمسئولية يؤكد الحرية ونسب الأفعال إلى صاحبها ومسئوليتهم   
     دليل الحرية.
(3) الدليل الاجتماعي :- 1- وسائل الضبط الاجتماعي تعترف ضمنياً بالحرية
 2- القانون الرسمي أو العادات والتقاليد الغير رسمية توجه السلوك للصالح    
        العام ( الضبط الاجتماعي )
3- الجزاءات ثواب أو عقاب من جانب المجتمع تؤكد مسئولية الأفراد وحرياتهم.
مذاهب الحرية فى العصر الحديث ( روسو )
*التعريف بجان جاك روسو ( 1712-1778)  : - فيلسوف فرنسي ، مربى وسياسي ، من أكبر دعاة الحرية في أوربا ، ساعد على قيام الثورة الفرنسية . *أسباب وظروف دعوة " روسو " للحرية
1- التمرد على رذائل وقيود التقدم الحضاري :-
- الحضارة والتقدم أدت إلى الترف وفساد الأخلاق وانحلال المجتمع وتفشى الرذائل وينتهي الأمر إلى دكتاتورية الأثرياء. - أما المجتمعات البدائية الحرة تمارس الفضيلة والخير بالفطرة والسعادة الكاملة ، ولذلك دعا " روسو " إلى العودة للحياة البدائية والطبيعية.
2- الثورة على الحكم الملكي المستبد والحق الإلهي المقدس :-
-         انتشار الحكم الملكي في أوربا ونظرية " الحق الإلهي المقدس " مبرراً للاستبداد من جانب الحاكم والطاعة من جانب المحكوم .
-         أكد " روسو " على عدم شرعية الحكم بهذه الطريقة ورفض فكرة الحق الإلهي وأباح للشعب عزل الحاكم والثورة عليه.
3- تأكيد أهمية العقد الاجتماعي والديمقراطية فى الحكم : -
- أراد روسو إعادة النظر والتفكير فى طبيعة الحكم ، وتحديد طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم ورفض فكرة الحق الإلهي المقدس.- طبيعة الحكم بصفة عامة في المجتمع الإنساني " فكرة العقد الاحتماعى "الإنسان البدائي كان يعيش بحرية ولكن الظروف جعلته يحتاج إلى التعاون فى الصيد أو الزراعة أو الصناعة حيث أصبح الإنسان أكثر حاجة إلى التعاون والتماسك.
-  يرى روسو أن هؤلاء البشر اتفقوا على تكوين نوع من الاتحاد بمحض إرادتهم حيث اختاروا منهم من ينظم المجتمع ويدير شئونه ويتولى مقاليد الحكم ، بشرط أن يحافظ على حريات المجموع وإذا اعتدى على الحريات يحق للشعب خلعه وتعيين غيره.هذا الاتحاد فيه طاعة لإرادة الإنسان الحرة وفيه حماية للحريات والحقوق والممتلكات ، وبذلك مهد روسو للثورة الفرنسية .
*وسيلتا إصلاح المجتمع عند " ورسو " :-
1- التربية ودعم الحرية والأخلاق الاجتماعية : وسيلة للقضاء على المفاسد الاجتماعية ورذائل الحضارة.- فالتربية :-- هي إعادة تكوين الإنسان من جديد فى الجو الطبيعي الذي نشأ فيه - والعودة إلى الحياة الطبيعية والخير والسعادة ،
 - والتربية في المراحل الأولى تستند إلى التلقائية والنشاط الحر دون التحكم إلا في المراحل العليا من التعليم الصناعي يحتاج الفرد الى التوجيه.
2- الديمقراطية والحكم وفقاً لمبادئ العقد الاجتماعي:- - وسيلة للقضاء على المفاسد السياسية. - الديمقراطية توفر الحريات للشعوب والدكتاتورية تسلب الأفراد حرياتهم.ـ الديمقراطية لا تتحقق بالمعنى الكامل وإنما يمكن الاقتراب منها. ـ ( أفضل الحرية مع الخطر عن العبودية مع السلم )
   - الخطر فى  تقلب الحكومات والصراعات الأهلية .
مذاهب الحرية في العصر الحاضر ( سار تر )

*التعريف ب "  جان بول سار تر  " ( 1905-1980 ) :
- فيلسوف فرنسي دعا إلى الحرية الفردية وأكد أن الوجود سابق على الماهية. *ظروف وعوامل نشأة وجودية " سار تر " :
(1)  التقدم العلمي وسيطرة الآلة على السلوك الإنساني : -
- اتجه العالم إلى العلم الطبيعي وأغفلوا الإنسان وذلك نتيجة التجريب .
- تغلغلت الآلية في حياة الإنسان وسيطرت على سلوكه وأصبح آلة تؤدى عملها برتابة.
- لذلك دعا " سار تر " إلى ضرورة الاهتمام بالإنسان ودراسة الوجود الإنساني والعودة بالإنسان إلى الحيوية والنشاط والحرية.
(2)  الحرب العالمية الثانية وتخريب الإنسان :- انقسم العالم إلى جبهتين الحرب بينهما ضارية والنتائج وخيمة.- هزيمة فرنسا فى الحرب أمام الألمان وتسخير الفكر والفلسفة والفن لحرب التحرير والمقاومة الشعبية.- تحولت الفلسفة من البحث فى الميتافيزيقا إلى البحث فى الوجود الإنساني وماهيته ، حدوده ، حريته . وتحديد مسئولية الإنسان الفرنسي عن الهزيمة.

(3)  بداية الانهيار التدريجي للحضارة الغربية :
- نضج الحضارة يحمل في ثناياه بذرة فنائها.
- بعد استنفاذ الطاقات العقلية الممكنة ظهرت الحركات اللامعقولة والعبث واللامبالاة بوصفها تمرد على المجتمع وقيوده وبدأت الحضارة تنطفئ.
- ظهرت وجودية " سار تر" لتعبر عن هذه الظروف وتأكد الوجود الفردي والكيان الإنساني المستقل.
*خلاصة رأى " سار تر " فى الحرية : صاغ " سار تر " فلسفة الوجودية فى ثلاث قضايا مقدمات تؤدى إلى نتائج
(1)   الإنسان حر لأن وجوده أسبق من ماهيته :
الإنسان يوجد أولاً فى العالم ثم يحدد ماهيته " أى خصائصه وصفاته التي يصنعها أو يختارها بنفسه ".
قلب سار تر فكرة الفلسفة التقليدية أن الماهية سابقة على الوجود بقوله : " الوجود سابق على الماهية " وهى التي يختارها الإنسان بإرادته الحرة دون ان يكون للظروف أى تأثير مثلما يكون جباناً أو شجاعاً.
   مبرره في ذلك ظروف هزيمة فرنسا أمام ألمانيا وتحميل الشعب المسئولية عن الهزيمة والرغبة في تحويلها إلى نصر.
(2)   الإنسان مسئول عن أفعاله ويتحمل نتائجها :
- الإنسان حر يختار أفعاله بنفسه ويحدد ماهيته بكامل إرادته.
- الحرية الكاملة تستتبع مسئولية كاملة أما الحرية التامة تؤدى إلى فوضى ودمار شامل.
- أصبح الإنسان وصياً على نفسه وماهيته ومسئولاً عن أفعاله.
(3)   مسئولية الاختيار تولد القلق عند الإنسان :
-   حرية الاختيار والمسئولية تولد القلق العادي وليس القلق المرضى ( قلق الاستكانة ولا فعل ) مثال : القائد الذي يتخذ قراراً بالحرب يتحمل نتائج هذا القرار ، والإنسان يظل في قلق مستمر نتيجة اختياره.
-      انحرف مفهوم القلق عند الشباب وتحول إلى قلق مرضى مما أدى على انتشار اللامبالاة والحركات الشاذة.


س1 : وسيلتا إصلاح المجتمع " التربية والديمقراطية " .. ناقش.
س2 : الملاحظ أن كلاً من أنصار الجبرية وأنصار الحرية فى الفكر الغربي قد اعتمد فى تأييد وجهة نظره على الدليل النفسي .. ناقش.
س3 : الإنسان الحر قلق ومسئول في نظر سار تر . ناقش.
س4 : الحرية المسئولة متلازمان عند سار تر .. ناقش النتائج المترتبة على هذه القضية.
س5 : كانت الاكتشافات العلمية فى أوربا في العصر الحديث من أسباب ظهور المذاهب الفلسفية الجبرية .. وضح ذلك بثلاثة أمثلة مما درست.
س6 : اختلفت الفلسفة الوجودية مع الفلسفة التقليدية بأن جعلت وجود الإنسان أسبق من ماهيته .. ما النتائج المترتبة على ذلك.
س7 : اشرح آلية وحتمية الأفعال الإنسانية عند هيوم.
س8 : كيف يمكن إصلاح المجتمع فى رأى روسو ؟
س9 : الإنسان حر لأن وجوده أسبق من ماهيته في رأى ساتر .. ناقش.
س10 : بم تفسر آلية الأفعال الإنسانية وحتميتها عند هيوم ؟
س11 : قيل أن التقدم العلمي يجعل الآلة تسيطر على الإنسان .. اشرح.
س12 : : وضح العلاقة بين كل من:-
أ-التربية والحرية عند روسو.            ب- النظرة الآلية  حرية الإرادة عند هيوم وضح.
س13 : وضح العلاقة بين - (المسئولية والقلق عند سارتر).
س14 : دعم فلاسفة الحرية موقفهم بنفس أدلة فلاسفة الجبرية .. بين كيف استخدم كل منهم الدليل الاجتماعي لتدعيم وجهة نظره.
س15: ما النتائج المترتبة على قول سارتر : ( الإنسان حر لأن وجوده أسبق من ماهيته).
س16 : فسر مفهوم كل من الجبرية والحتمية ؟
س17 : وضح العلاقة بين النظرة الآلية الحسية وحرية الإرادة عند هيوم.
س18 : دعم فلاسفة الحرية موقفهم بنفس أدلة فلاسفة الجبرية . كيف استخدم كل منهم الدليل الجسمي لتدعيم وجهة نظره ؟
س19. " العقد الاجتماعي أساس العلاقة بين الحاكم والمحكوم فى نظر روسو "وضح ..
س20 : علل ( P ) أو ( × ) العبارة :-
1- إن حرية الفعل الإرادي عند هيوم حرية حقيقية.
2- الحرية الكاملة والمسئولية أمران متلازمان عند سارتر.
3- تدور فكرة العقد الاجتماعي عند روسو حول اتفاق البشر على التنازل عن حريتهم لمن يتولى عنهم تنظيم   المجتمع وإرادته.
4-  بالديمقراطية وحدها والحكم وفقاً لمبادئ العقد الاجتماعي يتم إصلاح المجتمع فى نظر روسو.
5- في رأى سارتر أن مسئولية الاختيار لا تولد القلق عند الإنسان.
6- الجبرية والحتمية لهما نفس المعنى.
7- وجود الإنسان وماهيته بدءا فى لحظة واحدة عند سارتر.
س21 : انسب العبارات الآتية إلى أصحابها ، مع الشرح المختصر :
1- لقد اكتفى الفلاسفة بتفسير العالم بطرق مختلفة مع أن المهم هو أن نغيره.
2- الإنسان وهو يتحد مع أقرانه إنما يطيع إرادة نفسه الحرة.
3- أفضل الحرية مع الخطر عن الديكتاتورية" أو العبودية مع السلم ".
4- الماهية سابقة على الوجود.
5- الحرية عمل طبيعي لفعل آلي تحكمه أحداث محسوسة.
مربع نص: أطيب تمنيات سلسلـة ( الفاروق )  بدوام النجاح والتفوق

الـبــــــاب الخـــامس
الإنسان ومشكلة  الإلزام الخلقي
*مقدمة  : -المبحث الذي يهتم بدراسة الإلزام الخلقي هو مبحث القيم.
-         السلوك الإنساني ليس سلوكاً عشوائياً لكنه سلوك إرادي منظم.
*تعريف الإلزام الخلقى :  هو ما ينبغي أن يمارسه الإنسان من سلوك أخلاقي أو ما يجب عليه من أفعال وقد يكون الدين أو القانون أحد مصادره ( تحديد الفضائل والرذائل ) مثل : قول الصدق والامتناع عن الكذب.
*ارتباط الإلزام الخلقي بجوانب الشخصية الإنسانية : تتعدد مصادر الإلزام بتعدد جوانب الشخصية وهى أربعة جوانب منها ( الجانب الجسمي ـ الجانب الاجتماعي  ـ الجانب الوجداني ـ الجانب العقلي )
1- الجانب الجسمي : يرتبط بالدوافع واللذة ومطالب الجسم وحاجاته " مذهب المنفعة العامة ".
2- الجانب الاجتماعي : يتمثل في الضوابط الاجتماعية والعلاقات والأعراف " مذهب الوضعيين والاجتماعين ".
3- الجانب الوجداني : يشمل العواطف والانفعالات والميول ويمثله " مذهب الحاسة الخلقية "
4- الجانب العقلي  : يرتبط بالقدرات العقلية والذكاء ويمثله "،مذهب الواجب العقلى " ( كانط)
مربع نص:          أولا         الاتجاه الحسي والاجتماعي في الإلزام

مذهب المنفعة العامة

*عوامل وظروف نشأة المذهب :-
-         اكتشاف المنهج التجريبي وإنجازاته المذهلة وفشل المنهج التأملى.
-    محاولة البعض من المفكرين تحويل دراسة الأخلاق من المنهج التأملى إلى المنهج العلمي التجريبي .ظهور التيار التجريبي في إنجلترا ، والمدرسة النفعية ومن أبرز زعمائها " بنتام ، مل ).
7     طبيعة الأخلاق ومصدر الإلزام :
1- اللذة أو المنفعة هى الخير الأقصى أخلاقياً :- لخير الأقصى هو السعادة والسعادة هى اللذة واللذة هى المنفعة.السعادة واللذة هى كل فعل يحقق نفع.
-         هذه اللذة حسية رغم محاولات البعض جعلها معنوية أو عقلية أو مجردة.

2- الأنانية مبدأ الحياة الإنسانية :-
-    الإنسان أناني نفعي بفطرته يبحث بطبيعته عن اللذة ويتحاشى تلقائياً أسباب الألم. ** أقصى أمل أخلاقي تحقيق نفع المجموع من خلال الفرد.
-         كل السلوك الغير مشاهد فى حقيقته أنانية متنكرة ، والإنسان يخشى إعلان الحقيقة للاستهجان الظاهري.
3- الجزاءات مصدر الإلزام الخلقي :-
-         نتائج الفعل مصدر الإلزام سواء كان النفع أو الألم .
-       الثواب والعقاب هو الذي يحدد القيمة الأخلاقية للفعل.الإنسان يكثر من الأفعال التي جزاؤها ثواباً ويبتعد عن الأفعال التي جزاؤها عقاباً.
7     نقد هذا المذهــب :
1- لا تصلح اللذة مصدراً  للإلزام لأن الجسم فقط ليس هو كل الشخصية
كما أنه مشترك بين الإنسان والحيوان. مثال : الجندي الأسير الذي يتعرض للتعذيب ولا يفشى أسرار بلاده أي لذة تمنعه من ذلك.
2- يتسم هذا المذهب بالأنانية رغم محاولات تطويره ، والأنانية لا تصلح كأساس للأخلاق. كيف تقوم الأخلاق على المصلحة الشخصية ؟
3- أغفل هذا المذهب القيم الإنسانية السامية والأخلاق الرفيعة.
مربع نص: الاتجاه الاجتماعى
                            في الأخلاق :مذهب الوضعيين الاجتماعيين

*ظروف وعوامل نشأة المذهب :
(1)      التيار العلمي التجريبي وأثره الكبير فى العلوم الطبيعية والإنسانية.
(2)      ظهور العديد من التيارات الفكرية مثل الواقعية والرومانسية والحرية والتجريبية
(3)   رغبة الفلاسفة والعلماء فى دراسة الظواهر الاجتماعية والأخلاقية بالأسلوب العلمي التجريبي.أبرز زعماء هذا المذهب :- ( أوجست كونت ـ دوركايم )
7     معالم الوضعية  الاجتماعية :-
(1)     استخدام الأسلوب العلمي والطريقة الوضعية في دراسة الظروف الاجتماعية.
(2)     العقل البشرى وصل إلى قمة نضجه في المرحلة الثالثة حيث تطور في مراحل ثلاث                  
            - المرحلة الأولى : اللاهوتية " الدينية "
           - المرحلة الثانية : الفلسفية الميتافيزيقية.
            -المرحلة الثالثة : العلمية الوضعية " الأخلاق علم وضعي ".
7              طبيعة الأخلاق ومصدر الإلزام : موقف الوضعيين من علم الأخلاق
ومصدر الإلزام يتمثل في :-
1- رد الأخلاق من الفلسفة إلى علم الاجتماع : -
   - كانت الفلسفة تضم الأخلاق فى مبحث القيم وكانت الأخلاق معيارية تهتم بدراسة ما ينبغي بالتأمل الفلسفي ، ثم تحولت إلى دراسة ما هو كائن أو ما هو قائم بالفعل في علم الاجتماع.
2- الأخلاق علم وضعي تجريبي : -
-         أصبحت الأخلاق علم وضعي مثل العلوم الطبيعية.
-    يختلف التجريب فى العلوم الطبيعية فهو معملي عن التجريب فى الظواهر الاجتماعية والأخلاقية التي تدرس بالملاحظة العلمية الدقيقة وعن طريق الاستقراء وتتبع الظواهر الأخلاقية لمعرفة القوانين التي تتحكم فيها ودراسة العلاقة التأثيرية بينها.
3- المجتمع يحدد القيم الأخلاقيـة : -
-    القيم الأساسية والفضائل الأخلاقية ليست فطرية بل مكتسبة ونسبية ولا تظهر بمعزل عن الجماعة وتختلف من مجتمع إلى آخر حسب الظروف.
-    نسبية الأخلاق لا تعنى زوالها ، بل تعنى وجودها بمعاني متعددة أي أن الفضيلة في مجتمع ما قد تكون رذيلة في مجتمع آخر .. مثال : شرب الخمر ، القتل فى الصعيد.
4- المجتمع مصدر الإلـزام : -
-    المجتمع وحده مصدر الإلزام وذلك عن طريق الضمير أو العقل الجمعي والذي يتمثل في الأوامر والنواهي ومجموعة المبادئ والقيم التي ارتضاها المجتمع ووافق عليها وجعلها موجهة للسلوك الأخلاقي.
-    الثواب والعقاب فى المجتمع عن طريق أساليب الضبط هى مصدر الإلزام الخلقي.( تبدأ الحياة الأخلاقية حين تبدأ الحياة الاجتماعية ) .. والنتائج المترتبة على ذلك كل ما سبق.
7    نقد المذهب :-
1-إغفال دور الدين باعتباره وحياً لها بما يشمله من أوامر ونواهي تحدد القيم وكذلك باقي جوانب الشخصية.
  2-الفرد ليس دمية يحركها المجتمع وفقاً للظروف فهناك القادة الذين غيروا من مجتمعاتهم ( المصلحون).
 3- نسبية الأخلاق تؤدى إلى تفكك المجتمع وغياب المعيار الثابت يجعل المجتمع يعيش في ضعف وتفكك.
4- طبيعة الأخلاق أن تكون معيارية عامة وليست تجريبية وضعية ، حيث أن الأخلاق معيارية منذ نشأتها عند اليونان وكونها نسبية ليست ميزة تدعو للتفاخر.
مربع نص: أطيب تمنيات سلسلـة ( الفاروق )  بدوام النجاح والتفوق

ثانيا الاتجــاه الوجــداني والعقلي فى الإلزام ( مذهـب الحاسـة الخلقيـة )
7     ظروف نشأة هذا المذهب  :
1- التيار التجريبي واكتشافات " بيكون " العلمية ، والسيطرة على الطبيعة وكشف أسرارها.
2- النزعة التجريبية ومدى إمكانية تطبيقها فى دراسة الإنسان والأخلاق والمجتمع.
3- ظهور اتجاهات تجريبية واقعية واتجاهات فكرية جديدة " الاتجاه العقلي والوجداني ".
4- ظهر مذهب " شافتسبرى " الاتجاه الوجداني " كرد فعل لتأكيد الكيان الإنساني.
5- جعلوا الوجدان والعاطفة البشرية أساس الأخلاق ، والحدس وسيلة الإدراك ، وردوا الإلزام الخلقي للوجدان والعاطفة.
7     صاحب الاتجاه الوجداني :
1- ايرل شافتسبرى ( 1671 – 1713 ) ، أحد مفكري الطبقة الأرستقراطية فى إنجلترا.
2- رفض أن يكون الإلزام مصدره الحواس أو الجسم أو ظروف المجتمع.
7     موقف " شافتسبرى " من المذاهب السابقة :
1- رفض مذهب المنفعة ":أن تكون الحواس أو الجسم مصدر للإلزام وكذلك ظروف المجتمع "
2- فالأخلاق أسمى وأرقى من الخضوع للجسم أو المجتمع وضوابطه.
3- رفض أن يكون الدين مصدر الإلزام ، لأن الدين موروث بما فيه من أوامر ونواهي.
4- أراد أن يجعل السلوك الأخلاقي مستقلاً بذاته ونابع من الداخل ويستهدف حب الفضيلة.
4- الحاسة الخلقية داخل الإنسان تجعله يميز السلوك الأخلاقي تلقائياً " الخير والشر " .. وهى حاسة مجردة معنوية باطنة يمكن تنميتها أو كفها حسب التنشئة والتربية.
7     أهم خصائص الحاسة الخلقية :
1- معنوية باطنة : ليست مادية كالحواس الخمسة وهى كامنة داخل الفرد وأشبه بالحاسة الجمالية أو الحاسة السادسة.
2- فطرية عامة : أي ليست مكتسبة يل يولد الفرد مزود بها وأحكامها مطلقة.
3- يمكن تنميتها : أي يمكن تنمية هذه الحاسة أو كفها حسب التربية الحسنة أو العكس.
4- تلقائية فى تمييز الخير بالحدس المباشر.
5- مستقلة بذاتها : فهي لا ترتبط بأى مؤثرات كما أنها لا ترتبط بالعقل أو مبادئ المنطق لأنها وجدانية.
6- تحمل جزاءها فى داخلها : أو " باطنها " سواء كانت الشعور بالراحة والرضا فى عمل الخير والشعور بالضيق والألم النفسي في حالة الشر.
7           مظاهر الحاسة الخلقية : ( أمثلة توضح مظاهرها ) .. مثال ( حب النظافة كحب الخير ) بالسؤال :
1- لماذا تتجنب أن تكون قذراً ؟ .. لأجبت لأنني أحب النظافة وأشمئز من القذارة.
2- هب أنك مصاب ببرد وأنفك لا يشم.. قلت لرؤيتي القذارة تجعلني أتضايق.
3- هب أنك لا ترى جسمك " في الظلام مثلاً  لأجبت سأظل أنفر من القذارة لإحساسي الداخلي بها ، وإذا كانت طبيعتي فاسدة لسوء تربيتي حينئذ لن أحترم نفسي.
- مثال آخر : حب الشرف مهما أتيحت لي فرصة الدناءة ـ وحب الأمانة والعدل وغيرها من الأخلاق والقيم والفضائل ، ذلك لأن الحاسة الخلقية تدفعنى تلقائياً لها تحقيقاً للراحة النفسية.
7     نقد مذهب الحاسة الخلقية :
1- الوجداني نسبى متغير " العاطفة نسبية متغيرة ولا تصلح كأساس للأخلاق.
2- خطأ فصل الأخلاق عن الدين : الترغيب فى الجنة والترهيب من النار له فاعلية في السلوك الأخلاقي.
3- ممارسة الفضيلة لا تتطلب أى عناء : الفضيلة إنكار للذات وهذا يتطلب معاناة وتضحية من جانب الفرد .          
" شافتسبرى " قرر أن الإنسان فاضل بطبيعته وسلوكه الأخلاقي تلقائي ، ليس له أي فضل في ممارسة الخير.
7    مذهب الواجب العقلي  عند ( كانط )
7     ظروف نشأة مذهب الواجب العقلي  :
1- التقدم العلمي على يد " نيوتن " وقوانين الجاذبية وحركة الأفلاك فى العلم الطبيعى.
2- فكرة المطلق فى حركة الأجسام التى تظل مستمرة ومطلقة ما لم يتدخل جسم آخر يؤثر فيها.
3- مذهب " كانط " العقلي ونقل هذه الفكرة إليـه.
4- انبهار الفلاسفة بالدقة المتناهية واليقين فى الرياضيات.
5- نشأة " كانط " وتربيته الصارمة ، فقد كانت حياته مثالاً للدقة والصرامة والشدة. *****  صاحب المذهب : هو
1- " إيمانويل كانط ": فيلسوف ألماني ظهر فى القرن 18 ( 1734 – 1804 ).
2- من أكبر مؤسسي المذهب العقلي ، تعد فلسفته النقدية من أهم الفلسفات الحديثة.
3- عاش في ألمانيا وتأثر بظروف نشأته الدينية الصارمة وتربيته العقلية الدقيقة وتعليمه الثانوي الديني والجامعي ودراسته اللاهوتية والعلوم الطبيعية والرياضيات.
4- اتسمت شخصيته بالدقة المتناهية والتنظيم التام والصرامة.
·        سمات فلسفته النقدية :
1- العقلانية المطلقة مستمدة من دراسته العلم الطبيعي.      
2- اليقين الرياضي التحليلي من دراسته العلم الرياضي .
3- التشدد والصرامة من نشأته العائلية.
·        معالم المذهب النقدي وأقسام العقل عنده " قسم العقل الإنساني إلى ثلاث :
أ- العقل النظري للمعرفة والعلم.       ب- العقل العملي للأخلاق والدين. 
   ج- العقل الجمالي للفن والجمال.  - وفى مجال العقل العملي استهدف كانط كشف المبادئ الأساسية التي يقوم عليها السلوك الأخلاقي.
·        موقف كانط من المذاهب الأخلاقية السابقة :
1- نقد مذهب المنفعة : قرر أن الحواس أو اللذة والمنفعة لا تصلح كأساس للأخلاق ، فيجب أن تؤسس الأخلاق على ما يميز الإنسان عن الحيوان وهو العقل.
2- نقد مذهب الوضعيين الاجتماعيين : رفض رد الإلزام إلى سلطة خارجية كالدين أو القانون أو المجتمع ، بل يجب أن يكون الإلزام نابعاً من داخل الفرد نفسه.
3- نقد مذهب الوجدان " العاطفة " : لا تقوم الأخلاق على العواطف النسبية والأحكام المتغيرة وإنما يجب أن تكون الأخلاق على أساس مبادئ العقل المطلق فكرة الواجب ".- والأخلاق لابد أن تقوم على الإرادة الخيرة الحرة عند الفرد
  أن الفعل الأخلاقي ليس عفوياً بل مقصود ووراءه إرادة.
7        الواجب العقلي  : ( الواجب محور الأخلاق وهو مصدر الإلزام  )
1- الواجب هو : أداء الفعل الأخلاقي احتراماً للقانون العقلي في ذاته ، فالواجب مرادف القانون ( القانون هو العقل بمبادئه المطلقة ).
2- الواجب هو محور الأخلاق : فالإنسان يفعل ما يجب وما يمليه عليه العقل ، فالوجود فيه قوانين محدودة تتناسب مع طبيعة الأشياء ، وإذا كانت طبيعة الإنسان هو العقل ، لذلك يجب أن يسير الإنسان فى حياته وأخلاقه على مبادئ العقل.
·        الطبيعة العقلية الصارمة للواجب :
-         الواجب هو أداء الفعل الأخلاقي احتراماً للقانون العقلي في ذاته .
-         كل شئ يسير وفق قوانين تتناسق مع طبيعتها والإنسان طبيعته العقل.
7           الأوامر الأخلاقية نوعان :  ميز كانط بين نوعين من الأوامر :
(1)      الأوامر الشرطية : يرتبط تنفيذها بشرط معين الفعل الأخلاقي فيها مجرد وسيلة لتحقيق أهداف أخرى وهى لا تصلح لتأسيس الأخلاق .. ومن أمثلتها : أحسن إلى الفقراء كى تدخل الجنة أو إذا أردت أن تنال احترام الناس امتنع عن الكذب وقل الصدق.
(2)  الأوامر المطلقة : التي تخلو من أي شرط وهى مطلوبة لذاتها ونابعة من العقل ، وهى الأفعال الخلقية الحقيقية وهى تصلح كأساس للأخلاق .. مثل : اعمل صالحاً ، قل الصدق ، أحسن إلى الفقراء .
7           خصائص القانون الخلقي ( الواجب ) :
1- الواجب مثالي وعام ومطلق ، نابع من العقل ومتوافق مع طبيعته.
2- الواجب صارم لا يسمح بالاستثناءات ولا يرتبط بالتجارب الفردية المتغيرة.
3- الواجب ليس مشروطاً وإلا فقد السمة الأخلاقية.          
4- الواجب مطلوب لذاته وليس وسيلة.
5- يفترض فيه توافر حرية الإرادة الإنسانية ، فالحرية شرط أساسي للأخلاق.
- فالواجب ( مثالي عام مطلق ـ صارم ـ غير مشروط ـ مطلوب لذاته ـ يفترض الحرية ).
7           نقد الواجب العقلي  :
  *رغم سمو هدف كانط ونبل غايته في الارتقاء إلا أنه لم يخلو من النقد :
1- الواجب أخذ الشكل المثالي المتطرف فلا يساعد الفرد العادي في حياته اليومية.
2- الصرامة العقلية الجامدة : استبعاد العواطف والخوف من الله رغم تأثيرها فى السلوك.
3- رفض الاستثناءات من القواعد الخلقية رغم الحاجة إلى وجودها وتكون من صميم الفعل الأخلاقي  مثل : الجندي الأسير والكذب لتضليل العدو ، والطبيب وإخفاء حقيقة المرض على المريض.
4- إغفال الدين والخوف من الله والاكتفاء بالعقل باعتباره هو مصدر الإلزام وحده
7      الخلاصة : أن مصدر الإلزام الخلقي ليس قاصراً على جانب من جوانب الشخصية أو اى مذهب من هذه المذاهب ، بل كل هذه الجوانب والمذاهب تسهم بشكل متكامل فى الإلزام الخلقي.




س1 : تعددت مصادر الإلزام الخلقي بتعدد مكونات الشخصية .. دلل.
س2 : تبدأ الحياة الأخلاقية حين تبدأ الحياة الاجتماعية ..
ما النتائج المترتبة على هذه القضية.
س3 : الواجب عند كانط يعنى ضرورة أداء الفعل احتراماً للقانون العقلي في ذاته . اشرح مبيناً هل توافق عليها       أم لا ؟ ولماذا ؟
س4 : تميز الواجب عند كانط بخصائص معينة لقيامه على العقل . ناقش فى ضوء ما درست.
س5 : ظهر الاتجاه الوجداني الحدس كرد فعل ضد الاتجاه التجريبي الخلقي عند الإنسان .. ناقش.
س6 : وضح الخصائص المميزة للقانون الأخلاقي عند كانط.
س7 : تميز القانون الأخلاقي عند كانط بخصائص معينة لقيامه على مبادئ الفعل .. ناقش.
س8 : اشرح المبدأ القائل بأن أداء الإنسان للخير متوافق مع أنانيته ، ثم بين مدى أخلاقية هذا المبدأ.
س9 : هل توافق على أخلاق الواجب عند كانط أم لا .. علل لوجهة نظرك.
س10 : يؤكد أنصار الاجتماعية الوضعية أن نسبية القيم الأخلاقية لا يعنى زوال الأخلاق أو انحطاطها .. هل تؤيد هذا الرأي أم تعارض . علل لوجهة نظرك.
س11 : يرى المذهب الاجتماعي الوضعي أن المجتمع هو الذي يحدد القيم الأخلاقية. وضح أوجه النقد التي وجهت إلى هذا المذهب.
س12 : أراد شافتسبرى أن يجعل السلوك الأخلاقي نابعاً من إلزام داخلي في الإنسان .ز هل توافق على هذا الرأي أم لا ؟ ولماذا ؟
س13 : الأخلاق علم وضعي تجريبي .. هل توافق أم لا ؟ ولماذا ؟  
س14: اشرح فكرة الواجب عند كانط ؟
س15 : علل ( P ) أو ( × ) العبارة :
     1- نسبة الأخلاق عند الاجتماعيين الوضعيين لا تؤدى إلى نفى الأخلاق.
     2- تبدأ الحياة الأخلاقية حين تبدأ الحياة الاجتماعية مذهب الوضعيين الاجتماعيين.
     3- الأخلاق علم معياري في مذهب الوضعيين الاجتماعية.
     5- تميز موقف الاجتماعيين الوضعيين بالطابع التجريبي فى الأخلاق.
     6- استخدم الأسلوب العلمي في دراسة الأخلاق عند علماء الاجتماع الوضعيين أدى إلى توجيه النقد لهم.
     7- تتحدد القيمة الأخلاقية للفعل بنتائجه
8- الأخلاق ظاهرة فلسفية وليست اجتماعية عند الوضعيين

مع تمنيات الفاروق بالنجاح والتفوق

الفصل الثاني
المشكلة الخلقية عند فلاسفة الإسلام
السمو العقلي عند ( مسكويه )
7   ظروف نشأة هذا المذهب :  ( ظروف عصر مسكويه )
1- محاولة التوفيق بين الفلسفة والدين.
2- حركة ترجمة التراث اليوناني وانتشار فلسفة أفلاطون وأرسطو.
3- التراث الإسلامي ( القرآن والسنة ).
7    صاحب هذا المذهب :
1- التعريف به : هو " أبو على بن يعقوب " عاش فى ظل الحضارة الإسلامية ، ونشأ في بغداد حتى توفى.
2- أشهر مؤلفاته : " تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق "
3- وضع مذهب متكامل يقوم على جانبين :
          أ- السمو بالأخلاق إلى العقل. 
         ب- ضرورة ارتباط الأخلاق بالحياة الاجتماعية.
7   جوانب فلسفة مسكويه الأخلاقية : تتمثل فى ثلاثة نقاط :
1- أقسام النفس                             2- فضائل النفس                                                  3- ارتباط الأخلاق بالحياة الاجتماعية.
(1) أقسام النفس : ثلاثة أقسام وهى :
أ- القوة الشهوانية : ويسميها " البهيمية " نسبة إلى البهائم وتؤدى إلى إشباع مطالب وحاجات الجسم           .. وهى أدناها.
ب- القوة الغضبيـة : ويسميها " السبعية " نسبة إلى السباع ، وتؤدى إلى الانفعال والغضب واستخدام القوة .. وهى أوسطها.
جـ- القوة العاقلــة : ويسميها " الناطقة أو الملكية " ، وظيفتها التفكير والتعقل وإدراك الحقائق وهى أرقاها.
·    والإنسان بأرقاها .. ومن غلبت عليه إحدى القويين الأخريين انحط من مرتبة الإنسانية فالإنسان ينزل باختياره فى أي منزلة شاء ( البهائم أو السباع أو الملائكة ).
(1)     فضائل النفس واكتمال الحياة الأخلاقية  :-
أ‌-      القوة الشهوانية :- فضيلتها العفة وتنتج عن السخاء.
ب‌-  القوة الغضبية : - فضيلتها الشجاعة وتنتج عن الحلم.
ج- القوة الناطقة :- فضيلتها الحكمة وتنتج عن العلم.- وعندما يستطيع الإنسان إشباع القوى الثلاثة بطريقة معتدلة تظهر عنده فضيلة رابعة هى العدل.
7        الفضائل عنده أربعة هى ( العفة ـ الشجاعة ـ الحكمة ـ العدل ) .. وهى تتسم بالتوسط والاعتدال.
تعريف الفضيلة
·         : هى وسط بين رذيلتين :
1- العفة : وسط بين الشره والخمود.2- الشجاعة : وسط بين الجبن والتهور.
3- الحكمة : وسط بين السفه والبله.  4- العدل : وسط بين الظلم والإنظلام.
7                  ملحوظة :
تكتمل الحياة الأخلاقية بالارتقاء من الشهوانية إلى الغضبية إلى العاقلة والتي يجب أن تؤسس الأخلاق عليها وتصبح اللذات المعنوية هى الخير الأقصى والحقيقي المطلوب لذاته.
أما اللذات الحسية ليست خيراً على الإطلاق ، ومن رضي بها رضي بأخس العبودية لأخس الموالى.
7    ارتباط الأخلاق بالحياة الاجتماعية : -
1- السلوك الأخلاقي والفضائل الإنسانية لا تظهر بمعزل عن الجماعة.
2- الإنسان مدنى بطبعه واجتماعي بفطرته.
3- الإسلام دين عقلي اجتماعي يرفع من قدر وشأن الجماعة فى العبادات والمعاملات.
4- الفضائل الأساسية لا تظهر فى حياة الراهب الزاهد المنعزل.

نقد المذهب : اجتهد مسكويه فى مذهبه الإسلامي ولكنه لم يخلو من النقد.
- تأثر بأفلاطون وأرسطو فى النفس وفضائلها.
- جعل الفضائل محدودة فى قوالب ثابتة وجامدة.
- لم يستخلص مذهباً أخلاقياً من القرآن والسنة فى الأخلاق العملية والنظرية.

                         الاتجاه الاجتماعي( الفـارابـــي)
مؤلفاته : اشتهر الفارابي كشارح لأرسطو و مع ذلك فإن قيمة الفارابي تقوم على ما صنفه من كتب وأشهر كتبه في مجال الأخلاق نذكر منها " تحصيل السعادة " ، " آراء أهل المدينة الفاضلة " ، " السياسة المدنية " .
أولا : قوى النفس: 1- القوة الغاذية : التي بها يتغذى الإنسان-
2- القوة الحاسة : التي بها يحس الملموس مثل الحرارة والبرودة و الطعوم و الروائح و الأصوات وغيرها
3- القوة المتخيلة : التي بها يحفظ ما ارتسم في نفسه من المحسوسان بعد غيبتها عن مشاهدة الحواس وهذه القوة تركب وتفصل المحسوسان
4- القوة النزوعية : هي التي تشتاق إلى الشيء أوتكرهه
5- القوة الناطقة : والتي بها يمكن أن يعقل المعقولات و بها يميز بين الجميل والقبيح وأقسام هذه القوة اثنان : نظري وعملي بفروعهما .
-
غرض العقل النظري : علم الموجودات التي ليس من شأنها أن يغيرها الإنسان من حال إلى حال خلافا للعقل العملي بشقيه الفكري والمهني ( أو الصناعي )
-
وظيفة العقل النظري: النظر في العمل الذي يريد أن يعمله الإنسان هل يمكن أن يعمله ؟ أم لا ؟ والعقل المهني به تكتسب المهن و الصنائع العملية
6- القوة الفكرية : هي القوة الخلقية التي يستنبط بها الفرد ما كان نافعا في تحصيل أغراضه الخلقية من خير حقيقي أو مظنون أو توخي شر قد ينتج عن شطط القوة الفكرية
-
وحصول هذه القوة للمرء لا يكون بالإرادة وحسب بل بالطبع أيضا كما تكون الشجاعة في الأسد والمكر في الثعلب
ثانيا : القوى الإدراكيّة الثلاثة للّنفس: إنّها قوّة الحسّ، وقوّة التّخيّل، وقوّة التعقّل.
 
1
ـ قوة الحس:  - تنقسم إلى الحواسّ الخمس المعروفة، و لا تدرك إلاّ المحسوس
2
ـ قوة الخيال :- تدرك ما ارتسم من المحسوس بعد ذهابه
3
ـ قوة التعقل :- تدرك الصور العقلية الخالصة من كل محسوس .
ثالثا : الأخلاق والسعادة والفضائل
1- السعادة هي الغاية القصوى التي يسعى إليها الإنسان , لأنها أسمى الخيرات , وبقدر سعي الإنسان إلى بلوغ الخير تكتمل السعادة .
2- الوصول للسعادة ياتى من : ممارسة الأعمال المحمودة عن إرادة وفهم متصلين , إذاً الممارسات عنصراً هاما لاكتساب الأخلاق المحمودة أو المذمومة ,ومن الممارسة تتولد العادة لتصير ملكة راسخة تتجه دائماً إلى عمل الخير.
 
3- عرف الفارابي الفضيلة بأنها :
وسط بين حدين : هما الإفراط والتفريط , فالعمل الصالح هو العمل المتوسط , فالشجاعة حد وسط بين التهور والجبن , والكرم وسط بين البخل والإفراط , والعفة وسط بين الخلاعة وعدم الشعور باللذة .
4 - اللذات الحسية
: تأتي عن طريق الحواس لذلك فهي سهلة المنال سريعة الزوال
-
اللذات الفكرية : تأتي عن طريق العقل ولا تكتسب إلا بممارسة الخصال الحسنة مثل جودة التمييز التي نحصل بها على المعرفة فنصل إلى السعادة .
رابعا : كيف تتحقق السعادة قي الدنيا والآخرة ؟
مصادر السعادة عند الفارابي في الدنيا والآخرة هي أربعة أجناس :
1- الفضائل النظرية : تحصل نتيجة للتأمل والفحص والاستنباط والتعليم والتعلم للعلوم الأولى أي المبادئ الأولى للمعرفة
2- الفضائل الفكرية : وهي ملازمة للفضائل النظرية , و بها يمكن للإنسان أن يستنبط ما هو أنفع بالنسبة لغاية فاضلة .
3- الفضائل الخلقية : وهي مرتبة تالية للفضائل الفكرية , لأن الفضائل الفكرية شرطاً لها , و بها يصل إلى الخير .
4- الفضائل العملية : وهي تحصل للإنسان بأن يعتاد أفعالها بالطرق التي تمكًنها في نفسه تمكيناً تاماً , حتى يصبح نهوض عزيمته نحو القيام بها طوعا أو بالإكراه
خامسا : الفضيلة والرذيلة ( فطرية ـــ مكتسبة)
1- الفضائل والرذائل تحصل في النفس بتكرار الأعمال والتمرس بما كان خيرا منها وهى الفضائل وما كان شرا وهى الرذائل
2- الإنسان قد  يفطر بالطبع على الفضائل ويكون معدا لفعل الفضيلة أوالرذيلة ، وهو استعداد طبيعي لاكتساب تلك الفضائل  وهذه الهيئات متى استقرت في النفس صعب زوالها .
3- الفعل له جانبان أحدهما يتمثل في - الاستعداد الطبيعي ( الطبع) لا يمكن تغييره
-
والآخر يأتي من تكرار الفعل ( العادة ) و يمكن تغييرها بالتعود والممارسة للفعل.

سادسا : الصلة بين الفضيلة واللذة
1- الإنسان الفاضل : هو الذي " يتبع بفعله ما تنهض إليه هيئته وشهوته ويعمل الخيرات وهو يهواها ويشتاقها ، ولا يتأذى بها بل يستلذها "
 - 2
الإنسان الرزيل : هو الذي ينفر من كل ذلك
3- الإنسان الضابط لنفسه : الذي يفعل أفعال الفاضل وهو مع ذلك لم يتحرر من رق اللذة مادامت تجاذبه شهوته بعد
-
اللذة إذن كما رأى أرسطو : ليست " غاية الحياة وكمال العيش " كما تظن العامة لأنها كثيرا ما تصدنا عن الفضيلة وتحول بيننا وبين السعادة القصوى ، وهى مع ذلك مقياس من مقاييس الفضيلة .
-0
واللذات نوعان عاجلة وآجلة ، وكذلك الألم المقابل لها
-
ويمكن للفرد كبح جماح شهوته الرامية إلى لذة عاجلة بتخيل الألم اللاحق فيسهل عليه ترك الفعل القبيح
-
وبوسعه كذلك إذا مالت نفسه إلى ترك فعل جميل بسبب أذى عاجل أن يدافعه بتخيل اللذة التي لابد أن تتبعه في العاقبة ، فيسهل عليه فعل الجميل .
-
اللذات بدنية ونفسية : - اللذة البدنية أو الجسدية : تتم بالحواس لذلك فهي سهلة و قريبة ولكنها سريعة الزوال
-
اللذة النفسية أو الفكرية : تتم بالعقل مثل لذة المعرفة فهي هدف بعيد المنال طويل الأمد ويبلغ الإنسان الفضيلة أو العمل الصالح ( الخير بالتوسط والاعتدال فالفضيلة عنده وسط بين طرفين و كلاهما إفراط و تفريط و كلاهما رذيلة مثال : الشجاعة وسط بين الجبن و التهور .
سابعا: السعادة هي غاية الفعل الأخلاقي
1-
تتحقق السعادة عندما تصير نفس الإنسان من الكمال في الوجود حيث لا تحتاج في قوامها إلى مادة.
2- النفس تبلغ السعادة بأفعال - لاإرادية بعضها أفعال فكرية وبعضها أفعال بدنية
 -
أما الأفعال الإرادية التي تنفع في بلوغ السعادة هي الأفعال الجميلة فهي ليست خيرات لذاتها بل هي خيرات لأجل بلوغ السعادة .
3- الأفعال التي تعوق عن بلوغ السعادة
هي الشرور وهى الأفعال القبيحة والهيئات والملكات التي تصدر عنها هي النقائص والرذائل والخسائس .
-4 
 السعادة بذلك هي الخير المطلوب لذاته وهى غاية وليست وسيلة.

 مناقشة حول مذهب الفارابي الأخلاقي:
1
ـ صاحب نظرة شاملة إذ أهمل الفوارق و بحث أوجه الشبه بين المذاهب الفلسفية .
2
ـ تأثر بفلاسفة اليونان ( أرسطو – أفلاطون ) كما تأثر بالديانة الإسلامية ولم يقف عند مجرد التأثر أو النقل عن فلاسفة اليونان وإنما خالفهم في الكثير من القضايا .
4 -
وفق بين فلسفتي أفلاطون و أرسطو
5 -
وفق بين الدين و الفلسفة وسبق بذلك الكثير من فلاسفة الإسلام أمثال ابن رشد

 ( الاخلاق عند الغزالى)


الإمام الغزالي (450:505 هـ -1058 :1111م)
نشأته هو ابو حامد محمد بن محمد الغزالي , حجة الإسلام وشيخ الصوفية , وإمام المريدين ولد في مدينة الطويان عاصمة مدينة طوس وتوفى فيها . درس مبادىء العلوم وتتلمذ على يد الجوينى إمام الشافعية وأصبح من علماء الشافعية وكبار الاشاعرة واشتهر بحضور البديهة والقدرة على الحوار والمناظرة ودفاعة عن الإسلام والأخلاق الإسلامية والروح الديني .

تعريف الخلق: عرف الغزالي الخلق تعريفا دقيقاً فقال " عبارة عن هيئة راسخة فى النفس , عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة الى فكر وروية"
ويرى الغزالي أن الطريق لتربية الخلق هو التخلق :اى حمل النفس على الأعمال التى يقتضيها الخلق المطلوب فمن اراد مثلا أن يحصل لنفسه خلق الجود فعليه أن يتكلف فعل الجود وهو بذل المال حتى يصير ذلك طبعا له .
الخير والشر : يعرف الغزالي الشر بأنه ما يضر في العافية " كما يعرف الخير بأنه " ما ينفع في الدار الآخرة " فالمعيار الصحيح لمعرفة الخير والشر يتضح بالنظر الى دار الخلود , فما ينفع الانسان في هذه الحياة الدنيا ويضره يوم الحساب في الآخرة لا يعد خيراً ولذلك يقول الغزالي " فمنبع كل الشرور أن يتجه الإنسان للحياة الدنيا فقط ويعمل من اجلها متجاهلاً الآخرة ومنبع كل الخيرات أن يتجه الانسان الى الدار الآخرة يعمل من اجلها ولا ينسى نصيبه من الدنيا فالدنيا هى مزرعة الآخرة فالإنسان محتاج من اجل التمييز بين الخير والشر الى الشريعة التي تنير لعقله الطريق الذي يدله عند التطبيق .
ويرى الغزالي أن الهداية ثلاث منازل وهى : الأولى : تعريف طريقي الخير والشر المشار إليه بقوله تعالى (وهديناه النجدين ) وقد انعم الله به على كافة عباده بالعقل .
الثانية : ما يمد به العبد حالا بعد حال بحسب ترقيته في العلوم وحسب صالح الأعمال قال تعالى ( والذين اهتدوا زادهم لد واتهم تقويه )
الثالثة : هي النور الذي يشرق في عالم الولاية والنبوة فيهتدي به إلى مالا يهتدي إليه العقل الذي به يحصل تكليف وإمكان التعلم قال تعالى (قل إن هدى الله هو الهدى (
مقياس الحسن والقبح في الأفعال:
الحسن والقبح مرد هما إلى الشرع فالفعل لا يكون حسناً لذاته ولا قبيحاً لذاته وإنما الحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع والغزالي بذلك يخالف المعتزلة التي استندت مسائلة الحسن والقبح للعقل فقط بينما الغزالي يقرر انه لا دخل للعقل في حسن وقبح الفعل إذ انه يقيس قيمة الفعل الخلقية ( خير أو شر ) بمقياس العقل والشرع معا فالخير هو ما وافق العقل والشرع معا ً والشر هو ما خالف الشرع والعقل معاً لذلك يقول في كتابه ( ميزان العمل ) في تعريف السخاء " هو أن يتيسر عليك بذل ما يقتضى الشرع والعمل بذلة عن طوع ورغبة وبتيسر عليك إمساك ما يقتضى الشرع والعقل إمساكه عن طوع ورغبة.

الفضائل والرذائل :
يرى الإمام الغزالي أن الإنسان يميل بطبيعته إلى الفضائل أما الرذائل فهي أساس أمراض يمكن علاجها ولهذا يقول " الرزيلة من أمراض القلب " ويقول عن ميل الإنسان " فإما ميله إلى الحكمة وحب الله تعالى ومعرفته وعبادته كالميل إلى الطعام والشراب فانه مقتضى طبع القلب فانه أمر رباني وميله لمقتضيات الشهوة غريب عن ذاته وعارض عن طبعه"
قوى النفس وفضائلها :
أولا :قوى النفس
يرى الغزالي أن أكثر الفضائل ترتبط بثلاثة قوى في الإنسان هي " قوة التخيل " وقوة الشهوة وقوة الغضب "
قوة التخيل : يقول الغزالي " الأذهان كثيرا ما تزيغ عن الجادة فترى الخطأ صواب والصواب خطأ ولهذا قيل أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه والتدبير أن لا يعتمد عليها ما لم يزنها بالقوانين المنطقية
فعندما يستقيم الإنسان على المنهج الالهى يستقيم خياله ويكون منزلاً للملائكة وعندما يبتعد الإنسان عن خالقة يحدث الاعوجاج في خياله فيكون منزلا للشياطين .

قوة الشهوة: وعن القوة الشهوية يقول الإمام الغزالي " لا يصير الإنسان خارجاً عن جمله البهائم وأسر الهوى إلا باماته الشهوات أو بقهرها وقمعا وان لم تمكنه إماتته إياها فهي التي تضره وتغره وتعيقه وتصرفه عن طريق الآخرة وتثبطه ومتى قمعها وأماتها صار الإنسان حرا نقيا بل إلهيا ربانيا وبذلك فهو يدعوا الإنسان للتحرر من عبودية الشهوات حتى يبتعد عن منزله الحيوانات تقربا من الله فتقل حاجاته ويصير غنياً عما في يد غيره وسخياً بما في يده ومحسناً في معاملاته.
ورغم أن القوة الشهوانية أصعب قوى النفس صلاحا وهى التي تعوق الإنسان عن طريق الآخرة إلا انه لا غنى عنها حيث أن عمارة الأرض قائمة عليها ولو تصورنا عدم وجودها لاختل نظام الدين والدنيا
ويرى الغزالي وجود حكمة عظيمة لها وهو : إبقاء الشخص بالغذاء والنوع بالحرث في الوجود بحكم إجراء الله وسنته بمشيئة الله الأزلية التي لا يجد لها تبديلاً ولا تحويلا والثانية ترغيب الخلق في السعادات الأخروية فإنهم إن لم يحسوا بهذه اللذات والآلام لم يرغبوا في الجنة.
القوة الغضبية :
وعن القوة الغضبية يقول الإمام الغزالي " شعلة نار اقتبست من نار الله الموقدة التي لا تطلع الأعلى  الأفئدة وإنها المستكنة في ضمن الفؤاد استكان النار تحت الرماد ويستخرجها الكبر الدفين من قلب كل جبار عنيد وإذا كان لهذه القوة إفراط يدفع إلى المهالك فان لها تفريط يقصر عن الصبر والحلم والحمية والشجاعة.
ثانيا فضائل النفس :
لكل نفس من قوى النفس إفراط وتفريط وكلاهما رزيلة والفضيلة هي الوسط والاعتدال ومعيار الاعتدال العقل والشرع "فبدون العقل والشرع لا نستطيع الوصول الوسط الذهبي الذي نعبر عنه بالطريق المستقيم وتدعوا الله أن يهدينا إليه
ويرى الغزالي أن الفضائل وان كانت كثيرة فيجمعها أربع تشمل كل أنواعها وهى الحكمة والشجاعة والعفة والعدالة فكل قوة من قوى النفس لها فضيلتها ثم بالعدالة يتم الترتيب الصحيح لقوى النفس
ويوضح الإمام الغزالي ذلك بقوله " فالحكمة فضيلة القوة العقلية والشجاعة فضيلة القوة الغضبية والعفة فضيلة القوة الشهوانية والعدالة عبارة عن وقوع هذه القوة على الترتيب الواجب فيها تتم الأمور وقد تأثر الغزالي بأقسام النفس وفضائلها عند أفلاطون إلا أن صبغها بالصبغة الإسلامية .
الحكمة فضيلة القوة العقلية :
ويعرف الإمام الغزالي الحكمة الخلقية بقوله " حال وفضيلة للنفس العاقلة بها تسوس القوة الغضبية الشهوية "وهى العلم بصواب الأفعال وهذه الحكمة هى ضالة المؤمن وهى التي عظمها الله عز وجل في قوله تعالى " من يؤتى الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا "
والحكمة وسط بين رزيلتين هما الخبء والبله فللخبء هو طرف إفراطها وزيادتها وهو حالة يكون بها الإنسان ذا مكر وحيلة بإطلاق القوة الغضبية والشهوانية للتحرك إلى المطلوب حركة زائدة عن الواجب ويقال له ( خب ) أما البله فهو طرف تفريطها عن الاعتدال وهو حال تقصر بالغضبية الشهوية عن القدر الواجب "
الشجاعة فضيلة القوة الغضبية :
وهى وسط بين رزيلتين هما الجبن والتهور فالتهور هو الزيادة على الاعتدال فهو الحالة التي بها يقدم الإنسان على الأمور الخطرة التي يجب في العقل الإحجام عنها " أما الجبن فطرف النقصان وهو الحالة التي تنقبض حركة القوة الغضبية عن القدر الواجب فتصرف عن الإقدام حيث يجب الإقدام ولذلك فالشجاعة هي الوسط الدقيق بين الرزيلتين ولا تكون إلا بانقياد قوة الحمية للعقل المتأدب بالشرع.
فضيلة القوة الشهوانية هي العفة:
وهى تعنى انقياد القوة الشهوانية للقوة العقلية والعفة وسط بين رزيلتين هما الشره والخمود أما الشره فهو إفراط الشهوة إلى المبالغة في اللذات التي تستقبحها القوة العقلية وتنهى عنها والخمود فهو قصور الشهوة عن الانبعاث إلى ما يقضى العقل تحصيله.
 فضيلة العدالة : هي عبارة عن وقوع القوى الثلاثة على الترتيب الواجب فيها وبها تتم جميع الأمور فهي ليست جزء من الفضائل بل هي جمله الفضائل ولا يكتنفها رزيلتين بل رزيلة واحده وهى الجور فليس بين الترتيب وعد م الترتيب وسط وكما أن العدالة جامعة لجميع الفضائل فان الجور جامع لجميع الرذائل واكتساب الإنسان للفضائل والتخلص من الرذائل يرجع إلى اعتدال قوتي الشهوة والغضب وطاعتها للعقل والشرع وهذا الاعتدال يحصل على وجهين :
إما بجود الهي وكمال فطرى بحيث يولد الإنسان كامل العقل وحسن الخلق
والوجه الثاني اكتساب هذه الأخلاق الحسنه كما يرى الإمام الغزالي تارة تكوين الفطرة وتارة تكون باعتياد الأفعال الجميلة وتارة تكون بمشاهدة أرباب الأفعال الجميلة ومصاحبتهم
وبذلك يرى الإمام الغزالي أن القدوة الحسنة والصحبة من العوامل التي تساعد الإنسان على اكتساب الفضائل والعلاج من الرذائل والسعي لاكتساب الفضائل هدف يدعو إليه العقل والشرع معاً ولكي يحقق الإنسان هذا الهدف لا بد من مقاومة هواه والهوى هو المذموم من جملة الشهوات دون المحمود وهو الذي قال عنه الله تعالى " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هى المأوى"
غاية الأخلاق:
 كما سبق القول الخير هو ما تعتقد أنه خير والشر هو ما تعتقد انه شر والسبيل إلى ذلك هو وزن العمل بميزان العقل والشرع.
 ما هي الغاية من عمل الخير وما هو الغرض من تجنب فعل الشر؟
يتضح ذلك من معرفة غاية الأخلاق عند الغزالي فغايتها تحقيق الخير الأعلى
 ( السعادة ) والخيرات وفى هذه الحياة كثيرة وهى أربعة أنواع :
1
- خيرات النفس وتتمثل في الفضائل الأربعة ( الحكمة- الشجاعة- العفة-العدل.
2
- خيرات البدن وهى ( الصحة – القوة – الجمال- طول العمر (
3
- الخيرات الحياتية وهى تشمل ( المال- الأهل – العز- كرم الأصل(
 4
- الخيرات أو الفضائل التوفيقية وتشمل ( هداية الله – رشده –تسديده – توفيقه(
وهذه الخيرات ليست هي الخير الأعلى لكن الخير الأعلى يكون في السعادة الأخروية التي هي بقاء لا فناء له وسرور لاغم فيه وعلم لاجهل به وغنى لافقرفيه
ونجده يبين ذلك في كتاب الميزان بقوله ( أن السعادة الحقيقية هي الأخروية وما عداها سميت سعادة إما مجازا أو غلطا كالسعادة الدنيوية التي لا تعين على الآخرة( وهذا معناه أن كل سعادة لا توصل للسعادة الأخروية أو تعين عليها لا تعد سعادة حقيقية وإنما يسمى ذلك مجازا وبذلك السعادة الحقيقية في رأى الغزالي ليست في اللذات الحسية ولكن في بلوغ النفس كمالها بادراك الحقائق كاملة واضحة جلية وهذا يتم بمعرفة الحقيقة الإلهية وهذا لا يتحقق إلا في الآخرة .
مناقشة مذهب الغزالي الأخلاقي :
1
- مقياس خيرية الأفعال عند الغزالي بالعقل والشرع معا مما جعل مذهبه الأخلاقي نابعاً من صميم الدين الإسلامي وخالف بذلك موقف المعتزلة التي جعلت الحسن والقبح عقليان
 - 2
تقسيمه للأفعال الخيرة إلى واجب ومستحب والأفعال الشريرة إلى حرام ومكروه يؤكد نظرته الإسلامية الخالصة فهذا التقسيم ن صميم القران والسنة .
 -3
تقسيمه للنفس لقوى ثلاث لم يقدم فيه جديدا يختلف عما قدمه فلاسفة اليونان أفلاطون وأرسطو.
4
- تمتاز نظرة الغزالي للأخلاق بأنه جعل للخير أبعاداً اجتماعية
 5
- اغفل الغزالي دور الفعل الأخلاقي في تحقيق السعادة الفردية والاجتماعية وقصر مفهوم السعادة على السعادة الأخروية .

مع تمنيات الفاروق بالنجاح والتفوق



إعداد الأستاذ / إبراهيم فاروق عبد الحميد هيكل***                                *****(0103740322)*****
****كبير معلمين خبير الفلسفة****

****مع خالص تمنيات (حكمة فلسفة  الفاروق )****

****بالنجاح والتفوق بإذن الله تعالى ****،،
مربع نص: أطيب تمنيات سلسلـة ( الفاروق )  بدوام النجاح والتفوق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق