من أنا

صورتي
ابراهيم فاروق عبدالحميد هيكل المؤهـــل وتـاريخه / ليسانس آداب وتربية شعبة (فلسفة واجتماع ) بتقدير جيد جدا 1982 المؤهـــل الاضــافى/ دبلوم خاصة في التربية تخصص(إدارة تعليمية وصحة نفسية)1978 مدير مرحلة تعليمية - ادارة ميت غمر التعليمية

أرشيف المدونة الإلكترونية

من شعائر الحج

من شعائر الحج
الوقوق بعرفة

من شعائر الحج

من شعائر الحج
السعى بين الصفا والمروة

الأحد، 5 أكتوبر 2014

الفاروق فى علم الاجتماع ثانية ثانوى 2015م جديد



علم الاجتمــــــــاع
الموضوع الأول : ظهور الفكر الاجتماعى وتطوره
مقدمة :
التفكير الإجتماعى قديم قدم الإنسانية ، وقد ساهمت جميع الحضارات الإنسانية بنصب فى تطوير الفكر المتصل بشئون المجتمع ، وتأتى فى مقدمة هذه الحضارات ، حضارات الشرق القديم ومنها الحضارة المصرية القديمة ، وحضارات الصين ، والهند ، وبلاد الرافدين بالعراق ، وبلاد فارس ،
 ثم جاءت بعد ذلك حضارات الغرب القديم ممثلة فى الحضارة اليونانية . ، وسنكتفى فيما يلى بعرض موجز لانجازات هذه الحضارات نعرف من خلاله المراحل المختلفة التى سار فيها التفكير الإجتماعى فى تطوره ، حتى اكتمل نمو علم الإجتماع ، وتعددت فروعه ومباحثه.
أولا : التفكير الإجتماعى فى مصر القديمة :
يعد تاريخ مصر الفرعونية حجر الأساس فى تاريخ البشرية كلها ، حيث قام المصريون القدماء بدور عظيم فى إرساء قواعد المدنية ، وحمل مشعل الحضارة ، وقد أمكن الوقوف على كثير من ألوان التفكير الإجتماعى عند قدامى المصريين من الآثار التى تركوها ، وتراثهم الأدبى الذى يزخر بمظاهر التفكير فى شئون المجتمع ، ونعرض فيما يلى لأهم إسهامات الحضارة المصرية القديمة فى تطور الفكر الإجتماعى والتى برزت فى الجوانب التالية :
- النظام الأسرى : اهتم المصرى القديم بالأسرة باعتبارها ظاهرة اجتماعية ، ونظاما اجتماعيا ، وأسسها على الثقة والتسامح والصبر والتعاون ، كما عنى بالإهتمام بالتشريعات الإجتماعية ونظم المواريث التى تحفظ للأسرة استقرارها ، وتضمن تماسك العلاقات وقوتها بين أفرادها .
- النظام التربوى : اهتم المصرى القديم بعملية التربية والتنشئة الإجتماعية ، وترتيب مسئوليات الآباء ، وواجبات الأبناء .
- النظام التشريعى والقانونى : امتثل المصرى القديم لقواعد الأخلاق وآداب السلوك التى تعارف عليها الناس والتى تقضى بالإبتعاد عن الإثم والفجور ، وإنزال العقاب الشديد على كل من ينحرف عن هذه القواعد ، وقد تم إنشاء محاكم لفض النزاعات القانونية بين الأفراد .
ثانيا : التفكير الإجتماعى عند اليونان :
إذا كان التفكير الإجتماعى فى حضارات الشرق قد اختلط بالدين والأخلاق ، وتطلع إلى تحقيق غايات عملية ، فإن التفكير الإجتماعى فى الحضارة اليونانية قد اختلط بالفلسفة ، وقد بلغت الحياة الفكرية عند اليونان ذروتها بظهور فيلسوفين هما : أفلاطون ( 427-347ق. م ) ، وأرسطو ( 348 – 322ق. م )
وفيما يلى عرض موجز لأهم ملامح الفلسفة الاجتماعية عند كل منهما :
1- أفلاطون ( 427-347ق.م ) :
تأسست الأكاديمية التى اقامها أفلاطون على مبادئ أستاذه سقراط وتتضح إسهاماته فيما يلى :
- صور نشأة المجتمعات الإنسانية على أنها ضرورة طبيعية ، لا تحتاج لإدارة بين البشر ، ويجبر خلالها الإنسان على التجمع فى تضامن وتكامل وتعاون ، وذلك حتى يمكنه إشباع حاجاته الضرورية .
- كان من اوائل الذين صاغوا مفهوم ( دولة المدينة أو المدينة الدولة ) التى كانت تضم جماعات من الأسر والعشائر والقبائل ، تربطها علاقات وثيقة ، أساسها المساعدة المتبادلة ، والإنتماء لدولة واحده .
- اهتمام بعملية التربية وتنشئة الأطفال ، والتى اعتبارها إحدى دعائم المجتمع المثالى ، كما رأى أن التربية هى المدخل الحقيقى للضبط الإجتماعى .
- وقد ترجم أفلاطون فلسفته الإجتماعية إلى واقع مثالى فى كتاب ( الجمهورية ) حيث طرح تصورا متكاملا لجمهورية مثالية ، وقسم المجتمع إلى ثلاث طبقات هى طبقة الحكام والفلاسفة ، ثم طبقة الجنود والمحاربين ، وياتى بعد ذلك طبقة العمال والزراع والتجار .
من أقوال أفلاطون : * السعادة هى معرفة الخير والشر . * غاية الأدب أن يستحى المرء من نفسه أولا .
* أصعب أنواع الصداقة كافة هى صداقة المرء لنفسه . * الرجل الصالح هو الذى يحتمل الأذى ، لكنه لا يرتكبه .
2- أرسطو ( 384-322ق. م )
تتلمذ ( أرسطو ) على يد أستاذه ( أفلاطون ) وتأثر به ، غير أنه كان أكثر واقعية من أستاذه و يعود إليه الفضل فيما يلى : - التأكد على أن ( الإنسان بطبيعته كائن سياسى ) يميل للعيش مع الآخرين ، ويحرص على اكتساب روح المواطنة ، وكان ( أرسطو ) يستخدم كلمتى ( اجتماعى وسياسى ) بمعنى متداخل .
- التأكيد على أن الأسرة هى أول خلية اجتماعية ، وهى أول اجتماع تدفع إليه الطبيعة ، ومن اجتماع عدة أسر تنشأ القرية ، ومن اجتماع عدة قرى تتكون المدينة أو الدولة ، والتى تتولى تأمين الحاجات الضرورية للأفراد ، وتحقق السعادة لهم .
- التاكيد على أن الفرد لا يستطيع تحقيق إنسانيته الكامله ، وغلا من خلال تعاونه ومشاركته للآخرين فى الشئون العامة للمجتمع .
- التأكيد على أن أهمية القانون تتجسد فى التسليم بأن الحكمة الجماعية للشعب أسمى من الحكمة المنفردة ، ولذلك فهو يعلى من قيمة القانون العرفى ويعتبره تعبيرا حقيقيا عن الإدارة الجماعية .
من أقوال أرسطو : * الحكمة رأس العوم والأدب تلقيح الإفهام ونتاج الأذهان .
* ينبغى فى العمل اتباع العقل الحكيم. * من لم ينفعه العلم لم يأمن من ضرر الجهل .
* إن المريض لن يستطيع أن يلبس ثوب العافية فى الحال بمجرد رغبته.
الوحدة الأولى – تطور علم الاجتماع
ثالثا: الرواد المؤسسون لعلم الاجتماع: 1- ابن خلدون (المؤسس الحقيقى لعلم الاجتماع):
أ- نشأته:
ولد العلامة العربى المسلم (عبد الرحمن ابن خلدون) فى تونس (1332م)، وتوفى فى مصر (1406م) ، ويعنى هذا أنه عاش فى القرن الرابع عشر الميلادى (الثامن الهجرى) أى قبل ظهور (أوجست كونت) رائ علم الاجتماع الحديث بنحو خمسة قرون، ويعد ابن خالدون المؤسس الحقيقى لعلم الاجتماع، حيث استوفى علم الاجتماع على يديه كل الشروط الضرورية التى يجب توافرها فى كل علم من حيث : الموضوع ، والمنهج ، والهدف ، وقد وضع مقدمته الشهيرة – والمعروفة باسم (مقدمة ابن خلدون ) والتى أوضح فيه أسس (علم العمران ) الذى نسميه اليوم باسم (علم الاجتماع) وهو يأتى على رأس المفكرين الذين مهدوا لنشأة على الاجتماع الحديث.
ب- العوامل التى اثرت فى فكر ابن خلدون:
- كانت أسرة (ابن خلدون)  قريبة من الحكم والسلطان والسياسة ، وكانت مهتمة فى الوقت نفسه بالبحث والعلم ، فبثت فى نفسه حب المنصب والجاه من ناحية ، وحب العلم من ناحية أخرى.
- خدم كثير من الملوك ، وتقلد أعلى مناصب الحكم فى عهود كثيرة ، فتولى كتابة السير ، وخطة المظالم ، وصار وزيرا وحاجبا وسفيرا ومدرسا وقاضيا وخطيبا.
- قام بأسفار ورحلات كثيرة، واتصل بشخصيات كثيرة ، وعاصر حوادث معقدة ، مما كان له أثر فى حياته ، وفى بحوث ودراساته.
- وكان فوق ذلك رجلا داهية وافر الذكاء ، يمتاز بعقلية دقيقة ، وقوة ملاحظة ، وقدرة على التحصيل والإنتاج ، وكان واقعيا فى اتجاهاته العلمية ، ولذلك جاءت دراساته مبنية على الملاحظة والمعايشة.
جـ- كيف اهتدى ابن خلدون الى وجوب قيام علم العمران وضرورته؟
قرأ "ابن خلدون" تاريخ العالم (وخاصة تاريخ العالم الإسلامى) ، واستعرض كتب التاريخ لمراجعتها ، فوجدها ميلئة بالأخطاء والمغالطات والأكاذيب ، ووجد أن الحاجة ، ماسة إلى علم شامل يقوم على الشرح والتحليل وتعليل الحوادث ، لتصحيح الوقائع التاريخية ، وهكذا انتهى إلى تأكيد ضرورة قيام علم جديد هو (علم العمران البشرى) والذى نسميه حديثا باسم (علم الاجتماع).
د- دعائم علم الاجتماع عند "ابن خلدون" تتمثل دعائم علم الاجتماع عند "ابن خلدون " فى التالى:
(1) موضوع علم العمران عند ابن خلدون:
* أكد "ابن خلدون" أن الإجتماع الإنسانى ضرورى ؛ لأن الفرد قاصر عن تحقيق حاجاته ؛ فالإنسان إذن مدنى بطبعه ، أى لا بد من الاجتماع الذى هو المدينة.
* يرى أن المجتمع شيء طبيعى يخضع لقوانين عامة ثابتة ، مثله فى ذلك مثل الظواهر الفردية والحيوية فى الكائنات الجيه، ويعنى هذا أن الظواهر الاجتماعية عند ابن خلدون تعد أشياء أو وقائع يجب أن تدرس كما تدرس الظواهر الحيوية ، وعلى أساس هذه الحقائق قرر ابن خلدون : أن الاجتماع البشرى ، وما يصاحبه من ظواهر يجب أن يكون موضوعا لعلم جديد هو علم العمران أو علم الاجتماع ، وقسم هذا الموضوع إلى قسمين أساسيين هما :
القسم الأول : ويشمل البحوث التى تتعلق ببناء المجتمع ، ويهتم هذا القسم بدراسة حجم وكثاففة السكان ، والعلاقات والعمليات الاجتماعية التى تنشأ بينهم .
القسم الثانى : ويشمل البحوث التى تتعلق بالنظم الاجتماعية ، ويهتم هذا القسم بدراسة النظم السياسية والاقتصادية والتربوية والعائلية والدنية والأخلاقية والجمالية واللغوية .
وهكذا لا يكون ابن خلدون هو المؤسس لعلم الاجتماع ؛ لأن علم العمران البشرى الذى جاء به فى مقدمته الشهيرة قد عنى بقضايا وظواهر أصبحت مجالا للبحث فى علوم اجتماعية حديثة أخرى مثل الأنتروبولوجيا أو علم الإنسان ، ودراسة التراث الشعبى.
(2) منهج البحث عند ابن خلدون:
يمكن إيجاز أبرز عناصر وملامح منهجة فيما يلى: * يؤكد (ابن خلدون ) على انه يجب على الباحث عدم قبول أى شيء ، إلا بعد أن يتأكد بوضوح أنه كذلك .
* يؤكد على ضرورة التزام الباحثين بمنهج المقارنة بين ماضى الظاهرة وحاضرها ؛ ذلك لأن المجتمع ليس ثابت الأحوال ، وإنما هو ديناى ومتغير.
* يؤكد على ضرورة توصل العمران إلى القوانين التى تحكم العمران البشرى وظواهره.
* يؤكد على ضرورة قيام الباحثين بإجراء الملاحظات الدقيقة للظواهر الاجتماعية.
 (3) أهداف علم العمران عند ابن خلدون:
حدد ابن خلدون أهدافه من إنشاء علم العمران فى نوعين من الأهداف هما :
* أهداف نظرية إلى القوانين التى تخضع لها.
* أهداف علمين فنية تطبيقية غير مباشرة : وتحدد فى الاستفادة بالقوانين التى تم التواصل إليها فى تصحيح وقائع التاريخ ، وتعليل حوادثه.
2- أوجست كونت (رائد علم الاجتماع الحديث)(1798 – 1857م)
أ- كيف اهتدى "اوجست كونت" الى وجوب وضرورة قيام علم الاجتماع؟
كانت رغبة (أوجست كونت) فى إصلاح المجتمع الفرنسى ، وإنقاذه من مظاهر الفوضى والانهيا التى انتشرت فى كل مجالات الحياة قبل قيام الثروة الفرنسية فى (1789م) دافعا إلى دعوته لإنشاء علم الاجتماع ، وتتلخص حالة الفوضى كما يراها (كونت) فى ازدواجية التفكير (أى وجود أسلوبين متناقضين للتفكير) هما :
-               : ويستخدم عند التفكير فى الظواهر الطبيعية .
-               ويستخدم عند التفكير فى الظواهر الاجتماعية.
ولذلك يطالب (كونت) بتعميم الأسلوب العلمى الوضعى، ودعا إلى ضرورة الالتزام بها عند بحث الظواهر الاجتماعية ، والتى تحدد فى ضرورة استخدام الملاحظة ، والتجربة ، والمنهج المقارن ، والمنهج التاريخى؛ وذلك بهدف فهم الظواهر وتفسيرها ، والتوصل إلى القوانين التى تحكمها.
(3) هدف علم الاجتماع عند "كونت":
حاول "كونت" باستخدام منهجه فى البحث ، التوصل إلى بعض القوانين التى تحكم الظواهر الاجتماعية ، والتى قسمها إلى : قوانين الثبات أو النظام (الاستاتيكا الاجتماعية)، وقوانين الحركة والتغير (الديناميكا الاجتماعية).
                           3- اميل دور كايم (إرسال القواعد العلمية لعلم الاجتماع) 1858-1917م:
أ- نشأته: ولد دور كايم فى قرية (إبينال) بإقليم اللورين (المقاطعة الفرنسية الشرقية) وقضى فى هذا المجتمع البسيط سنوات الطفولة ، فقد كان مجتمعا محافظا ومتضامنا تسوده علاقات مباشرة ، ومع أنه انتقل إلى العاصمة
 (باريس) حيث المجتمع المتنوع ، فلم ينس ارتباطاته الأولى ، والحقيقة أن تصوره للمجتمع لم يخرج عن هذين النمطين:
مجتمع الطفولة أو القرية البسيط ، ومجتمع العاصمة أو المدينة المعقد؟
ب- جهود دور كايم فى ارساء قواعد علم الاجتماع:
- بذل (دور كايم ) جهدا نظريا كبيرا فى إقامة دعائم علم الاجتماع ، وتحديد ميدانه ومناهجه.
- عنى تفسير الظواهر الاجتماعية ( بوصفها موضوعا لعلم الاجتماع ) بعوامل وظواهر اجتماعية مثلها ( وهو فى ذلك يتفق مع ما ذهب إليه ابن خلدون ).
- عنى بدراسة الظواهر الاجتماعية دراسة مستقلة عن غيرها من الظواهر .
 ميز " دور كايم" بوضوح بين نمطين من التضامن هما :
1- التضامن الآلى :  ويتسم بضيق الاختلافات والفوارق بين الأفراد واانحصارها إلى أقل درجة ممكنة ، وهم لا يعرفون التخصص المهنى الدقيق الذى يتمايز فيه سكان المدينة، وبخاصة فى المجتمعات الصناعية ، ومن ثم فالأفراد فى هذا المجتمع الذى يقوم على التضامن الالى متشابهون ، لهم نفس المشاعر والاحاسيس، ويتمسكون بنفس القيم تقريبا.
2- التضامن العضوى : وهو التضامن الذى يقوم بين سكان المدينة الذين تمتاز تخصصاتهم المهنية ، حيث لا تستقيم الحياة بينهم بغير التكامل والتساند الذى نراه بين أعضاء الجسم الحى .
- أكد على ضرورة دراسة الظواهر الاجتماعية كأشياء ، وهو التأكيد الذى يعنى محاكاة العلوم الطبيعية فكما ان حياة الكائن العضوى تعبير عن البناء العضوى ووظائفه ، فإن الحياة الاجتماعية تعبير وظيفى عن البناء الاجتماعى.
ج- دعائم علم الاجتماع عند " دور كايم " :
تتمثل دعائم علم الاجتماع عند " دور كايم " فى الأتى :
1) موضوع علم الاجتماع عند دور كايم :
حدد " دور كايم " موضوع علم الاجتماع فى دراسة الظواهر الاجتماعية وقد عرف الظاهرة الاجتماعية بأنها : عبارة عن نظام اجتماعى يمارس من خلال مؤسساتة مثال: الظاهرة التربوية هى نظام اجتماعى يمارس من خلال المدارس والمعاهد والجامعات .
2) منهج البحث عند " دور كايم " :
أكد " دور كايم " على ضرورة دراسة الظواهر الاجتماعية كأشياء , وتحرر الباحث من كل فكرة مسبقة عن الظاهرة ، وأما عن أساليبة البحثية فتتمثل فى الملاحظة والمقارنة وتتبع تطور الظاهرة ، وتفسيرها .
3) أهداف علم الاجتماع عند " دور كايم " :
يتحدد هدف علم الاجتماع فى الكشف عن القوانين التى تحكم الظواهر الاجتماعية وذلك لهدف مجتمعى هو حل المشكلات الاجتماعية ، حتى نصل بالمجتمع الى التضامن الاجتماعى المنشود، وتقسيم العمل الوظيفى الفعال .
مجال دراسة علم الاجتماع :
            تقوم المناهج العملية الحديثة على مبدأ التخصص الدقيق والتخصص يعنى تحديد الظاهرة المراد بحثها ، وأسلوب معالجتها ، ولذلك لا يمكن تصور ان هناك علما واحدا لدراسة الإنسان ، فهناك أكثر من تخصص علمى يشترك فى هذه المهمة ( كعلوم التاريخ ، والاقتصاد ، والسياسة ، والأخلاق ، وعلم النفس ، وعلم الاجتماع ... إلخ ) وكل علم منها يدرس الانسان من زاوية مختلفة ، وعلى هذا الأساس ، فإن علم الاجتماع يدرس الإنسان باعتباره " كائنا اجتماعياً " ، أو يدرس ما يسمى " الطبيعة الاجتماعية للإنسان " ، فما هو إذن علم الاجتماع ؟
أولاً : تعريف علم الاجتماع : التعريف الاشتقاقى :
            على الرغم من أن – عبد الرحمن ابن خلدون – يعد المؤسس الحقيقى لعلم الاجتماع ، الا أن " أوجست كونت " عالم الاجتماع الفرنسى يعد اول من استخدم كلمة " Sociology  أو سوسيولوجى "، وهى تعنى علم اجتماع وذلك عام 1938م ، وهذه الكلمة مشتقة من مقطعيين : الأول لاتينى " سوسيو " ويعنى مجتمع أو اجتماع ، والثانى يونانى وهو " لوجوس " ويعنى علم أو دراسة علمية ، وهكذا أصبح علم الاجتماع يعنى الدراسة العلمية للمجتمع.
التعريف الاصطلاحى : تعددت تعريفات علم الاجتماع وتنوعت ، بعدد وتنوع الباحثين فى الميدان الاجتماعى ، وعموما يمكن تعريف علم الاجتماع بأنه : هو العلم الذى يدرس بناء المجتمع فى نظمة وظواهره، وما يسوده من علاقات وعمليات تجتماعية تمارس من خلال مؤسسات كل نظام ، وهو يدرسها دراسة علمية تحليلية تاريخية إحصائية فى تغيرها واستقرارها ؛ بغرض الوقوف على تفسيرها واستخلاص القوانين التى تحكمها أو تربطها ببعضها .
من التعريف السابق لعلم الاجتماع يمكن ايجاز اهم الموضوعات التى يهتم بدراستها فيما يلى :
v                                         دراسة المجتمع أو البناء الاجتماعى ، وتحليل العناصرالمكونة له ، والوظائف التى يقوم بها .
v                                         دراسة النظم والعلاقات والعمليات الاجتماعية داخل المجتمع ومؤسساته وهل تتخذ طبعا إيجابيا يخدم بناء المجتمع وإعماره ؟ أم أنها تتخذ طابعا سلبيا ، كالانحراف عن السلوك الاجتماعى السوى بجميع انواعة ؟
v                             دراسة المشكلات الاجتماعية مثل الجنوح عند الاحداث والجريمة والإدمان ... وغيرها من المشاكل ، ومحاولة تقديم المقترحات للحد منها ، أو القضاء عليها .
v                             دراسة اساليب ومؤسسات الضبط الاجتماعى ، الرسمية منها ، كالشرطة والمحاكم ، وغير الرسمية كالقيم والعادات والأعراف ومدى فاعليتها فى ضبط سلوك الافراد والجماعات.
ثانياً : أهداف علم الاجتماع وأهمية دراسته :
            يفيد علم الاجتماع دارسية فى كثير من الجوانب ، حيث إن دراسته يمكن أن تفيد الطالب وتمكنه من :
v     الحصول على صورة واضحة عن مجتمعه ، وكيفية انتظام الحياة فيه.
v                       فهم أنماط التغير الاجتماعى الحادث فى العالم ، والتسلح بشىء من القدرة على التنبؤ بما سيحدث مستقبلاً.
v                       تحصيل قدر كاف من المعلومات عن العمليات الاجتماعية، يمكنه الانتفاع بها فى تحقيق بعض المزايا ، أو دعم حركة اجتماعية معينة.
v                       المساهمة فى تطوير الوسائل والأساليب التى يمكن ان تساعد فى حل مشكلة اجتماعية معينة .
v                       تأهيل نفسة للعمل مستقبلا فى احد فروع العلوم الاجتماعية ، أو فى مهنة من المهن المتصلة بها كالخدمة الاجتماعية والقانون والسياسة والاقتصاد والإعلام ... إلخ .
عندما يواجه الفرد بمشكلة ما أو ظاهرة معينة ، فإنه يبدأ بالتفكير فى كيفية تفسير هذه الظاهرة ، أو التغلب على تلك المشكلة ، فإذا هو انطلق من افكار عشوائية وخطوات غير منظمة ، فإنه يكون بذلك قد سلك مسلكا غير علمى ، وأما إذا انطلق من أفكار واضحة وخطوات منظمة ، فإنه يكون بذلك قد سلك المسلك العلمى السليم ، والذى يسمى باسم " المنهج العلمى " ، ويساعد المنهج العلمى على الفهم المنظم للظواهر المدروسة ، فهما قائما على اسس علمية سليمة، وقواعد منهجية ثابتة .
ثالثاً - التمايز والتدخل بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا الاجتماعية :
  لما كانت مجالات البحث فى علم الاجتماع هى البناء الاجتماعى والنظم والمشكلات الاجتماعية ، فإنة تجدرالاشارة إلى أن تلك المجالات هى موضوعات للبحث أيضا فى علوم اجتماعية أخرى وبخاصة " الأنثروبولوجيا الاجتماعية " أو " علم الإنسان " .
وجدير بالذكر أن ابن خلدون كان أيضا رائدا لهذا العلم " الأنثروبولوجيا " فى فصول مقدمته التى عنيت بقضايا البداوة والحضارة والعصبية القبلية ، كما كان تزامن علم الاجتماع والأنثروبولوجيا فى كونهما تخصصات رائدة فى جامعتى القاهرة والإسكندرية.
- وفيما يلى بيان موجز للتداخل والتمايز بين علم الاجتماع والأنثروبولوجياعلى النحو التالى:
لقد قام علم الاجتماع فى نشأته على المسح الاجتماعى للأوضاع والنظم والمشكلات الاجتماعية فى المجتمعات الحضرية الصناعية ، بينما ركزت الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية على دراسة المجتمعات المحلية التقليدية مثل المجتمعات البدوية وقرى الصيادين والسكان الأصليين فى أمريكا واستراليا والقبائل الأفريقية .
            لكن هذا التمايز لم يعد قاطعا على هذا النحو مع تطور العلمين – علمى الاجتماع والأنثروبولوجيا – حيث تعنى بحوث علم الاجتماع فى الوقت الحاضر بدراسة المجتمعات الريفية ، وهناك تخصص دقيق فى علم الاجتماع هو " علم الاجتماع الريفى " كما تطورت بحوث الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لتعنى بدراسة البناء الاجتماعى فى البيئات الحضرية والصناعية.
            وهناك أوجه أخرى للتدخل والتمايز بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا فى طرق البحث ، مع تفرد الأنثروبولوجيا بدراسة موضوعات مثل : أنثروبولوجيا الجسم ، والتراث الشعبى ، ومجتمعات وآثار ما قبل التاريخ ولا يتسع المقام هنا للتعريف بها .
رابعاً - تعريف المنهج العلمى :
             يعرف المنهج العلمى بانه : مجموعة القواعد والمبادئ العامة التى يسترشد بها العلماء فى دراستهم لظواهر الكون ؛الفيزيائية ( أى المادية أو الطبيعية ) والبيولوجية ( أى الحية ) والأجتماعية ( أى الإنسانية ) ، والتى تحدد لهم الإجراءات العلمية ( مثل الملاحظة الدقيقة وكيفية تسجيلها ... إلخ ) ، والعمليات العقلية ( مثل الاستنباط والاستقراء ) التى يقومون بها ؛ من أجل الوصول إلى معلومة مجهولة فى الظاهرة ، أو البرهنة على حقيقة معروفة عنها .
خامساً - أهمية المنهج العلمى وأهداف استخدامة فى علم الاجتماع :
            يساعد المنهج العلمى على الفهم المنظم للظواهر المدروسة ، فهما قائما على اسس علمية سليمة ، وقواعد منهجية ثابتة.
            وفيما يتعلق بعلم الاجتماع ، فان استخدامه للمنهج العلمى يؤدى دورا أساسيا فى المعالجة العلمية للقضايا المجتمعية الجوهرية ، وفى فهم الظواهر الاجتماعية ، وتفسيرها ، والتنبؤ بحدوثها، تمهيدا لضبطها ، والتحكم فيها ، وتتضح اهمية استخدام علم الاجتماع للمنهج العلمى فى دراسة الظاهر الاجتماعية ، لكونة يسهم فى تحقيق الأهداف التالية:
i.                            وصف الظواهر الاجتماعية :
ويعنى التعرف على خصائص الظاهرة الاجتماعية من حيث : نشاتها وحجمها وتطورها عبر الزمن . فمثلا لو اردنا دراسة ظاهرة زيادة تكاليف الزواج فى المجتمع ، فلابد من معرفة متى بدأت هذه الظاهرة ؟ وما مدى انتشارها فى المجتمع ؟ وكيف تطورت عبر الزمان ؟.
ii.                            تفسير حدوث الظواهر الأجتماعية : 
ويعنى معرفة الاسباب والعوامل التى ادت الى انتشار الظاهرة الاجتماعية ، وعلاقتها بالظواهر الاجتماعية الأخرى . فلو اردنا تفسير ظاهرة زيادة تكاليف الزواج مثلا، فلا بد من معرفة اسباب انتشار هذه الظاهرة، ومعرفة علاقتها بالظروف الاقتصادية أو بالمستوى التعليمى للأفراد.
iii.                            التنبؤ بحدوث الظاهرة :
وبعد معرفة خصائص الظواهر الاجتماعية ، والاسباب التى ادت الى نشاتها وارتباطها بالطواهر الاخرى ، نستطيع التنبؤ بما ستؤول اله الظاهرة فى المستقبل ، ونستطيع معرفة النتائج المترتبة عليها ، فإذا رجعنا الى ظاهرة زيادة تكاليف الزواج ، واتضح من فهمنا لهذه الظاهرة انها سوف تستمر فترة من الزمن ، فإنه يمكن ان يتوقع حينئذ حدوث مجموعة من النتائج ، منها على سبيل المثال : تأخر سن الزواج، ارتفاع نسبة العنوسة فى المجتمع ، انخفاض معدل امواليد .. إالخ.
سادساً - منهج البحث فى علم الاجتماع:
            تستخدم البحوث الاجتماعية منهجا واحدا فى بحث ظواهرها ، ومشكلاها هو المنهج العلمى ، إلا أن هذا المنهج له صور وأشكال مختلفة ، تختلف تبعا لطبيعة مشكلة البحث التى تدرسها ومن أهمها : المنهج الوصفى ، والمنهج التجريبى ، والمنهج التاريخى ، ومنهج دراسة الحالة ، وإن كان هناك فريق من الباحثين يشير إلى هذه المناهج بوصفها أساليب للمنهج العلمى ، ونستعرض فيما يلى بعض المناهج التى تستخدم فى البحوث الاجتماعية :
1.                  المنهج الوصفى :
يقوم المنهج الوصفى على وصف خصائص ظاهرة معينة أو جماعة اجتماعية معينة ، أو مجتمع ما ، ويعتمد هذا الوصف على جمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالاتها ، ويستخدم الباحث هذا المنهج فى البحث حينما يكون على علم او معرفة بأبعاد الظاهرة المراد بحثها .
وقد يثار هنا تساؤل عن فائدة دراستها مرة أخرى ، والإجابة هى : أنه قد يكون هناك أحد جوانب الظاهرة لم تتم دراسته ، أو قد تكون رغبة من الباحث فى تحصيل معرفة أكثر عن جوانب الظاهرة وعناصرها.
2.                 المنهج التاريخى :
تعطى الدراسات التاريخية مقاما  لأى دراسة اجتماعية . ويُعد العلاٌُمة " ابن خلدون " رائد المنهج التاريخى فى البحث الاجتماعى ، وهو مؤسس فلسفة التاريخ ، فالتاريخ بالنسبة لعلم الاجتماع هو ميدان لملاحظة الظواهر الاجتماعية ، والحوادث التى حدثت فى الماضى ، ففهم الظواهر الاجتماعية فى الحاضر لا يكتمل إلا بمعرفة تاريخها، وكيفية تكونها، وتحولها، كما ان التنبؤ بمستقبلها لا يتحقق إلا بمعرفة مسارها السابق ، واستنباط القوانين التى حددت هذا  المسار ، بل ان هناك مشكلات اجتماعية معينة توجب على الباحث استخدام المنهج التاريخى فى بحثها ، وجمع المادة بنفسه من مصادرها الاساسية.
ومثال ذلك : دراسة ظاهرة تغير أنساق القيم فى القرية المصرية خلال نصف القرن الماضي .
وللمنهج التاريخى نوعان من المصادر لجمع المعلومات : مصدر اوليه خام كالوثائق والحفريات والاثار وغيرها ، ومصادر ثانوية وهى ما ينقل او يشتق عن المصادر الاولية ، ومن الأفضل لمن يستخدم المنهج التاريخى فى البحث أن يستخدم المصادر الاولية.
3.                 منهج المسح الاجتماعى : يمكن تعريف المسح الاجتماعى بأنه : الدراسة العلمية للظواهر الموجودة فى جماعة معينة وفى مكان معين، وهو ينصب على الوقت الحاضر ، حيث إنه يتناول اشياء موجوده بالفعل وقت إجراء المسح ، وليست ماضية أو سابقة ، ويهدف الى الكشف عن الأوضاع القائمة ، لمحاولة النهوض بها، ووضع خطة أو برنامج للإصلاح الاجتماعى ، ويُعد هذا الأسلوب من أفضل الطرق فى توضيح البيانات الوصفية .
ويقوم هذا المنهج على دراسة عينة مختارة بدقة لتمثل أفراد المجتمع المراد بحثه ، ويعالج هذا المنهج موضوعات كثيرة تشمل معظم الظواهر الاجتماعية ، ودراسة أحوال أفراد المجتمع ، مثل : دراسة خصائص السكان ، حجم الأسرة فى المجتمع ، نسبة كل من الذكور والإناث ، نسبة المتزوجين وغير المتزوجين ، معدلات الطلاق ، دراسة استطلاع آراء واتجاهات أفراد المجتمع نحو ظاهرة محددة ، كمعرفة اتجاهات الرأى العام حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وتستخدم العديد من الجهات الجكومية فى مصر منهج المسح الاجتماعى مثل وزارات : التخطيط والإحصاء والإسكان والاقتصاد والزراعة والصناعة ... وغيرها ، كما يستخدم أيضا لدى الأحزاب السياسية عند إجراء الأنتخابات أو استطلاعات الرأى العام .

وللمسوح الاجتماعية أنواع عديدة ، وتصنيفات كثيرة نشير إلى بعضها فيما يلى :
v                                           التصنيف وفقا لمجال البحث هناك نوعان :
v                                           مسح عام : وهو المسح الذى يجرى على مجتمع بأكمله.
v                                           مسح خاص : وهو المسح الذى يجرى على قطاع معين من قطاعات المجتمع مثل : الإسكان  
                      أو التعليم أو الصحة ... إلخ .
v                                           التصنيف وفقا لمدى التعمق فى البحث : هناك نوعان :
v                                           مسح وصفى : وهم المسح الذى يهتم بوصف الظاهرة فقط .
v                                           مسح تفسيرى وتحليلى : وهم المسح الذى يهتم بالتفسير والتحليل فى ضوء نظرية معينة   
                      تحدد اسباب حدوث ظاهرة ما .
v                                           التصنيف وفقا لجم جمهور البحث، هناك نوعان :
v                                           المسح بالحصر الشامل : وهو المسح الذى يشمل جميع افراد مجتمع البحث .
v                                           المسح بالعينة : وهو المسح الذى يتناول جزءا فقط من أفراد مجتمع البحث .
                         احتمال حدوث خطأ عند اختيار العينة .
                      صعوبة الاعتماد على ثبات نتائج البحث ، وخاصة وأن المسح يسعى إلى وصف ظواهر فى فترة زمنية يعيشها الباحث ، لذلك فإنه لا يناسب الدراسات التى تستهدف معرفة التطور التاريخى لمجتمع ما ، او ظاهرة معينة .

4.                 منهج دراسة الحالة :
يقوم هذا المنهج على أساس التعمق ( وعدم الاكتفاء بالوصف الخارجى ) فى دراسة عينة صغيرة جدا ( قد تكون فردا ، وقد تكون مجموعة محدودة العدد ) من افراد مجتمع البحث، وذلك بهدف تحديد العوامل المؤثرة فى الظاهرة المراد بحثها ، او الكشف عن العلاقات السببية بين عناصرها .
            ويستخدم هذا المنهج فى دراسة الظواهر والحالات التى يصعب فيها استخدام المناهج الأخرى كالمنهج التاريخى أو المسح الاجتماعى أو غيرها ، كحالات الانحراف الأخلاقى ، أو دراسة نزلاء المؤسسات الاصلاحية كمؤسسات الأحداث والسجون ، ومستشفيات الأمراض العقلية وغيرها ويعنى ان منهج دراسة الحالة يقتصر على حالات فريدة او خاصة وليست شائعة .
            وتستخدم أدوات بحث عديدة لجمع المعلومات عند استخدام منهج دراسة الحالة مثل : الملاحظة ، والمقابلة الشخصية ، والسجلات الرسمية ، والمذكرات الشخصية، وتقارير الأطباء، وملاحظات المسؤلين عن المؤسسة الاصلاحية ، وهوايات المبحوثين ، وغيرها من الادوات التى تُمكن الباحث من ال‘حاطة بكل جوانب حياة المبحوث .
الوحـــــــدة الثانيــــــــة
المجتمع والوحدات المكونة للبناء الاجتماعى
الموضوع الأول البناء الاجتماعى
أولا: الطبيعة الاجتماعية للانسان:
الإنسان مهيأ بطبيعته للحياة فى المجتمع ، فهو يستمد إنسانيته من المجتمع ، ولا يستطيع الحياة بغير مجتمع ، فهو يستمد إنسانيته من المجتمع ، ولا يستطيع الحياة بغير مجتمع ، وكما لا يتحقق وجود الجماعة الاجتماعية ، إلا بوجود أفراد يتعامل بعضهم مع بعض ، وتنشأ بينهم علاقات اجتماعية مختلفة ، كالتعاون أو التنافس أو الصراع أو الحب أو الكراهية أو الغيرة ، فكذلك لا يستطيع الفرد أن يعيش كإنسان ، إلا إذا نشأ فى جماعة من الناس ، وتعامل فيها مع غيره من الأفراد ، وتعلم منهم ، ونقل عنهم ، وتأثر بهم ، وأثر فيهم ، حتى يصبح واحد منهم ، ويعنى هذا أن الإنسان كائن اجتماعى.
ويدرس الجماعة الاجتماعية كوحدة فى مجتمع ، ويدر المجتمع كمركب كبير من هذه الجماعات ، بمهنى أنه يتدرج فى الدراسة من الجماعات الصغيرة ، إلى الجموع المتوسطة ، إلى أن ينتهى أخيرا بدراسة المجتمع . ولكن ماذا نعنى بالمجتمع؟.
ثانيا: تعريف المجتمع:
يمكن تعريف المجتمع بأنه : "جماعات من البشر تعيش على قطعة محدودة من الأرض ، لفترة طويلة من الزمن ، تسمح بإقامة علاقات مستمرة ومستقرة ، مع تحقيق درجة من الاستقلال والاكتفاء الذاتى ".
ولا يوجد مجتمع إنسانى ، أو جماعة اجتماعية بدون بناء هيكلى يقوم عليه المجتمع ، ويحدد به مصالحه، ويربط به مؤسساته وتنظيماته وجماعات الاجتماعية ، كما لا يوجد بناء اجتماعى بدون نظم اجتماعية تتضمن معاييره ، وقوانينه وضوابطه التى توجد أفراد المجتمع لما يحقق مصالحه ومصالحهم.
ينصب الدور الأساسى لعلماء الاجتماع على دراسة البناء الاجتماعى للمجتمع ككل ، وما يشمله من ظواهر ومكونات ، وما يحدث بين هذه المكونات من علاقات وتناقضات ، وما يطرأ على البناء نفسه من تطورات وتغيرات ، فالمهفوم الأساسى غى علم الاجتماع هو البناء الاجتماعى ، ومن هذا المفهوم صدر اهتمام علم الاجتماع بجوانب الحياة الاجتماعية المختلفة : كالأسرة والدين والأخلاق والتدرج الاجتماعى ، والحياة الحضارية .. إلخ ، ولكن ماذا نعنى بالبناء الاجتماعى ؟
1- تعريف البناء الاجتماعى:
بالرغم من عدم وجود تعريف للبناء الاجتماعى يحظى بإجماع علماء الاجتماع عليه ، فإن من أكثر تعريفاته أهمية وفائدة وقبولا ، تعريفه بأنه : " كل مركب ، يشتمل على النظم الأساسية السائدة فى المجتمع ، والجماعات المختلفة التى يتألف منها ".
2- مكونات البناء الاجتماعى : يتكون البناء الاجتماعى من مجموعة من الأنساق المترابطة والمتفاعلة فيما بينهما داخل هذا البناء ، وهى بمثابة أتساق أو نظم اجتماعية أساسية ، تعد ضرورية لبقاء المجتمع واستمراره، مثل : ( نظام العائلة أو القرابة ، والنظام السياسى ، نظام المعتقدات ، نظام اقتصادى ، نظام تربوى ، نظام ثقافى ... إلخ ) وتتألف النظم الاجتماعية الأساسية بدورها من مجموعة نظم فرعية .
3- خصائص البناء الاجتماعى :
يمكن تحديد خصائص البناء الاجتماعى ، حيث إنه:
أ- كل متكامل أو نسيج متشابك الجزاء ، تتداخل عناصره مع بعضها البعض.
ب- لا يلاحظ بشكل مباشر : فهو يستدل عليه من خلال الصورة المحسوسة للعلاقات الاجتماعية بين الأفراد أو الجماععات ، فى مجتمع معين.
جـ- مستقر وثابت نسبيا ، إذ إن من أهم روطه ، الحفاظ على تماسكه واستمراريته فترات طويلة من الزمن ، والاستمرار هنا ليس استاتيكيا جامدا ، كاستمر مبنى من المبانى مثلا ، بل هو الاستمرار الدينامى المتغير ، ويشبه استمرار البناء العضوى للكائن الحى ، والذى يتجدد باستمرار ما دام حيا .
4- أهمية دراسة البناء الاجتماعى :
تحقق هذه الدراسة مجموعة من الفوائد منها:
أ- تساعد فى الكشف عن عناصر القوة داخل المجتمع ، فيتم العمل على تقويتها وتشجيعها ، والكشف عن عناصر الضعف فيه ، فتحشد الجهود لمقاومتها.
ب- تساعد فى توجيه الجهود المبذولة لتنمية المجتمع ، ورفاهية أفراده.
جـ- توفر دراسة البناء الاجتماعى المعلومات الدقيقة عن تاريخ المجتمع وأحواله ، ومشكلاته ، وهى معلومات يمكن استثمارها عند التخطيط للتنمية.
5- المكانة الاجتماعية (المركز الاجتماعى)والدور الاجتماعى كمتطلبات لفهم البناء الاجتماعى:
1- المكانة الاجتماعية او المركز الاجتماعى:
هى الوضع الاجتماعى لفرد ما بالنسبة لغيره من أفراد المجتمع ، أو هى المركز الذى يشغله الفرد فى المجتمع ، مثل مركز الأب فى الأسرة ، ومركز العامل فى الوحدة الإنتاجية . ويرتبط مركز الشخص فى الجماعة بقيامه بدور محدد فى نشاطاتها فى ضوء المعايير السائدة فى المجتمع ، والمراكز نوعان :





وهى التى يصل إليها الفرد بمجهوداته ، وعن طريق اكتساب القدرات التى تمكنه من القيام بالأدوار المرتبطة من خلال التعليم أو التدريب.
 

هى المراكز التى تنتقل للفرد من خلال الميلاد أو الميراث أو النظام الاجتماعى ، دون أن يكون التى أساسها العمر أو النوع أو الزواج أوالطبقة ، أو أساسها توارت أو مناصب سيلسية .. إلخ)
 
 
 




ب – الدور الاجتماعى:
هو مجموعة من انماط السلوك المتعارف عليها ، والمصاحبة لمركز محدد ، او هو ما يجب ان يقوم به الفرد فى مركزه الاجتماعى من افعال ، لتحقيق مكانته الاجتماعية ، ويرتبط بمركز اجتماعى معين ، ويتحدد الدور فى ضوء التوقعات التى تحددها المعايير الاجتماعية ، وهو يمثل الجانب السلوكى للمكانة او المركز الاجتماعى .
6-تصنيف الابنية الاجتماعية والمجتماعية :
ان اول مهنة تواجه علم الاجتماع – شانه فى ذلك شان اى علم اخر  -هى  اقمة تصنيف منظم للظواهر  التى يتناولها بالدراس ، ولما كان
اهتمام علم الاجتماع الاساسى ينصب على البناء الاجتماعى ككل ، وما يحويه هذا البناء من مكونات ، وما يحدث بينهما من علاقات وتناقضات ، وما يطرا على البناء نفسه من تطورات وتغيرات  لذلك فقد ظهرت محاولات عديدة من جانب علماء الاجتماع ، لتصنيف المجتمعات او الابنية الاجتماعية ، والتمييز بينهما ، وقد استخدموا فى محاولاتهم معايير او اسس متباينة من ابرز النعايير التى صنفت على اساسها المجتمعات ، معايير :أ- حجم المجتمع او نطاقه .:
وعلى اساس هذ المعيار ، برزت ثنائية  " فرد يناند تونيز "  والتى ميز فيها بين نوعين من المجتمعات هما : ( المجتمع المحلى والمجتمع العام )
ب-التضامن الاجتماعى ( البساطة او التعقيد ) :
وعلى اساس هذا المعيار " برزت ثنائية " "اميل دور كايم " والتى ميز فيها نوعين من الجتمعات هما : ( مجتمع التضامن الالى البسيط ، ومجتمع التضامن العضوى المعقد ) ويوضح الجدول التالى اهم الفروق بينهما :
المجتمع التضامن الالى البسيط
البناء الجتماعى البسيط
تقسيم العمل الغائب
التخصيص غائب , حيث تغلب الزراعة
الاحتكام يكون للدين والعادات والتقاليد
وحده البناء الاجتماعى هى العائلة والقبيلة
المجتمع التضامن العضوى المعقد " المدينة المعاصرة "
البناء الاجتماعى معقد او مركب
تقسيم العمل سائد
التخصيص قائم وفقا للوظائف
الاحتكام يكون للقوانين الرسمية التى تصدرها الدولة
وحده البناء الاجتماعى هى المؤسسات والمنظمات الرسمية
ج- نمط التفكير السائد فى المجتمع :
               على أساس هذا المعيار يرى " أوجيست كونت " ان المجتمعات الانسانية قد مرت فى تطورها بثلاثة انماط من التفكير , هى :
·                           مرحلة التفكير الدينى ( البدائى واللاهوتى ) .
·                           مرحلة التفكير الفلسفي الميتافيزيقى .
·                           مرحلة التفكير العلمى الوضعى التجريبى .
د- شكل النظام الاقتصادى واسلوب الانتاج السائد :
               وعلى اساس هذا المعيار ميز " كارل ماركس " بين خمسة انماط اساسية من المجتمعات , ومنها :
·                           المجتمع البدائي : وهو الذي يسةوده نمط الانتاج البدائي المشاعي .
·                           المجتمع الاقطاعي : كان هذا المجتمع سائدا فى اوربا فى العصور الوسطي .
·                           المجتمع الراسمالى : هو المجتمع الذي تسوده الملكية الخاصة وسائل الانتاج .
               ويؤخذ على تصنيف : ماركس : للمجتمعات انه : تجاهل احتمالية ان يتفرع اي نمط من هذه الانماط الى انماط فرعية , والدليل انه يمكن الان التمييز بين اناط فرعية للمجتمع الراسمالى مثلا ( فهناك المجتمع الليبرالى القديم , والمجتمع القائم على المنافسة , والمجتمع الاحتكارى القائم على سيطرة الشركات الكبرى ).
هـ- مدى القرب او البعد من نموزج مجتمع مثالى :
               صنف " روبرت ريدفيلد " المجتمعات الى نمطين اساسيين , على اساس مدى قربها من نموزجين مثاليين لا وجود لهما تقريبا فى الواقع , او مدى بعدها عنهما , وهما :
·                           نموزج المجتمع الريفى الخالص ( البدوى ) : وهو نموزج لا يعرف اى اثر من اثار التحضر والتصنيع .
·                           نموزج المجتمع احضرى الخالص : وهو نموزج لا يعرف اى اثر من اثار الريفية والزراعة .
7- تقييم عام لمحاولات تصنيف المجتمعات :
               لم تتوصل المحاولات السابقة الى تصنيف مقنع للمجتمعات , يحظى بالقبول العام , حيث يؤخذ عليها انها :
·          استمدت معناها من نظريات التطور الاجتماعى , والتى انطلقت من نظرية التطور , وفلسفة التاريخ , مع ان تصنيف المجتمعات ليس مجرد وصف لعملية تطورية , وانما يجب ان يسمح بصياغة قوانين عامة , يمكن استخدامها فى تحليل ودراسة المجتمعات الواقعية .
·          قاصرة أو عاجزة عن استيعاب مختلف انماط المجتمعات الإنسانية التى توجد بالفعل , باستثناء تصنيف " توينز " وتصنيف " ريدفيلد " الى حد ما .
الجماعات الاحتماعية :
ان فهم طبيعة الحياة الاجتماعية لايكون الا من حلال فهم الجماعات التى يتكون منها المجتمع ، فالمجتمع الحديث  يتكون من جماعات لجتماعية مختلفة ، نشاه بسب تزايد حاجات الافراد ، وتبعا لتعقد الحياة الاجتماعية  وتختلف هذه الجماعات فى عدد أفرادها ، ويكون لكل جماعة منها أهداف واضحة ، ووسائل معينة ، لتحقيق هذه الأهداف ، والفرد فى معظم الأحيان لا يتعامل مباشرة مع المجتمع الكبير (أو المجتمع العام)، بل هو يتعامل مه هذا المجتمع من خلال انتمائه إلى أشكالة عديدة ومتنوعة من التجمعات المحدودة النطاق نسبيا : كالأسرة ، والعائلة والجيران ، والقرية ، والرابطة المهنية ، والنقابة ، والحزب السياسى ... إلخ ، ويطلق على هذه التجمعات اسم " الجماعات الاجتماعية ".ولكن ماذا يقصد بمفهوم الجماعة الاجتماعية؟.
أولا:تعريف الجماعة الاجتماعية:
يمكن تعريفها بأنها: تجمع من فردين أو أكثر (وإن كان البعض يرى أنه لايقل عن ثلاثة أفراد )، ينشأ بينهم تفاعل اجتماعى ، وعلاقات اجتماعية ، وتأثير انفعالى ، ونشاط متبادل ، تتحدد على أساسه الأدوار والمكانة الاجتماعية لأفراد الجماعة ، وفق معاييرها وقيمها ؛ إشباعا لحاجات أفرادها ورغباتهم ، وسعيا لتحقيق أهداف الجماعة.
ثانيا: الشروط الواجب توافرها فى الجماعة الاجتماعية:
اهتم علماء الاجتماع بتحديد الشروط الواجب توافرها لقيام جماعة اجتماعية ، وهى :
1- وجود بناء أو هيكل تنظيمى، يتضمن القواعد التى تنظم العلاقات بين أعضاء الجماعة ، والطقوس التى تمارس فى الظروف المختلفة .
2- وجود درجة من التفاعل بين أعضائها.
3- وجود مصالح مشتركة بين أعضائها.
4- توافر الشعور بالانتماء للجماعة ، والارتباط بها لدى الأعضاء.
وبهذا المعنى تصبح الأسرة ، والعائلة  والجيران  ، والقرية ، والمنصنع ، والرابطة المهنية ، والنقابة ، والحزب السياسى، والأمة ، جماعات اجتماعية حقيقية.
ثالثا:تصنيف الجماعات الاجتماعية:
يرى "موريس جينزبرج " أن دراسة البناء الاجتماعى تتمثل فى وصف وتصنيف النماذج الأساسية للجماعات الاجتماعية ، والنظم الاجتماعية ، ومع الاعتراف بصعوبة إقامة فصل حاسم بين دراسة الجماعات الاجتماعية ، ودراسة النظم الاجتماعية ، لأنهما متداخلان معا، ويمثلان معا ‘طارا عاما للبناء الاجتماعى ، أو للمجتمع الكبير (المجتمع العام) ، هذا بالإضافة إلى أن النظم بوصفها أنماط السلوك شبه الدائمة ، تنشأ عن نشاط الجماعات الاجتماعية ، إلا أنه من الملائم ـ لغرض يتعلق بتبسيط العرض النظرى ، وتسهيل الدراسة _ أن نبدأ باستعراض النماذج الأساسية للتجمعات والجماعات الاجتماعية ، يليه استعراضا للنماذج الأساسية للنظم الاجتماعية ، ثم استعراضا لأهم ما يطرأ على البناء نفسه من تطورات وتغيرات (وذلك من خلال عرض موضوع التغير الاجتماعى).
رابعا : نماذج الجماعات الاجتماعية:
هناك عدة معايير يمكن تطبيقها فى تصنيف الجماعات الاجتماعية ، والتمييز بينهما، ومن هذه المعايير:
-  طبيعة العلاقة  بين أعضائها (عاطفية انفعالية أم عقلية فكرية – شخصية أم لا شخصية ).
- الهدف الذى توجد الجماعة الاجتماعية من أجله.
- حجم الجماعة الاجتماعية
- استمرار الجماعة الاجتماعية
- التخصص وتقسيم العمل .
 وقد حاول علماء الاجتماع تصنيف الاجتماعية فى ضوء هذه المعايير ، ومن هذه المحاولات :
1- التمييز بين المجتمع المحلى والمجتمع العام:
إذا كان "توينز " قدحاول تطبيق تمييزه بين المجتمع المحلى ، والمجتمع العام ، على المجتماعات ذاتها ، أو على الأبنية الاجتماعية لها ، فقد حاول أيضا تطبيقه على الجماعات الاجتماعية التى يتكون منها المجتمع ، معتمدا فى ذلك على طبيعة العلاقة بين أعضاء الجماعة ، ويوضح الجدول التالى أهم الفروق بينهما:
المجتمع المحلى
المجتمع العام
* صغير الحجم ، فهو نموذج للحياة الشخصية المشتركة القائمة على العادات والأعراف والتقاليد.
* كبير الحجم، فهو نموذج للحياة العامة الرسمية ، القائمة على سلطة القانون الرسمى .
* العضوية فيه تكون تلقائية ، حيث يندمج الأفراد فيه كأشخاص بصورة كلية وتلقائية، حتى يمكنهم إشباع رغباتهم.
* العضوية فيه تكون واعية متعمدة ومقصودة ، فالأفراد يشاروكون فيه بالقدر الذى يحقق مصالحهم الشخصية.
* تمثله جماعات كالأسرة ، وجماعة القرابة والجوار ، والقرية ، وجماعات الأصداقاء.
* تمثله الجماعات التى تهتم أساسا بالمصالح الاقتصادية ، كالمساهمين فى البورصة أو البنوك.
2- التمييز بين الجماعة الاولية والجماعة الثانوية :
ميز "كولى " بين نوعين من الجماعات هما:
الجماعة الأولية
الجماعة الثانوية
*صغيرة الحجم
* تجمع بين أفرادها العلاقات الشخصية ن والاتصال الشخصى المباشر (الاتصال وجها لوجه)، والروابط العاطفية (كروابط الدم والقرابة والجيرة والنسب أو المصاهرة)، وينصهر الجميع فى وحدة مشتركة ، يتم التعبير عنها بكلمة "نحن"
* ومن أمثلتها الأسرة ، والأقارب والجيران ، والقرية ، وجماعات الأصدقاء.
* كبيرة الحجم نسبيا
* تجمع بعض المصالح أو الأهداف العملية الخاصة ، والعلاقات الرسمية غير المباشرة بين أفرادها، فالأفراد يشاركون فيها بالقدر الذى يحقق مصالحهم الشخصية.
* من أمثلتها التنظيمات : كالنقابات ، والمصانع ، والمصارف ، والنوادى الرياضية ، والأحزاب السياسية .. إلخ .
3- العلاقة بين الجماعة الأولية والجماعة الثانوية:
العلاقة بينهما تبادلية، بمعنى أن كل جماعة منها تؤثر فى الأخرى ، وتتأثر بها، ونوضح ذلك فيما يلى:
- تؤثر الجماعة الثانوية فى شكل ووظيفة الجماعة الأولية ؛ فدور الأب مثلا فى الأسرة ، يتأثر بدوره فى العمل ، من حيث الدخل، ومن حيث الوقت الذى يقضيه مع أسرته.
- تؤثر الجماعة الأولية فى الجماعة الثانوية؛ فدور الأب مثلا فى الأسرة ، يؤثر على دوره فى العمل ، فوجود مشكلة ما فى الأسرة ، يؤثر سلبا على دور افرادها فى العمل مثلا.
الموضوع الثالــــــــــــث
النظــــــــــــــــم الاجتماعيــــــــــــة
إذا كان البناء الاجتماعى بما يتضمنه من نظم اجتماعية رئيسية وفرعية ، يرتبط بالظواهر التى تتأثر بالسلوك الإنسانى فى المجتمع ، فإن النظم الاجتماعية تمثل فى حد ذاتها مجموعة مترابطة من الظواهر الاجتماعية المتصلة بالسلوك الإنسانى ، فعن طريق الترابط بين الظواهر الاجتماعية ينشأ النظم الاجتماعى ، ثم عن طريق الترابط بين النظم الاجتماعية ينشأ البناء الاجتماعى.
وقد سبق أن أشرنا عند تعريف المجتمع إلى أنه لا يوجد مجتمع إنسانى ، أو جماعة اجتماعية بدون بناء هيكلى يقوم عليه المجتمع ، ويحدد به مصالحه ، ويربط بهمؤسساته وتنظيماته وجماعات الاجتماعية ، كما لا يوجد بناء اجتماعى بدون نظم اجتماعية تتضمن معاييره ، وقوانينه وضوابطه التى توجه أفراد المجتمع لما يحقق مصالحه ومصالحهم ، فما المقصود بالنظم الاجتماعية او النظام الاجتماعى.
أولا: تعريف النظام الاجتماعى أو النظم الاجتماعية :
يمكن تعريف النظام الاجتماعى بأنه : مجموع أنماط السلوك التى يسلكها معظم أفراد مجتمع ما ، لتحقيق هدف معين ، وتلقى هذه الأنماط قبولا عاما فى المجتمع ، وتخضع لعدة قواعد ومعايير جمعية ، ويكون السلوك عادة متعلقا بظروف خاصة ، ويتكرر إذا ما تكررت هذه الظروف . مثال:
لكى يتزوج الفرد ، ويكون أسرة ، ينبغى له أن يتبع عادات وأعراف وتقاليد معينة ، تحظى بقبول عام فى المجتمع ، وأن يسلك أنماط السلوك المرتبطة بالزواج مثال : الخطوبة والشبكة والمهر وعقد القران .... مثال:
لكى يتزوج الفرد ، ويكون أسرة ، ينبغى له أن يتبع عادات وأعراف وتقاليد معينة ، تحظى بقبول عام فى المجتمع ، وأن يسلك أنماط السلوك المرتبطة بالزواج مثال : الخطوبة والشبكة والمهر وعقد القران .... إلخ.
ثانيا: خصائص النظم الاجتماعية: تتميز النظم الاجتماعية بعدد من الخصائص منها
1- وضوح الهدف أو الوظيفة التى يؤديها كل نظام ممن النظم ، فنظام الزواج مثلا يهدف إلى تكوين أسرة ؛ لإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية ، وإنجاب الأطفال ، والمشاركة فى المسؤليات...إلخ.
2- أن النظام الاجتماعى ليس مجرد سلوك معين ، وإنما يتضمن أيضا القواعد التى تحكم هذا السلوك. الاستمرار النسبى ، فالنظام الاجتماعى بوصفة يمثل السلوك المتعارف عليه فى المجتمع ، يتميز بدرجة عالية من التعقيد ، مما يصعب عملية تغييره ، ويجعله يستمر لفترة زمنية طويلة .
3- الترابط الوظيفى بين النظم الاجتماعية ، حيث يصعب على اى نظام أن يعمل بمعزل عن النظم الأخرى ، فهناك نظم معينة تتداخل مع عدة نظم مختلفة ، فمثلا نجد أن نظام الميراث فى الإسلام ينفذ أساسا فى النظام الأسرى بين الأقارب، وفى الوقت نفسه يشترك مع نظام الملكية والحقوق الاقتصادية فى النظام الاقتصادى ، أما ما يحدد أسلوب توزيعه فهو النظام الدينى.
ثالثا: أهمية دراسة النظم الاجتماعية: تتمثل أهمية درايةالنظم الاجتماعية فى أنها:
1- تشكل مع الجماعات الاجتماعية نسيج البناء الاجتماعى ، ومن ثم فإن دراسة هذا البناء توجب دراستها.
2- تعد دراستها مدخلا أساسيا للفهم العلمى للمجتمع ، لأنها تكشف للقائمين على شؤونه أساليب مواجهة الحاجات الأساسية لأفراده وجماعاته.
3- تعد دراستها الأساس الأول للدراسة المقارنة بين المجتمعات ، الأمر الذى يمهد للتوصل إلى القوانين التى تساعد فى فهم الظواهر الاجتماعية وتفسيرها.
4- تعد دراستها عاملا أساسيا فى مواجهة المشكلات الاجتماعية.
رابعا: كيف ظهرت النظم الاجتماعية: تدفع الحاجات الإنسانية الأساسية المتعددة والمتجددة ، الأفراد للبحث عن وسائل وأساليب متنوعة إشباعها ، وفى الوقت ذاته ، لايستطيع أى فرد أن يشبع كافة حاجاته بمفرده ، الأمر الذى دفع الجميع إلى التعاون فيما بينهم ، لمساعدة بعضهم بعضا فى إشباع هذه الحاجات ، وقد استوجب هذا التقاطع بين الروح الجمعية (ممثلة فى حاجة الفرد للتعاون مع غيره) والروح الفردية (ممثله فى سعى كل فرد لإشباع حاجاته )، ضرورة وجود ضوابط تحكم هذه العلاقة وتنظمها ، ومن هنا نشأت النظم الاجتماعية ، لتسهم فى بقاء الفرد ، واستقرار المجتمع.
خامسا: وظائف النظم الاجتماعية: تتفاعل النظم الاجتماعية فيما بينها لإشباع حاجة الإنسان إلى:
1- العمل ،والإنتاج ، والتملك ، وتوزيع الثروة ، والاستهلاك ، وذلك من خلال النظام الاقتصادى.
2- المحافظة على نوع، واستمرار العلاقات التى تقوم على المحبة والتعاون ، وتحقيق إنسانيته ، مثل النظام الأسرى.
3- الاعتقاد بوجود قوة عليا منظمة للكون ، وهذا مايمنحه الثقة ، والطمأنينة النفسية ، وذلك من خلال النظام الدينى.
4- الأمن والحماية الاجتماعية ، وضمان الحقوق الأساسية كحقوق : الملكية والعمل والتعبير عن الرأى ، وذلك من خلال النظام التربوى.
5- التعليم ، والاندماج فى جماعات يتفهم أساليبها وأنظمتها ، ويتكيف مع ما تحدده من معايير، وذلك من خلال النظام التربوى.
6- الاستماع بوقت الفراغ  وتجديد الحيوية، والتنفيس عن الضغوط ، وذلك من خلال النظام الترويحى.
7- الامتثال للمعايير والقيم المرغوبة فى المجتمع ، وذلك من خلال النظام الأخلاقى.
8- معرفةالأساليب المشروعة والمتحضرة ، للحصول على حقوقه ، وذلك من خلال النظام القضائى.
سادسا:تنصيف النظم الاجتماعية: استخدم علماء الاجتماع العديد من المعايير فى تصنيق النظم الاجتماعية ، ومنها:
1- التنصنيف من حيث البساطة والتركيب : فهناك نظم اجتماعية مركبة ، وأخرى بسيطة ، فالنظام المركب هو الذى يتألف من مجموعة من النظم التى تتشابه فى هدفها، ومثال ذلك النظام الأسرى يعد نظاما مركبا.
2- التصنيف من حيث العمومية والخصوصية: فهناك نظم عامة، لا يخلو مجتمع منها ، مثلالنظام الأسرى ، والنظام الدينى ،والنظام الاقتصادى ،والنظام السياسى وهناك نظم خاصة بمجتمعات معينة ، مثل نظام التمييز العنصرى .
3- التصنيف من حيث ما هو مستمر من نظم ، وماهووقتى أو موسمى منها : فهناك نظم مستمرة ، وشبه دائمة ، كالنظام الأسرى ، والنظام الاقتصادى ، والنظام السياسى ، في حين أن هناك نظم موسمية ، ترتبط بمناسبات ، أو توقيتات معينة مثل نظام الصوم ونظام الحج ونظام الأعياد ... الخ.
4- التصنيف من حيث التلقائية والتقنين: فهناك نظم نشأت بشكل تلقائى دون تدبير منظم ، مثل النظام الدينى والأسرى ، وذلك استجابة للفطرة الإنسانية ، فى حين أن هناك نظم أنشئت بقصد وبجهد منظم ومقنن ، مثل نظام التربية ، ونظام البنوك.
5- التصنيف من حيث ما هو أساسى من نظم ، وما هو فرعى منها : فهناك أربعة نظم أساسية توجد فى كل المجتماعات وهى: النظام الدينى، والنظام الأسرى، والنظام السياسى ، والنظام الاقتصادى ، وهناك نظم فرعية تتفاوت فى أهميتها من مجتمع لآخر ، وفقا للمستوى الثقافى والاقتصادى ، مثل الترفيه ونظام الفن ...إلخ.
6- التصنيف من حيث ماهو إجبارى من نظم ، وما هو اختيارى منها :فنظام الأسرة مثلا نظام إجبارى ، لأن أفرادها ليس لهم حق الاختيار فى الانضمام لها ، أما النظام الترفيهى كالاشتراك فى رحلة ، أو الخروج فى نزهة ، فيعد من النظم الاختيارية.
سابعا:نماذج من النظم الاجتماعية الأساسية:
1- النظام التربوى: أ- مفهومه:هو مجموعة من العمليات والجهود التى توجه لنقل المعرفة والمهارات والقيم ، بطريقة رسمية نظامية (كما يحدث فى التعليم) ، وبطريقة غير رسمية وغير نظامية ، بهدف إعداد الأفراد كى يصبحوا مواطنين صالحين ، وأعضاء مشاركين بإيجابية فى المجتمع.
ب- وظائف النظام التربوى : لاغنى لأى مجتمع عن عملية التربية ، فهى أداته فى تحقيق المهام التالية:
* نقل التراث الثقافى من الأجيال الماضية إلى الأجيال الحاضرة.
* تنمية القيم والإتجاهات المرغوبة اجتماعيا.
* صياغة شخصية المواطن بما يتفق مع أهداف المجتمع وتطعاته.
* توجيه ميول الأفراد ، وتنمية قدراتهم بما يخدم قضايا المجتمع.
* مواجهةمشكلات المجتمع المتعددة.
* غرس الفضيلة والقيم الأخلاقية فى الأبناء.
2- النظام الاقتصادى: أ- مفهومه: هو جملة الوسائل المستخدمة، والعادات والتقاليد والأفكار المتفاعلة مع بعضها، من أجل استغلال الموارد البيئية ،  بهدف الحاجات الأساسية لأبناء المجتمع.
ب- وظائف النظام القصادى : يؤدى النظام الاقتصادى دوره فى المجتمع من خلال ثلاث عمليات هى:
* عملية الإنتاج : وهى تعنى الحصول على الموارد ، أو تحويلها إلى سلع نافعة (أى جمع واستغلال الموارد البشرية والطبيعية فى إنتاج السلع والخدمات)، وهى تشمل ثلاثة عناصر أساسية هى : الأرض ، العمل ، رأس المال ، ويضاف إليها أحيانا تنظيم الإنتاج والاستثمار.
* عملية التوزيع : وهى تعنى توزيع حاصل الإنتاج على المواطنين ، وترتبط هذه العملية بالملكية وأنواعها ، وتتضمن نقل المنتجات من الهيئات الإنتاجية إلى الهيئات الإستهلاكية .* عملية الإستهلاك : وهى تعنى استخدام حاصل عملية الإنتاج من سلع وخدمات فى إشباع حاجات الأفراد ، وترتبط هذه العملية بالقوة الشرائية وبعلاقة الفرد بالإنتاج والتوزيع .
ج- العلاقة بين النظام الإقتصادى والنظم الاخرى : النظام الإقتصادى هو جزء من أجزاء النظام الإجتماعى العام ، وتربطه علاقه وثيقة مع بقية النظم الإجتماعية الأخرى فى شبكة من العلاقات القائمة على التأثر والتأثير المتبادل والادلة على ذلك كثيرة ، ومنها : * أن النظام الإقتصادى يرتبط بعلاقه قوية مع النظام الأسرى ، حيث يسهم توفير الأسرة لإحتياجاتها المعيشية على تنشيط حركة الشراء ، وتحصل على السلع والخدمات التى تقدمها المؤسسات الإقتصادية ( المزارع والمصانع والمتاجر ) ، وهى بذلك توفر عائدا اقتصاديا يمكن استثماره فى تحسين آلات الإنتاج فى هذه المؤسسات ، ورفع أجور العاملين بها .
3- النظام السياسى : أ- تعريفه : هو مجموعة الظواهر والانماط والنصوص القانونية المتصلة بظاهرة السلطة ، وطريقة الحكم فى المجتمع ، وتحديد العلاقة بين الحكام والمحكومين ، وتحديد الغجراءات التى تضبط العلاقه بين أبناء المجتمع ، وتعمل على توفير احتياجات المجتمع الأساسية ، والتى من بينها توفير الامن والحماية والعدل والرعاية لأفراد المجتمع وللمجتمع نفسه .
ب- العوامل التى أدت إلى ظهور النظام السياسى : فرضت عدة عوامل ظهور هذا النظام ، ومنها :
v         إشباع الحاجات الأساسية لأبناء المجتمع .
v         تقنين توزيع ثروات المجتمع توزيعا عادلا ، وتخفيف التكالب والصراع على الثروة ، واحتكار الموارد .
v         تسخير الموارد الإقتصادية لخدمة الاهداف العليا للمجتمع .
v         تحديد علاقة الدولة بمواطنيها ، وتنظيم عملية تدرج السلطة ، فى ظل الزيادة السكانية ، وتعقد شئون الحكم .
ج- أشكال التنظيمات السياسية : للتنظيمات السياسية أشكال عديدة منها :
v         التجمع السياسى : هو تجمع مؤقت على تحرك مشترك لعدة قوى سياسية ، بهدف تحقيق مطلب ما.
v         التيار السياسى : هو تنظيم له قاعدة جماهيرية ، تلتزم اتجاه سياسيا معينا ، أو قضية معنية ، او تتبنى فكر أو زعيم له مواقف سياسة معنية.
v         الحزب السياسى : هو تنظيم له برامج وآليات محددة، هدفه الحصولعلى دعم الشعب وتأييدة للوصول إلى السلطة . أو المشاركة فيها .
د- تنظيم الدولة : يقصد بتنظيم الدولة : تحديد العلاقات بينها وبين المواطنين ، فى اطار القانون، وقد يشترك المواطنون فى وضع القوانين، إما بشكل مباشر من خلال الاستفتاءات ، أو من خلال ممثليهم فى المجالس النيابية ، وفى هذه الحالة يكون نظام الحكم فى الدولة نظاماً ديمقراطياً، وقد تفرض عليهم هذه القوانين فرضا من الحاكم ، ملكاً او رئيساً أو أميراً ... إلخ ، وفى هذه الحالة يكون نظام الحكم فى الدولة أوتوقراطياً أو أستبدادياً او دكتاتورياً قائماً على الطغيان، ويقتضى تنظيم الدولة وجود ثلاث سلطات مستقلة هى :
v                    السلطة التشريعية ( وتتمثل فى البرلمان والمجالس النيابية) : وتخص هذه السلطة بتشريع وسن القوانين، كما تتولى الرقابة على اعمال السلطة التنفيذية .
v                    السلطة التنفيذية ( وتتمثل فى الحكومة ومن يعاونها من محافظين، ورجال الإدارة المحلية): وتختص هذه السلطة بتنفيذ القوانين ، بما يحقق الصالح العام للوطن .
v                    السلطة القضائية : وتختص هذه السلطة بحماية الحقوق والواجبات ، والفض فى الخلافات التى قد تنشأ بين السلطتين : التشريعية والتنفيذية و او بين الدولة ومواطنيها ، أو بين المواطنين بعضهم مع بعض ، وكل ذلك فى إطار حكم الدستور والقانون .
وبقاء الدولة ( أى دولة ) مرهون بتحقيق سيادتها ، والسيادة تعنى : سلطة الدولة الكاملة والدائمة على جميع مواطنيها، وهى مقوم أساسى من مقومات الدولة .
التغـــــــــــــــــــير الاجتــمــــــــــاعــــــــــــى
يمكن لأى فرد، من خلال استقراء مجريات حياته الشخصية أو بيئته الاجتماعية ، ومجريات الأحداث المحلية، والإقليمية والدولية ملاحظة، أن كل شئ يتغير ويتبدل .
فمن الصعب تصور بقاء ظواهر الكون ثابتة على ما هى عليه إلى الأبد، حتى أن الجماد ذاته لا يبقى على حاله ، بل يتغير بفعل الرياح والأمطار وسواها من عوامل الطبيعة الأخرى ، وقد عبر عن هذه الحقيقة الفيلسوف اليونانى القديم " هيراقليطس" ، عندما اكد على : " أن كل شىء يسيل ولا شىء يبقى ، وأن الانسان لا ينزل النهر مرتين ، لأن مياهه تتجدد باستمرار ".
وإذا كان التغير واضحا حتى فى الحجر ، فإنه يكون أشد وضوحا وأكثر عمقا فى الظواهر الاجتماعية ، التى تتشكل أساسا من البشر الذين يخضعون باستمرار للتغير فى أوضاعهم العضوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية .
وتحتاج هذه العملية الاجتماعية المستمرة منا إلى محاولة فهمها ، حتى لا نستطيع التعايش معها ، وحتى نستطيع الاستجابة بشكل علمى لما يحدث، وحتى نستطيع التنبؤ بما هو آت ، وإمكانية ضبطه لما هو فى صالحنا وصالح الإنسان بوجه عام ، والتخطيط لما نريد أن يكون .
أولا : معنى مفهوم التغير الاجتماعى :
كثيرا ما يختلط مفهوم التغير الاجتماعى، بمفاهيم متقاربة فى معناها وأستخداماتها ، مثل مفاهيم : التطوروالنمو والتقدم والتنمية، إلى جانب مفاهيم ذات مدلولات خاصة ، ومن أكثرها أهمية وانتشارا مفاهيم : كالتحديث والتحضير والتصنيع والثورة ، الأمر الذى يدفعنا إلى محاولة توضيح الفروق والاختلاف بين مفهوم التغير الاجتماعى ، وغيرة من المفاهيم التى استخدمت للدلالة على عمليات التغير ومعانيها ، وبيان ذلك فيما يلى :
1-                التطور الاجتماعى : وهو مفهوم يشير الى :" انتقال وتبدُل المجتمع ( أو النظم الاجتماعية ) تدريجيا دون قفزات أو طفرات من حالة إلى حاجة ، أو من مرحلة ألى أخرى ". كأن ينتقل من مجتمع بسيط إلى مجتمع مركب أو معقد ، اى من الأدنى الى الأعلى ، أو ينتقل من العصور القديمة الى العصور الوسطى الى العصور الحديثة، وقد، اُستعير مفهوم التطور من علم الاحياء ، حيث تصور البعض أن قانون التطور ينطبق على المجتمع الانسانى ، كما ينطبق على الكائن الحى، على أساس أن المجتمع الإنسانى فى تطورة ، يشبة الكائن الحى فى تطوره .
2-                التقدم : وهو مفهوم يشير إلى :" تحوُل أو تبدُل نحو الأفضل فى خصائص المجتمعات ، فهو ارتقاء مستمر لنظم المجتمع، وازدياد اعتماده على الاساليب والوسائل العلمية فى مواجهة مشكلاتة "، مثل تحول المجتمع من الأمية إلى التعليم ، أو من أستخدام أساليب بدائية فى التنقل والإتصال ، إلى أساليب حديثة ومعاصرة .
3-                التنمية : وتعنى توظيف الموارد الطبيعية والبشرية ، والوسائل العلمية والتكنولوجية فى برامج مدروسة ومخططة ، بهدف تحسين المستويات المادية والمعنوية فى المجتمع ، فالتنمية إذن تقوم على إرادة الإنسان وعلى التخطيط الذى يعنى تنظيم التغير وتوجيهه، بدلا من أن يترك على أساس عفوى .
4-                التغير الأجتماعى : تؤكد الشواهد التاريخية والاجتماعية أن تحوُل أو تبدُل المجتمع أو نظُمه الاجتماعية، أو شبكة علاقاته الاجتماعية من حالة الى حالة ، يمكن أن يكون تقدما نحو الأمام و أو تراجعا إلى الخلف ، ولذلك ظهرت الحاجة إلى مفهوم عام ومحايد ؛ لوصف حالة التحول هذه ، ومن هنا اُستخدم مفهوم التغير الأجتماعى ، والذى يشير إلى " مختلف صور وأشكال التحوُل والتبدُل التى تطرأ على كل جولنب الحياة فى المجتمع خلال فترة زمنية معينة ".
ثانيا : عوامل التغير الاجتماعى :
على الرغم من أهمية التغيرات الاجتماعية التى شهدتها الحياة الأنسانية على مر العصور ، إلا ان معظم هذه التغيرات قد حدثت فى المائة سنه الأخيرة ، وأصبحت هذه التغيرات ، من القضايا التى يحاول الإنسان دراستها وفهمها، حتى يتمكن من ضبطها ، وتوجيه أحداثها ،والتنبؤ بما يمكن أن تكون عليه مستقبلا، أما بالنسبة للعوامل التى تؤدى الى هذه التغيرات ، فمن الصعب ردها إلى عامل واحد فقط، حيث إن هناك كثيراً من العوامل المادية والفكرية ( والتى يصعب الإحاطة بها) تسهم فى إحداث أشكال التغير المختلفة،

بعض هذه العوامل هى:
1-                العوامل الطبيعية : فالطبيعة لها أثرها الملموس فى إحداث التغير ، فكل ما تجود به الطبيعة على الإنسان من خيراتها تدفع بالانسان الى التغير الاجتماعى ، كما ان قسوة الطبيعة بما فيها زلازل وعواصف واعاصير وامطار تحولت لسيول ... قد دمرت مدنا، وأبادت أقواماُ وكل هذا من العوامل المسببة للتغير الاجتماعى .
2- فهناك علاقة بين عدد السكان، وبين مستوى المعيشة ، والعمالة والبطالة ومستوى الأجور، فأهمية العوامل الديموغرافية تأتى كنتيجة للحركة السكانية زيادة أو نفصانا ، وكثافة السكان وتوزيعهم داخل المجتمع ، وعليه فإن التقدم والتخلف مرهونان بالحركة السكانية ، ولهذا صار العامل السكانى حاسماُ فى عملية التغير الأجتماعى .
2-                العوامل الثقافية : فكلما حدث تغير ثقافى سواء أكان هذا التغير ماديا او معنويا ، كلما أدى إلى إحداث تغيرات اجتماعية فى العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية .
3-                العوامل الاقتصادية : تؤدى العوامل الاقتصادية دورا بارزا فى تحقيق الرفاهية للإنسان ، من خلال توفير إسكان مناسب ، مواصلات ميسرة ، ودور الثقافة ، والمتاحف ، فازدهار الفنون والآداب والعلوم يرتبط بالاقتصاد حيث تحتاج إلى إمكانات مادية؛ لكى تزدهر، وكل ذلك مما يمكن أن يسهم فى إحداث التغير الاجتماعى المنشود .
4-                الحكم الديمقراطى يمكن أن يسهم فى إحداث التغير نحو الافضل فى المجتمع وذلك من خلال ما يتيحه للمواطنين من حريات مسئولة ، وما يوفره لهم من أمن وأمان ، وصيانة للحقوق والممتلكات العمة والخاصة ، وردع كل من تسول له نفسه ترويع المواطنين ، أو تهديد حرياتهم ، وإقامة العدل الاجتماعى بينهم ، واستثمار موارد المجتمع مما يعود بالنفع على الجميع .
5-                الحروب : فالحروب لها أثر واضح فى إحداث التغير الاجتماعى ، سواء أكان هذا التغير سلبيا أم ايجابيا ، فهى تؤثر فى طبيعة العلاقات الاجتماعية ، وفى الاخلاق والقيم السائدة، وفى مظاهر العمران التى يطرأ عليها الدمار وفى حركة السكان من خلال ما تخلفة الحرب من قتل وتشريد وتهجير ، وخير مثال على ذلك ما حدث ما حدث فى المجتمع المصرى أثناء حرب العبور فى اكتوبر 1973م ، حيث انخفضت معدلات الجريمة فى المجتمع إلى أدنى مستوى لها ، وهذا يجسد التغير الإيجابى للحرب ، أما ما يمثل التغير السلبى لها فهو ذلك الهجوم النووى الذى تعرضت له مدينتى هيروشيما وناجازاكى باليابان فى نهاية الحرب العالمية الثانية ، وترتب عليه دمار شامل أتى على الأخضر واليابس ، او على الحجر والشجر والبشر .
6-                الزعماء والقادة والمصلحون: فالقادة والزعماء لهم دور بارز فى إحداث التغير الاجتماعى ، ومن أمثلة هؤلاء جمال عبد الناصر فى مصر، وغاندى فى الهند ، ونيلسون مانديلا الذى قاد حركة التحرر فى جنوب أفريقيا ضد التمييز العنصرى ... وغير هؤلاء الكثير والكثير.
7-                العوامل العلمية والتكنولوجية : فالاختراعات والابتكارات والاكتشافات العلمية والتقدم فى وسائل الاتصالات والمواصلات، كالكهرباء والقطار والسيارة والطائرة والحاسوب والإنترنيت والهاتف المحمول ... إلخ ، كلها ذات أثر فى التغير الاجتماعى ، وأثرت بلا شك فى تغيير ملامح حياتنا المعاصرة ، إذ تنعكس آثارها على سلوك الناس ، وأساليب تفكيرهم، وعلاقاتهم الاجتماعية .
ثالثاً : مظاهر التغير الاجتماعى وآثارة :
تصاحب عملية التغير الاجتماعى العديد من المظاهر بعضها ايجابية والاخرى سلبية، ونوضح ذلك فيما يلى :
المظاهر والآثار الإيجابية للتغير الاجتماعى
المظاهر والآثار السلبية للتغير الاجتماعى
v                 تقدم العلم فى مجالات واسعة أدى الى رفاهية الفرد والمجتمع، كنتيجة لتقدم التكنولوجيا.
v                 تحسن وسائل الاتصال والتواصل، واعتماد الأفراد والجماعات الاجتماعية بعضهم على بعض .
v                 ظهور مفاهيم جديدة مثل حقوق الإنسان والديمقراطية
v                 تطور أدوار المرأة .
v                 الهجرة من القرى والأرياف إلى المدن .
v                 ظهور قوة الطبقة العاملة.
v                 جذب العمال والعاملات من العمل فى البيوت ، إلى المراكز الصناعية .
v                 تقدم برامج الرعاية الاجتماعية .
v                 النمو الحضارى والعمرانى .
v                 التركيز على الجانب المادى فى الحياة ، وإهمال الجانب المعنوى .
v                 الميل إلى الأناية الفردية .
v                 انتشار العبث والتمرد واللامبالاة.
v                 ضعف الترابط الأسرى .
v                 ظهور الكثير من الأنحرافات السلوكية والاجتماعية.
v                 زيادة الضغوط النفسية .
v                 تزايد أوجه الاستهلاك غير الرشيد.

رابعاً : أنماط التغير الاجتماعى : للتغير الاجتماعى نمطان اساسيان من حيث مصادرة هما :

هو التغير الذى يحدث نتيجة تفاعلات تتم داخل المجتمع نفسه ، مثل : الثورات، والأخذ بنظم اقتصادية جديدة .. الخ.
وهو التغير الجتماعى الذى أتى من خارج المجتمع، نتيجة اتصال هذا المجتمع بغيره من المجتمعات الأخرى، وذلك بفعل عوامل كثيرة : كالعولمة، والتكنولوجيا، والحروب.... وغيرها.
الموضـــــــــــــــــــوع الأول التنشئـــــــــــــــــة الاجتماعيـــــــــــــة
تعد التنشئة الاجتماعية من أكثر العمليات الاجتماعية تأثيرا على الفرد فى مختلف مراحل حياته، ولها دور أساسى فى تشكيل شخصيته، كما انها تعد من أهم عمليات التعلم التى يتم عن طريقها تكوين اتجاهات الفرد وميوله، ونظرته للحياة.
            وقد حظى موضوع التنشئة الاجتماعية باهتمام العلماء والمفكرين فى كل العصور ، فمثلا نجد الإمام ( الغزالى) ينصح فى كتابه ( إحياء علوم الدين ) بمراعاة الاعتدال فى تاديب الطفل ، وأبعاده عن أصحاب السوء ، وعدم تدليله أو التساهل معه فى المعاملة، كما ينصح بشغل وقت فراغة فيما يفيد، اما ( ابن خلدون) فيرى أن استخدام العقاب والشدة فى معاملة الطفل يكسبه عادات ضارة، ربما تترك اثاراً سلبية فى حياته الاجتماعية فيما بعد .
أولاً : تعريف التشئة الاجتماعية:
            كان مفهوم التنشئة مرتبطا فى الماضى بتعليم وتربية الصغار ، أما حديثا فقد اتسع المفهوم فشمل الصغار والكبار معاً ، ويُطلق على هذه العملية احيانا عملية التطبيع الاجتماعى ، أو عملية الاندماج الاجتماعى .
            ويمكن تعريف التنشئة الاجتماعية بأنها :
عملية يتم فيها، ومن خلالها تحويل الفرد ( الوليد البشري) من مجرد كائن عضون بيولوجى ، إلى كائن اجتماعى عن طريق التفاعل الاجتماعى ، ليكتسب عن طريق التقليد والتعلم سلوكيات ومعاييرا واتجاهات وقيما، تدخل فى بناء شخصيته ، لتسهل له الاندماج فى الحياة الاجتماعية، مما يطبع سلوكه وشخصيته بالطابع الاجتماعى .
            فالتنشئة فى أساسها هى عمليه تعلم؛ لأن الفرد يتعلم من خلالها طرقاً وقيماً وأنماط السلوك الاجتماعى لمجتمع ما ، او جماعة اجتماعية معينة، حتى يتمكن من العيش فى ذلك المجتمع أو وسط هذه الجماعة .
ثانيا : اهداف التنشئة الاجتماعية تتفق معظم المجتمعات المعاصرة على عدد من الأهداف لعملية التنشئة الاجتماعية وهى انها تساعد الفرد على :

v                 التكيف الاجتماعى ، والتالف مع الآخرين .
v                 الأستقلال الذاتى ، والاعتماد على النفس .
v                 اكتساب المعارف والاتجاهات ، والقيم الروحية والخلقية والاجتماعية والوجدانية .
v                 اكتساب المعايير الاجتماعية التى ىتحكم سلوكة وتوجهه .
v                 تعلم الادوار الجتماعية .
ثالثا : أشكال التنشئة الاجتماعية :
تأخذ التنشئة الاجتماعية شكلين أساسيين هما :
v           تنشئة مقصودة : وهى التى تتم فى الاسرة والمدرسة .
v      تنشئة غير مقصودة : وهى التى تتم من خلال دور العبادة ، ووسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ، والمؤسسات السياسية ، والاقتصادية ، والعسكرية ، وغيرها .
رابعا : مؤسسات التنشئة الاجتماعية:
-           ينشئ المجتمع من اجل تحقيق أهدافة عددا من المؤسسات الاجتماعية ، وذلك لتلبية احتياجاته الأساسية المتصلة باعداد الافراد لمتطلبات المواطنة الصالحة ، ومن هذه المؤسسات ( الأسرة ، المدرسة ، دور العبادة ، جماعة الرفاق أو الزملاء ، وسائل الاعلام ، مجال العمل ، الاحزاب السياسية ، دور الثقافة ) ، وسوف نلقى الضوء فيما يلى على دور الاسرة فى عملية التنشئة الاجتماعية بشكل خاص :
الأسرة :
يمكن تعريف الأسرة على انها بناء اجتماعى ، او جماعة اجتماعية صغيرة ، تتكون من الاب والام والابناء ، يتبادلون الحب ، ويتقاسمون المسؤلية ، وتربية الابناء ؛ ليصبحوا أشخاصا يتصرفون بطريقة اجتماعية سليمة.
أهمية الأسرة فى عملية التنشئة الاجتماعية :
تعد الأسرة من اهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية . إن لم تكن أهمها على الإطلاق ، فتأثيرها فى شخصية الفرد اقوى وأعمق من تأثير أى مؤسسة اجتماعية أخرى ؛ ذلك لأن الفرد كلما كان صغير السن كانت شخصيته اكثر استعدادا للتاثر بمن يتصلون به ، ويتعاملون معه ، ومن هنا يتضح أهمية دور الأسرة فى تنشئة الفرد ؛ فالأسرة تشبع له حاجاته الأساسية ، وتعلمة اللغة وكثيرا من آداب السلوك ، وتعرفة شيئا عن الدين والعادات ، ويمكن إبراز دور الاسرة فى هذه العملية فيما يلى :
v                 انها  المؤسسة الاجتماعية الاولى التى ينشا فيها الطفل من البداية ، ويشبع حاجاته الاساسية التى لا يستطيع العيش بدونها .
v                 يتلقى الفرد عن الاسرة مختلف المهارات والمعارف الاولية .
v                 انها تعد بمثابة الرقيب على ممارسات مؤسسات التنشئة الاخرى مع الابناء .
v         انها الوسط الذي يتعلم الفرد فى اطارة الانماط السلوكية التى تحدد ما سيكتسبه فيما بعد فى المؤسسات الاخرى ، حيث ان الطريقة التى يتفاعل فيها الفرد مع اعضاء اسرتة ، عادة ما تمثل النموذج الذى ستتشكل وفقا له تفاعلاته وعلاقاته الاجتماعية مع الاخرين .
-                   ب- نماذج من اساليب النشئة الاجتماعية القوية والسليمة فى الاسرة :
1-         اسلوب التقبل والاهتمام : يعتمد هذا الاسلوب على اظهار الوالدين مشاعر الحب والاهتمام والتقبل للابن ، حتى عند معالجة اخطائة ، حيث يتم مناقشته فى اسباب حدوث الخطأ ، وكيفية تصحيحة ، ويتم توجيهه الى ما يجب ان يقوم به ، او ما ينبغي علية تجنبة ، ومكافاته على انجازاتة والاجابة عن تساؤلاته ، ومشاركته افراحة ومناسباته الخاصة ، كما تتميز مطالب الوالدين من الطفل بالواقعية وعلى قدر امكانياته .
غالبا ما يترك هذا الاسلوب فى التعامل مع الطفل اثارا طيبة فى شخصيتة ، ويجعله اكثر تعاونا واخلاصا  ووفاء ، واكثر قدرة على تكوين علاقات ايجابية داخل المنزل ، وخارجة عند اتصاله بالاخرين ، كما يجعلة قادرا على الاخذ والعطاء ، واكثر احساسا بالامن والثقة بالنفس بعيدا عن الشعور بالتهديد والخوف والقلق .
2-         أسلوب الحزم والديمقراطية : يعتمد هذا الاسلوب على التزام الوالدين الجدية والحزم والحوار والمناقشة فى ضبط وتقويم السلوكيات غير المرغوبة من الابن ، وبيان اسبابها ، وتشجيع السلوكيات المرغوبة التى تصدر عنه ، كما يوضح الوالدين فى هذا الأسلوب الأسباب الكامنة وراء مطالبهما من الأبناء ، ويقوم هذا الأسلوب أساسا على احترام آراء الأبناء ، وتقديرها بعيدا عن التسلط والرفض ، ومشاركته فى عمليه اتخاذ القرار فى مختلف الجوانب الهامة التى تخص الأسرة .
يوفر اتباع هذا الأسلوب فى تنشئة الأبناء بيئة نفسية صالحة للاستقرار الانفعالى ، ويسهم في بناء شخصيات تتسم بقدر عال من الاتزان ، والبعد عن التعصب للرأى ، والثقة الزائدة بالنفس ، والاستقلالية فى الفكر.
3-         المساواة فى المعاملة بين الأبناء : يقوم هذا الاسلوب تعامل الوالدين مع جميع الابناء بنفس الفرص المتكافئة فى المعاملة والعطاء والرعاية والتوجيه والاهتمام الموجه إليهم ، وكذلك عدم التمييز بينهم بناء على نوع الولد او سنه أو تربيته بين إخوته أو أى سبب عرضى آخر.
تؤدى المساواة فى التعامل مع الأبناء – غالبا – إلى تكوين شخصيات عادلة متزنة متمتعة بخصائص الصحة النفسية وقادرة  على التكيف مع مختلف المواقف داخل الأسرة وخارجها .
4-         الأسلوب المتوازن : يقوم هذا الاسلوب على التشجيع والنصح والإرشاد ويقصد بالتشجيع الإثابة المعنوية والمادية للأبناء ، بينما يقصد بالنصح والإرشاد مناقشة الأخطاء وتوضيح أسباب السلوك الخاطئ وإرشاد الأبناء لاتباع السلوك السوى ، ومناقشتهم وإقناعهم بعدم الخروج عن الإطار العام لثقافة مجتمعهم
يؤدى الأسلوب المتوازن فى تربية الأبناء إلى تنمية الشعور بالمسئولية لديهم ، والاعتماد على الذات ، والقدرة على اتخاذ القرار ، والمشاركة فى حل المشكلات ، والتسامح وتقبل الآخر والالتزام بالإطار العام لثقافة المجتمع.
-                   نماذج من أساليب النشئة السلبية فى الأسرة :
1-         أسلوب الرفض : يعتمد هذا الأسلوب على قيام الوالدين برفض أقوال وأفعال الابن حيث يحرص الوالدان  على أن تكون الأقوال والأفعال صادرة منهم بحيث يتم ضبط سلوك الابن .
يؤدى هذا الأسلوب فى التعامل مع الطفل إلى التمرد على سلطة الوالدين ، وسلطة المعلمين فيما بعد والخروج على قيم المجتمع ومعاييره .
2-         أسلوب التجاهل والتساهل والإهمال : يعتمد هذا الاسلوب على تجاهل واهمال الوالدين للابن وعدم ابداء مشاعر الود نحوه  أو الاهتمام بحاجاته ورغباته ، والاستهانة بما يمر به من مشكلات أو مواقف ضاغطة ، وتركة دون توجيه واهتمام ، حيث لا يتم  تشجيعة على السلوك  المرغوب ، أو مراجعته ومناقشته فى السلوك غير المرغوب .
يؤدى هذا الاسلوب فى التعامل مع الطفل الى تباعد المسافة بينه وبين والديه ، بل ويتكون لديه إحساس بأنه غير مرغوب فيه من الأسرة ، مما يجعله ناقما عليها ، وعلى مجتمعه فيما بعد .
3-         اسلوب التسلط والتشدد : يعتمد هذا الأسلوب على قيام الوالدين بالضبط التام لسلوك الابن عن طريق وضع القواعد الصارمة التى تحكم سلوكياته وتصرفاته ، وفرض الطاعة المطلقة عليه ، دون السماح له بالمناقشة ، بل واستخدام التهديد والوعيد لضبط سلوكه ، والرفض التام لآرائه وأفكاره ، حيث يرى الوالدان بأنهما أعلم من الأبناء بما ينفعهم وما يضرهم ، ولذلك  يلجا الوالدين الى الافراط فى عقاب الابن ، أما بالضرب ( عقاب مادى أو بدنى ) أو بالتوبيخ والتأنيب ( عقاب نفسى أو معنوى )
يؤدى هذا الأسلوب – غالبا – إلى تمرد الطفل ، وانحرافه وميله إلى التخريب ، أو للانطواء ، والخوف ، وفقدان ثقته فى نفسة ، وغياب روح المبادأة والإنجاز لديه .
4-         اسلوب التدليل والحماية الزائدة : يعتمد هذا الاسلوب على قيام الوالدين بالاشباع الفورى لحاجات الابن ومطالبة والاذعان لمطالبه مهما كان نوعها والقيام بالمسئوليات التى يفترض ان يقوم هو بها ، وعدم توجيهه الى تحمل المسئولية ، أو أداء الأدوار الاجتماعية ، وإبعاده عن أداء المهام والواجبات الصعبة بدعوى حمايته.
يؤصل هذا الأسلوب فى المعاملة مع الطفل روح التواكل لديه ، والاعتماد على غيره باستمرار ، وإلى عجزه فيما بعد عن تحما مواقف الإحباط والصراع التى تعترضه ، وفشله فى مواجهة أحداث الحياة الضاغطة والمتغيرة ، وسرعان ما ينهار أمام أبسط أزماتها .
5-         التأرجع والتذبذب والتضارب فى اسلوب المعاملة : يقوم هذا الأسلوب على عدم تبنى الوالدين لأسلوب ثابت ومستقر فى التعامل مع الطفل ، حيث يستخدمان أسلوبا فى المعاملة يتأرجح مع الموقف الواحد بين الثواب والعقاب ، أو بين المدح والذم ، أو بين الاستجابة للموقف مرة ، ورفضه مرة أخرى .
يؤدى استخدام هذا الأسلوب إلى وقوع الطفل فى حيرة وتناقض وتتأصل لديه الازدواجية فى التفكير ، والمعايير المزدوجة ، فلا يستطيع التمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ فى مواقف التنشئة ، أو ما بين ما هو مقبول ، وما هو مرفوض من المواقف ، الأمر الذى يؤدى فى النهاية إلى إيجاد شخصيات سهلة الانقياد من جانب الآخرين .
6-         مقارنة الطفل بغيرة فى كل الأحوال : فمقارنة الطفل بغيرة بشكل مستمر ، من شأنها أن تؤدى إلأى نشوء فكرة القولية ( أو النمطية ) أى وجود قالب واحد ثابت ، بعد مرجعية للجميع فى الصواب والخطأ فى أمور يفترض فيها تعدد الميول والأهتمامات والتوجييهات وهذا يؤدى بدورة إلى إضعاف قدرة اطفل على تأمل الصواب والخطأ ، وإهمال نمو تفرده وتميزه كإنسان ، وقد ينتهى هذا الأسلوب به ، الى السير ضمن تقاليد تجعل الفرد صورة كربونية من الأخر.
7-         التمييز فى التعامل بين الأبناء : يقوم هذا الأسلوب على التمييز والتفرقة قى معاملة الأبناء ، حيث يتم التمييز بينهم بناء على نوع الأبن ، أو عمره . وترتيبه بين أخوته ، مع عدم وجود معيار ثابت للتعامل مع الجميع بنفس الفرص المتكافئة. تؤدى التفرقة والتمييز فى المعاملة بين الأبناء إلى ضعف الترابط والتماسك الأسرى ، وشيوع الغيرة والحقد والأنانية والكراهية بين الأخوة ، بدلا من الحب والتعاطف والتراحم والأحترام المتبادل بينهم .
-                     د- مواصفات الأسرة :
            بعد استعراض نماذج للتنشئة الأجتماعية السليمة فى الأسرة ، ونماذج  للتنشئة الخاطئة ، فما الذى تريده من الأسرة ؟ الحقيقة ان ما نريده هو الأسرة المنفتحة على جميع أفرادها ، وعلى المجتمع عموما ، الأسره ذات العلاقات التفاعلية التى تتصف بما يلى :
v                 السلطة فيها ليست سلطة بمقدار ما هى قيادة وتوجيه .
v         يتربى فيها الفرد على احترام الذات ، والتفكير الإيجابى ، بمعنى أ، يفعل الخير ؛ لأنه جيد له ، ويترك الشر ؛ لأنه يهينه ، ويضعه فى موقف المساءلة .
v         تتوزع فيها الأدوار فالأب له دور ، والأم كذلك ، والابن والبنت ، بحيث تتفاعل هذه الأدوار فيما بينها بشكل تعاونى ، يحقق الخير للجميع .
v                 تسود فيها علاقة الحب والاحترام الأخر .
الموضـــــــــــــــــــوع الثانــــــــــــــــى الضبـــــــــــط الاجتماعـــــــــــــــى
يعد الضبط الاجتماعى من اهم مقومات المجتمع الانسانى ، وسمه ملازمة لكل المجتمعات على اختلاف درجة تحضرها وتقدمها ،وقد وجد الضبط الأجتماعى مع وجود أول تنظيم اجتماعى فى الجماعات الاولية ، فلا يوجد تنظيم اجتماعى دون معايير ضابطة للسلوك الأنسانى ، وهو بهذا الضمان والدرع الواقى ، حيث يؤدى دورا مهما فى استقرار النظم والمؤسسات الاجتماعية ، والهيكل الوظيفى للجماعة والمجتمع .
-                     أولاً - مفهوم الضبط  الأجتماعى :
تعنى كلمة ضبط الشئ : حفظه بالحزم ، ويوجد الضبط الاجتماعى بالطبع لسلوك الأفراد ، لكى يكونوا متوافقين مع المعايير والقيم المرغوبة فى المجتمع ، ويمكن تعريفة بانه : القوة التى يمارسها المجتمع على أفراده ، والطريقة التى يسلكها للهيمنة والأشراف على سلوكهم ، وأساليبهم فى التفكير والعمل ، وذلك لضمان سلامة البناء الأجتماعى والحرص على أوضاعه ونظمه ، والبعد عن عوامل الانحراف .
-                     ثانياً –  التنشئة الأجتماعية ودورها فى الضبط الأجتماعى :
يكتسب الفرد عملية الضبط الأجتماعى من خلال عملية التنشئة الأجتماعية ، والتى تبدأ بالأسرة ثم المدرسة وتنظيمات العمل .. ويمكن اعتبار عملية التنشئة الاجتماعية ، المصدر الازم للضبط الإيجاب الذي يعتمد على دافعية الفرد الإيجابية نحو الامتثال للقيم والمعايير والضوابط الأجتماعية ، وهنا يصبح الضبط الأجتماعى ضبطا داخليا ً ، إذ يعمل الضمير كرقيب داخلى ، أو قوة داخلية ضابطة توجه الفرد فيتصرف فى المواقف المختلفة متوافقا مع القيم والمعايير الاجتماعية للشعور بالذنب ، فمقومات شخصية الفرد تتبلور من خلال عملية التنشئة ، فيصبح قادرا على التفاعل مع المحيط الاجتماعى الذى يحتويه ، ومنضبطا بضوابطه .
-                     ثالثاً –  أهداف الضبط الأجتماعى :
يسعى الضبط الأجتماعى الى تحقيق عدد من  الأهداف ، أهمها :
v   العمل على تحقيق الامتثال لمعايير وقيم الجماعة الاجتماعية ، والمحافظة على التضامن بين أفرادها ؛ لضمان تماسكها ، وبقائها واستمرارها .
v   إلزام الأفراد باحترام الحقوق العامة والخاصة والنظام الاجتماعى ، ومنع التجاوزات المخالفة للقانون ، ومعاقبة أصحابها ، باستخدام أدوات الضبط المعروفة .
v     الارتقاء بالسلوك الاجتماعى للأفراد ، وتحقيق الأمن الاجتماعى داخل المجتمع .
v     إقامة العدالة بين جميع أفراد المجتمع فى الحقوق والواجبات والألتزامات .
-                     رابعاً – أنواع الضبط الأجتماعى :
يقسم علماء الأجتماع الضبط الاجتماعى الى نوعين :
1-        الضبط الداخلى : وهو الذى ينبع  من داخل الأنسان كالقيم ، والعادات ، والتقاليد ، والمعايير الأخلاقية ، التى اكتسبها من الثقافة السائدة فى مجتمعه ، وتتولى المؤسسات الاجتماعية المختلفة كالأسرة والمدرسة والدين ووسائل الإعلام تدعيم هذا الضبط ، ويتعرض من يخالفها إلى ألوان مختلفة من العقوبات : كالأمتعاض أو الأستنكار ، أو  الأستهجان ، أو التوبيخ ، أو الطرد ، أو الضرب .. إلخ .
2-        الضبط الخارجى : ويتمثل فى القوانين واللوائح والتشريعات التى تضعها المجتمعات الحديثة لتنظيم العلاقة بين الأفراد والجماعات ، وتتولى الجهات الرسمية للدولة ( كالحكومة والقضاء والشرطة ) مهمة تطبيق هذه القوانين واللوائح ، ويتعرض من يخالفها العقاب .
-                     خامساً – أساليب الضبط الاجتماعى :
لكل مجتمع آلياته وأساليبه فى تحقيق الضبط الاجتماعى ، ومواجهة الانحرافات ، وحسم النزاعات ، وتستمد هذه الأساليب فاعليتها من منظومة القواعد السلوكية المرتبطة بالعادات والتقاليد والأعراف والقانون والمعتقدات الدينية واللأخلاقية السائدة ، فتصبح بمثابة قانون متعارف عليه يتصدى لمواجهة من ينحرف عنها ، أو يخرج عليها .
وعادة ما تصنف أساليب الضبط الاجتماعى تصنيفا ثنائيا ، وهى : أساليب الضبط غير الرسمية ومن أبرزها العادات والتقاليد والأعراف والدين والرأى العام ، فى حين يعد القانون من أبرز أساليب الضبط الرسمية ، ويمكن تحديد أبرز وسائل الضبط الاجتماعى فيما يلى :
1.                 التشريع ( القانون ) :
أ‌-          تعريف التشريع ( القانون ) : مجموعة القواعد أو الأوامر والنواهى العامة المجردة المكتوبة ، الصادرة من المجتمع ممثلا فى سلطاته.
ب‌-         اهمية التشريع ( القانون ) : يعد القانون أو التشريع الوسيلة الرسمية التى يستطيع المجتمع من خلالها أن يحكم ويضبط سلوك افراده ، لما ينطوى عليه من عنصرى الإلزام والجزاء ، وما يتميز به من الوضوح والعمومية ، غير ان التشريع أو ( القانون ) وحده لا يكفى لضبط السلوك الإنسانى ؛ لأن سلطاته تتعامل مع الظاهر فقط ، ولا تحاسب على الباطن ، ومهمته ان يعاقب المسئ ، دون ان يستطيع مكافأة المحسن .
2.                 الدين :
يعد الدين من أهم اساليب الضبط الاجتماعى، وأكثرها تاثيرا فى حياة الأفراد ، لما يؤديه من وظائف هامة تعمل على تدعيم واستقرار النظم الاجتماعية فى المجتمع ، فالدين ينظم :
v                 حياة كل فرد ، ويحدد له قواعد سلوكه ، وكيفية معيشة أسرته ، وكيفية إقامة علاقاته مع الآخرين .
v         سلوك الأفراد والجماعات ويضبطه ؛ لأنه يقوم على فكرة الثواب والعقاب ، ليس فى الدنيا فقط ، بل فى الآخرة ايضا ، فلا شك أن فعل الخيرات التى امر الله تعالى بفعلها ( كطاعة الله ، وطاعة الوالدين ، واحترام الكبير ، والتواضع ... إلخ ) وتجنب المعاصى التى نهى الله عن فعلها ( كتجنب الاعتداء على النفس وعلى الغير ، والرقة ، والزنا ، والربا ، والغش...إلخ ) كل ذلك من شأنه ان يحقق الثواب للعبد الطائع. ويلحق العقاب بالعبد العاصى .
3.                 العادات الاجتماعية:
أ‌-          تعريف العادات : تعرف بانها مجموعة من الأفعال والأعمال وألوان من السلوك المتكرر التى تفرضها الجماعة الاجتماعية على أفرادها ، وتتوقع منهم أن يسلكوها ، وألا تعرضوا لاستيلاء الجماعة وسخطها وانتقامها.
ب‌-                 أهمية العادات : تسهم العادات فى تحقيق التزام افراد المجتمع بضوابطه ومعاييره، حيث انها :
v           تمثل جزءا مهما من الدستور غير المكتوب المتفق عليه بين افراد المجتمع ، وهى مدونة فى صدور الأفراد ، وراسخة فى تكوينهم.
v           تسهم فى استقرار المجتمع، والمحافظة على كيانه ووحدته.
v      تمثل ضرورة اجتماعية ، وتستمد قوتها من هذه الضرورة ، لذلك لا يملك الأفراد مخالفتها ، وتتكون العادة بأساليب عده منها القدوة ، والتشجيع ، والتلقين ، والتقليد ، وعن طريق الإلزام باللطف أو الشدة .
v           التربية :
v      يرى علماء الاجتماع أن التربية تعد من ابرز الوسائل الفعالة فى تحقيق الضبط الاجتماعى بعد الدين، وذلك من خلال وسائل التربية العامة ، والتعليم الرسمى خاصة ، ويبرز دور التربية فى عملية الضبط الاجتماعى فيما يلى :
v   تعمل على ترويض الأفراد اجتماعيا ، وتؤثر فى سلوكهم ، وتهذبه.
v   تغرس فيهم القيم والمعايير والآداب والأخلاق والقواعد العامة للسلوك.
v   تعمل على تزويدهم بأنماط السلوك المرغوب فيها ، وحثهم على الابتعاد عما هو مرغوب فيه من السلوك.
v   تسهم فى تكوين الشخصية الإنسانية السوية ، وتجعل من الفرد إنسانا واعيا ومدركا لحقوقه وواجباته.
4.                 الرأى العام :
أ‌-          تعريف الرأى العام : يمكن تعريفة بأنه : مجموعة الآراء والأحكام السائدة فى المجتمع ، والتى تكتسب صفة الاستقرار، وتكون صادرة عن اتفاق متبادل بين غالبية الناس ، فالرأى العام هو الراى الغالب فى راى الأغلبية.
ب‌-                 أهمية الرأى العام : للراى العام اهمية واضحة فى تحقيق الضبط الاجتماعى ، حيث انه يمثل:
v    منبع للقانون ، وقوة لها وزنها فى الحفاظ على المجتمع، وصيانة قيمه، وحمايتها من الأنهيار .
v  قوة ضابطة وفعالة لسلوك أفراد الجماعة الاجتماعية ومواقفهم ، وكل فرد فى الجماعة الاجتماعية يعمل حسابا لهذه القوة ، ويخشى بطشها .
5.                  الأعراف الاجتماعية :
أ‌-          تعريف العرف : يمكن تعريفة بأنه مجموعة من الافكار والآراء والمعتقدات التى تنشأ فى أطار الجماعة الاجتماعية، وتظهر فيما يقوم به الأفراد من أعمال ، وما يلجأون إليه فى كثير من مظاهر سلوكهم الجمعى.
ب‌-         أهمية العرف : يستمد العرف قوته وفاعليته فى الضبط الاجتماعى من فكر المجتمع ومعتقداته مما يلزم الأفراد بالخضوع لهذه المعتقدات .
-                   سادساً – مؤسسات الضبط الاجتماعى:
يعد الضبط الاجتماعى مسئولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ، ودور العبادة ، وسائر مؤسسات الضبط الاجتماعى ، باعتبار ان كل وحده مسئولة عن التنشئة الاجتماعية للفرد وعن تنمية شخصيته بكافة جوانبها .
إعداد الأستاذ / إبراهيم فاروق عبد الحميد هيكل***                       
        *****(0103740322)*****
****كبير معلمين وخبير الفلسفة****
****مع خالص تمنيات (حكمة فلسفة  الفاروق )****
****بالنجاح والتفوق بإذن الله تعالى ****،،


مربع نص: مع الفاروق النجاح والتفوق الدائم بإذن الله تعالى
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق